مواضيع اليوم

هل تنتهي حياتهم بعد انتهاء حياة المريض؟؟أطباء في الثمانين .. أخطاء في التشخيص ومشاكل لا حدود لها !!

شيركو شاهين

2011-04-16 12:18:35

0

هل تنتهي حياتهم بعد انتهاء حياة المريض؟؟
أطباء في الثمانين .. أخطاء في التشخيص ومشاكل لا حدود لها !!
شيركو شاهين
ــــــــــــــ
sher_argh@yahoo.com

تشهد الساحة الطبية في العراق مفارقة أخذت لا تخلو منها مستشفى (عامة او خاصة) او عياد منه وهي الفارق العمري بين الأطباء، فاطباء اليوم اما ان يكونوا شباب من الخريجين الجدد الذين يمثلون الوتد العملي اضافة له جهدهم الفعال في اقسام الطوارى حيث الزخم الكبير للحوادث بدأ من ضحايا الارهاب نهاية بالحوادث العامة، اما الوجه الثاني للمفارقة فهم الاطباء الذين تجاوزوا عقدهم السادس او السابع ، فهم لازالوا يعملون (او يدعون قدرتهم على العمل) ، لأن تقاعدم من وظائفهم وغلق عيادتهم بعد هذا السن تعتبر فريضة غائبة!!
واذا كان للشباب المبتدئين عذرهم فهم الباحثين عن التطوير فضلا عن الحاجة لنشاطهم ، فاين العذر للشيوخ حين تضل العيادات وغرف العمليات مفتوحة لهم؟؟
علاجاتهم بطئية
السيد عمار عبد الرحمن(35 عاما) موظف، اخبرنا عن تجربته حول الموضوع بالقول، مر اخي بوعكة صحية كادت ان تؤدي بحياته، وحين مراجعتنا لاحد الاطباء في عيادته في المنطقة والذي امتدحوه لشيب شعر رأسه في هذه المهنة، وبعد الفحص والمعاينة وصف لنا مجموعة كبيرة من الادوية التي استمر اخي على تناولها بدون فائدة تذكر، ولكن بعد مراجعتنا لطبيب اخر أكد لنا ان غالبية الأدوية الموصوفة كانت عبارة عن مسكنات ومهدئات وهي تنجح مع بعض الحالات حيث يقوم الجسم بمواجهة المرض من خلال نشاط جهازه المناعي، ولكن هذه الطريقة فاشلة في ما يخص الحالات الخطرة والحرجة والتي قد تودي الى ما لا يحمد عقباه.
اعتقد ان الاطباء الذين وصولوا عمر الشيخوخة نادراً ما نرى منهم من يجيد التعامل مع مستجدات الطب بخاصة اجهزة الاختبارات والتحاليل الدقيق كالمفراس والرنين ، هذا ما بدأ به كلامه السيد (لطيف صبيح 40 عاما) استاذ جامعي، واكمل بعدها:- ونادرا ما يقوم احدهم بتحويل مرضاهم الى مثل هذه الاختبارات فهم عادة ما يعتمدون على الخبرة والممارسة الطويل في مجال الطب، وطبعا هذا الشيء غير صحيح والمؤكد بعدها انهم سيحكمون على انفسهم بالفشل بعد ان حولوا المريض الى فأر تجارب.
السيد ( رشيد صالح -37 عاما) صاحب صيدلية فيقول:- ليس شرطاً تحديد كفاءة الطبيب بحسب عمره ، بخاصة ان الساحة الطبية العراقية اليوم تفتقر الى ذوي الاختصاص الحقيقي والذي مع الاسف اضطروا للهجرة غصباً الى دول الجوار هرباً من نار الأرهاب في الداخل، والحقيقة فاننا اليوم بين الاطباء الشباب والشيوخ اضعنا مصداقية الكشف عن الحالات وتحديد المرض، ويبقى عمر الطبيب وعمله بتجاوزه لسن التقاعد نابع من ضميره الشخصي وان تكون مصلحة المريض امانة في عنقه قبل كل شيء.
الاراء السابقة اشارت الى اراء مختلفة في ما يخص مزاولة الطبيب لمهنته عبر الفحص في المستشفيات (اهلية كانت او حكومية) ولكن ماذا عن مزاولتهم للتخصص الجراحي والدقيق في هذا العمر..؟!
حول هذا الخصوص التقينا الدكتورة (شيرين جليل) استاذة في مجال المخ والاعصاب وسالنها حول القدرات العقلية للانسان ما فوق السبعين.. فاجأبت:-
المخ كمثل بقية الخلايا الاخرى وان كان دوره اكبر في السيطرة عليها، الا انه يصاب عادة بما نسميه بضمور الخلايا، فالخلايا عموما لا تصلها القدر الكافي من الدم نتيجة تصلب الشرايين التي يصاب بها اغلب الناس مع تقدم العمر، لذا فالقدرات الذهنية تتراجع فيما يخص الذاكرة!!
واضافت بعدها بالقول:- بما ان الاطباء والجراحين اكثر من غيرهم تعرضا للضغط العصبي والجسدي لذا تظهر ملامح الضعف جلياً، وفيما يخص عمر اعتزال الطبيب فهي تختلف بحسب التخصص كالجراحة مثلا والتي تحتاج ان يكون الطبيب في كامل لياقته الذهنية والجسدية بخاصة ان عمله يتعلق بشكل مباشر بحياة المريض، اما التخصصات الاخرى فيمكن ان يستمر الاطباء كبار السن في مزالتها حتى سن متاخرة مثل طب الاطفال.. وعملياً فان اقصى سن للطبيب الجراح هو (60 عاما) بعدها عليه بالامتناع عن دخول صالة العمليات.
وان كانت هناك بعض الحالات الاستثنائية لجراحين ناجحين بعد هذا السن الا انها تبقى استثنائية وليست القاعدة.
الجراح يبلغ قمه عطاءه في منتصف الاربعاينات حيث يكون قد امتلك الكافية فضلا عن احتفاظه بقوة الشباب، ويستمر كذلك الى ما دون الستين تقريبا، بعدها يبدأ معدل مهاراته بالهبوط لحين وصوله للسبعين.
هذا ما عبر عنه الدكتور وليد السامرائي (41 عاما- جراح القلب المتخصص):-
وسالنها بعدها لماذا لأزلنا نسمع عن اسماء تخطت السبعين ولازال اصحابها يعملون؟
فاجاب قائلا:- لاننا في العراق لدينا مشكلة ان الاطباء لا يعتزلون فهم يعملون حتى ان يموت احدهم او ان يموت العمل نفسه اي بعد ان تكثر اخطاءه ويبتعد عنه المرضى، لكن في حال وصولنا هذه النهاية فان عشرات المرضى يدفعون الثمن خاصة وان كان يعمل في تخصص دقيق او كان جراحاً، وحين ذاك فالغلطة تساوي حياة انسان.
الدكتور فاضل حسن (45 عاما جراح قلب).. اعرب عن رأيه قائلا:
في المستشفيات الحكومية عادة ما يكون هناك زخم في اجراء العلمليات حيث تترواح بين (3 الى 5) عمليات عمليات يومياً بحسب الحالات، وهذا يستلزم منا ان نستمر بالعمل لساعات طويل يومياً، فكيف بعدها يستطيع جراح تجاوز الستين من عمره ان يصمد كل هذا الوقت، هذا في ما يخص قدرته على التحمل فماذا عن حساسيه يده وقدرته الذهنية على التركيز، ونفطة ثانية مهمة جدا هي ان عمليات القلب بنوعيها شهدت تطوراً كبيراً، ولم تعد كالسابق مجرد اجهزة متطور بل ان عملها اليوم عباراة عن منظومة متكاملة لا يمكن الحاق بتقنياتها بعد سن الستين.
الدكتور منذر الالوسي (36عاما- جراح) .. يقول:-
ان المشكلة في هذا الشان هي المريض نفسه فالثقافة السائدة في هذا المجال تنجذب نحو الكبار بعتبارهم الاكثر حكمة وشهرة، وللعلم فانه نادراً ما يقوم الجراحين الكبار في السن ومن ذوي الاسماء الرنانة، من دخول غرف العمليات حيث يستعينون عادة بفريق طبي يقوم بالجراحة ويحضر الطبيب فقط للاشراف عليها ولفترة محدودة فالظاهر ان الطبيب الكبير هو من اجرى العملية والحقيقة عكس ذلك تماما، ولكن النتيجة بعدها ان بعض الاطباء امسوا خطراً على المرضى.
الدكتور عمر سليفاني(47عاما-اخصائي التخدير) والذي عمل لفترة طويل بمصاحبة اطباء كبار في غرف العمليات قال:- كل ما في الحياة له بداية وأزدهار ثم ذبول وتدهور ففي المرحلتين الاولى والثانية تجري الامور بشكل طيب ولكن حين يدخل الاطباء المرحلة الثالثة فان هذا في غبر مصلحة الطبيب والمريض على حد سواء وخاصة في مجال الجراحة، صحيح ان الخبرة مطلوبة لكن الاداء والكفاءة والمرونة في العمل هي الاساس، كذلك هناك العديد من الحالات الطارئة في غرف العمليات تحتاج بعدها لجهد عالي لوقف تدهو بعض الحالات اثناء العملية كتوقف عضلة القلب واحيانا حيث يبدأ بعدها بالتدليك والصدمات الكهربائية وحقن الاوكسجين وهذا كله يحتاج جهدا عقليا وقدرة على الوقوف لساعات طويلة وبصراحة هل من الممكن لطبيب تجاوز الستين ان يفعل هذا!؟
وانا هنا لا اقصد التخلص من الكبار بل الأستفادة من خبرتهم في مجالات التدريس والأستشارية الادارية في المستشفيات.
الدكتور جميل نبيل(45عاما-جراح تجميل) يقول: نحن مع وضع سن للاعتزال النهائي للطبيب، فالجراحة اساساً عقل يوجه يد، ولا بد ان يكون العقل في كامل يقظته واليد في كامل مهارتها وبالنسبة لجراحة التجميل فان المليمتر يشكل فرقا ونحن اولاً واخيرا بشر نكبر ونشيخ بل وقد نخرف.
وهناك للاسف الشديد الكثير من اساتذتنا يرتكبون اخطاء لايقع فيها المبتدئين ولكن بما انهم لهم تاريخهم فلا احد يتحدث عن اخطائهم وان حدث فان النقابة تحترم سنهم واسمائهم ويتم التعامل مع المشكلة بهدوء.
رأي.. أخر
الدكتور نمير العاني_53عاما-أستاذ في كلية الطب) يقول:-
لايوجد ما يسمى بعمر الاعتزال بالنسبة للطبيب او الجراح، فقد يعتزل وهو بعمر الثلاثين وقد يضل يعمل حتى الثمانين، كما يفعل اليوم الكثير من الاطباء وهم ناجحين ومميزين في الساحة الطبية ولا حاجة لذكر الاسماء فهم كثر، فالطبيب له في عمله الوظيفي عمراً تقاعدياً ولكن ليس هناك من قانون يحدد عمر ممارسته للمهنة فهو الوحيد الذي يقرر متى يتوقف، وبالنسبة لي فانا ضد اي محاولة لتحديد عمر تقاعدي لممارسة المهنة واشدد على حق الطبيب بالعمل الى السن التي يراها مناسبه، فهو صاحب القرار وليس اي شخص او جهة طالما المرضى يثقون به.
خلاصة القول:-
تعرف اخطاء المهندسين عادة بانها اخطاء تحت المجهر، فاخطائهم تكون ادلتها شاخصة على الارض (كسقوط البنايات)، ويمكن تحديد صاحب التقصير، اما اخطاء الاطباء في المرض فتدفن تحت التراتب وتنسب الى (لكل اجل كتاب) فكم من الاخطاء ستدفن قبل ان يتم مراجعة هذا الموضوع من قبل المختصين والبت فيه.

نشر بتاريخ ((07/10/2008))

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !