مواضيع اليوم

هل تمت محاسبة الرئيس

نافع العطيوي

2009-11-19 20:31:25

0

 هل تمت محاسبة الرئيس
عندما ظهر فخامة الرئيس الفلسطيني السيد/محمود عباس أبو مازن على شاشات التلفاز يعلن عدم رغبته بالترشح لفترة رئاسية ثانية و أثناء إلقاء كلمته كانت ملامح الرئيس توحي للمشاهد وإعطاءه انطباعاً غريباً أن هذا الرجل يحس بمرارة وخيبة أمل كبرى وخذلان كبير من عدة جهات لم يفصح عنها في كلمته المذكورة وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها .

أن المشروع الوطني الفلسطني انحدر نحو خدعة سياسية نسجت خيوطها بطريقة خبيثة ومتقنة بإحكام شديد، من اجل مساومات دولية وإقليمية ليس للفلسطينين دخل بها لا من قريب ولا بعيد، إلا أنهم أصبحوا وكأنهم حقل تجارب لهذه لبلدان لتمرير أجندتها وأهدافها فبدأت تظهر خيوط تلك المؤامرة عندما طلب من القيادة الفلسطينية التأجيل على التصويت على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب على مدينة غزة بحجج واهية لا أساس لها من الصحة . حيث بدأت الحرب الإعلامية على السلطة الفلسطينية ممثلة بالسيد الرئيس محمود عباس من بعض الدول الاقليمية التى تتعارض مصالحها مع السلطة الوطنية الفلسطينية لعلاقتها مع جمهورية مصر العربية وبعض الدول العربية التي تتعارض مصالحها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستغلت بعض فصائل المعارضة في الساحة الفلسطينية ومن بينهم حركة حماس الذي كانت لها نصب الحظ الأكبر في التشهير في السلطة والقيادة الفلسطينية واعتبارها بانها خائنة وعميلة ومن اجل المحافظة على قوتها ومتانتها في الشارع الفلسطيني وكسب الرأي العام لصالحها هذا من جانب أما الجانب الأخر كسب القوى الإقليمية لها بتنفيد سياستها وأجنداتها وتوجيه رسالة إلي جمهورية مصر العربية من هذه القوى الإقليمية التي ترى في حركة حماس انهااا اليد الضاربة لها في المنطقة.

وإيجاز المقصود من هذا العمل بشكل مختصر هو الأخذ بهذا الصراع إلى منحنا أخر وجلب لاعبين جدد على ساحة هذا الصراع وكذلك من ضمن أهداف هذه اللعبة الجديدة التغير في الأدوار الإقليمية مستقبلاً وفتح باب الابتزاز السياسي من جديد، وقد رافق ذلك تصريحاً من وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلا ري كلينتون أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتعامل مع سيادة الرئيس بأي موقع كان وهذه بحد ذاتها مؤامرة جديدة وإشارة صريحة أن الدبلوماسية الأمريكية والبيت الأبيض تراجعا عن وعودهما سلفاً وأصبحا غير قادرين على لجم المماطلات الإسرائيلية بعدة قضايا عالقة لم يتطرق لها ولم تبحث في أي جلسات محادثات سلام سابقة مع الإسرائيليين وفي كل مناسبة وغير مناسبة كانت تذكر حكومة هذا العدو أنها لن تتطرق لبحث تلك القضايا منها القدس والاستيطان واللاجئين ،التي تعتبر هي الجوهر والأساس في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،ولا يعلم أحداً ما هي الجدوى من تلك المحادثات التي حددت نقطة بدايتها ولم تحدد نقطة نهايتها وكذلك لم تتضح معالمها بعد كل هذه السنوات من تلك المحادثات التي لم ستفرعن أي شيء يذكر لحد الآن والمقصود من هذا التذكير في المقام الأول هو أن هذا العدو لا يريد السلام وعملية السلام هذه هي مجرد برنامج سياسي فارغ من أي مضمون ولا يحمل إلا تطمينات للإسرائيليين المتشددين والرافضين لعملية السلام أصلاً وفي المقام الثاني هو التشويش وخلط الأوراق والعودة إلى نقطة ما تحت الصفر بهذه العملية السلمية،ولكن الأيام بطبيعتها سوف تجود بما كان خافياً أكثر وتكشف المستور حتماً.

أدركت بعد ذلك أن هنالك مؤامرة أحكيت ضد هذا الرجل بوقت سابق من الشهرين الماضيين منذُ أن طلب من الرئيس تأجيل التصويت على تقرير القاضي ريتشارد غولد ستون بطريقة الانتقام والتدليس المتقن وبحقد سياسي دفين من عدة جهات بعضها عربية والأخرى داخلية وبغرض تصفية حسابات قديمة بسبب عدم حضور الرئيس قمة الدوحة بشأن غزة أبان الهجمة البربرية عليها من قبل العدو الإسرائيلي، ولتذكير القارئ الكريم أن كان هدف ذلك القمة التي حضرتها 8 دول عربية وفصيل منشق ليس معترف به دولياً ولا حتى داخل حدود بلده ولا يجد قبولاً يذكر حتى داخل مجتمعه بسبب بعض السياسات القمعية التي ينتهجها ،وبالإضافة لرئيس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد/أحمد نجاد / ودولة إسلامية أخرى لم يذكر لها أي مكانة ودور سياسي في المجتمع الدولي سابقاً ولاحقاً إلا أننا نسمع أسمها في الأخبار ولا نعلم أين موقعها الطبيعي على الخارطة العالمية إلا أنه يذكر موقعها الجغرافي في أحد الأرخبيلات على سواحل أحد المحيطات وإنما أتت لتكملة العدد فقط كما هو حال ذلك الفصيل المنشق،هو إحراج القيادة الشرعية في فلسطين وإظهارها بموقف المتخاذل عن حماية جزء من شعبها الذي يتعرض لعدوان في ذلك الوقت من قبل عدو همجي وإضعاف موقفها أمام الرأي العام وتوسيع رقعة الخلاف بين الشعب الفلسطيني وتكريس الانقسامات في الشعب الواحد والتشجيع على انقسامات أخرى كما حصل بمدينة رفح في الآونة الأخيرة،وليس كما يظن السذج وأصحاب العقول الفارغة والمصالح الذاتية والمطبلين الذين كما الببغاوات يحفظون ما يقال ولا يعون ما يقلون وكأن الساحة الفلسطينية أصبحت ملعب لكرة القدم في أحد الحواري أو كما لعبة مبتدئي الشطرنج من المستوى الأول دائماً يحركون الأحجار إلى المربعات الخطى،أن تلك القمة كانت مخصصة لدعم موقف غزة ومناصرتها في الحرب ضد إسرائيل كما ظن ذلك السذج الذين صدقوا الكلام السياسي المعسول ولكن الحقيقة والواقع تقول ذلك الطبخة التي رائحتها زكية في أنوف مشتميها الذين تعودوا أن لا يشتمون إلا الروائح العفنة هي بالحقيقة كان ملحها وبهاراتها من السم والزرنيخ القاتل والآن في هذه الظروف العصيبة ظهرت رائحة عفنها ولم يتلذذ بها إلا صانعيها وأصحاب النفوس الدنيئة فقط. فتلك الغمة حالكة الظلام لم تحقق أي هدف سامي لشعب غزة المظلوم والمغلوب على أمره ولم ترفع عنه عدوان ولم تقدم له أي مساعدات دفاعية أو معنوية ولم تحقق له إلا تلك الأهداف المشبوهة أنفت الذكر وهذا ما ثبت بالحقيقة والدليل والبرهان القاطع ،فمجرد إعلان الرئيس عن عدم رغبته الترشح لفترة رئاسية أخرى وكما أسلفت سابقاً فتح باب الإبتزاز السياسي على مصراعيه ،قام رئيس حكومة العدو بزيارة عاجلة لواشنطن لغرض ترتيب الأوراق وتنسيق المرحلة القادمة مدعوم بشبه إجماع من جهات عدة و بتصريح من أحد الوزراء في حكومته أنه بالإمكان التفاوض مع منظمة حماس وهذا نوع من أنواع الإبتزاز السياسي ودليل قاطع أن هنالك تنسيقات تجري بالخفاء بين الجانبين ليس بصالح الحالة الفلسطينية بشكل عام، وبالمقابل هنالك تصريحات من مسؤولين بالجانب الأخر كانت مشجعة لهذا الوزير،فمن تصريح هذا الوزير عادت بي الذاكرة إلى أيام حرب مدينة غزة ومن ضمن الأشياء التي ذكرتها مقابلة لوزير الأعلام الأردني الأسبق الأخ / صالح الغلاب ،قال أن الشعب الفلسطيني الذي يذبح وليس قيادات حماس وإسرائيل لا تريد إنهاء حماس ولن تدخل مدينة غزة بل تريد الوضع القائم في غزة يبقى كما هو وفعلاً حصل ما قال هذا الرجل الصادق ، وهذا دليل قاطع أن ما حصل من أنشقاق في الصف الفلسطيني قبل عامين كان بمباركة من حكومة هذا الكيان ودولة عربية أخرى وقد تطرقت بإشارات واضحة بمقال سابق لي عن الدور المشبوه الذي تقوم به هذه الدولة .

فيا فخامة الرئيس أن إعلانكم عن رغبتكم عدم الترشح لفترة لرئاسية ثانية كان مثمراً وكانت خطوة سياسية شجاعة أحييك عليها كما كانت مفاجئة للجميع بينت ما كان خافياً والعورة أصبحت مفضوحة ليس هنالك ثياباً تسترها ولا ماء الأرض ينظفها وهذه نتيجة طبيعية ينفضح بطن الحامل ويكبر بسرعة عندما تكسب جنينها من أب غير شرعي ومن طريق الخطأ، وأعتقد أنه لحد هنا يكفي لقد عرفت أكثر الحقائق وأهمها وأدقها،وأنه آن الأوان للعودة عن هذا القرار الذي سوف ينتج عنه في حال مضيكم به قدماً فراغاً كبير في السلطة ويجعل مستقبل القضية الفلسطينية على المحك حتماً فلا أعتقد أن الباعة المتجولون في الحارات القديمة سوف يكونون أمناء على مستقبل شعب يقبع تحت الإحتلال منذُ زهاء القرن .
بقلم / نافع العطيوي....... الرياض

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !