مواضيع اليوم

هل تغيرت موازين القوى في عالم الألفية الثالثة؟

ماءالعينين بوية

2014-03-23 14:30:49

0

 

مع كل أزمة دولية يعيشها عالمنا اليوم، تترأى أسئلة في الأفق، هل انتهى عصر الهيمنة الأمريكية؟ هل ضعف الغرب و حلفه؟ هل عادت روسيا؟ هل هو زمن الصين و دول تتمايل نحو الريادة كالهند و البرازيل,,,,؟

بوتين باسم الشرعية ينتزع شبه جزيرة القرم من أوكرانيا كما انتزعت كوسوفو باسم الشرعية من صربيا، هكذا يقول هذه  بتلك، و في الحالتين طرف يهاجم و طرف آخر يندد و يتوعد، فهل ساند الروس حليفهم الصربي حينها أو أرجع الغرب موقعا استراتيجيا بالنسبة للحلف الأطلسي  كالقرم مثلا ؟ قد ينصف الوضع السياسي و الإقتصادي ضعف الموقف الروسي إبان حرب كوسوفو(1997-1999)، غير أن حرب أوسيتيا 2008 و التدخل الروسي في جورجيا لدعم النزعة الإنفصالية لإقليم أوسيتيا الجنوبية أظهر ضعف الموقف الغربي في دعمهم لجورجيا، تتكرر الحالة من 2008 إلى 2014، يبدو أن موسكو في علياء من الثقة بالنفس و بقدراتها و بتغير موازين القوى خاصة بعد الأزمة الإقتصادية العالمية و التراجع الأمريكي المسجل في عهد أوباما.
كثيرون ممن يتحدثون على أن العالم اليوم ليس هو عالم مابعد سقوط الإتحاد السوفياتي، كثيرون يرون أن دولا بدت تظهر و تتطلع إلى سبق الريادة في عالمنا الحاضر  من الشرق و من أقصى الجنوب الغربي، حقيقة تردد القول بتغير الحال، لكن تبدو أمريكا هي أمريكا و الغرب هو الغرب، هل هناك تغير ملموس باد للعيان؟ سنتين للوراء تدخل الغرب في ليبيا مع صمت روسي، برر الصمت بأن طرابلس القذافي لم تكن حليفا قويا لموسكو كما إيران أو سوريا مثلا، هذا ما جعل الأزمة في الشام تطول، ليس من السهل التنازل عن الأسد و عن سوريا و عن قاعدة البحرية الروسية  بطرطوس و عن التعاون العسكري السوري الروسي المشترك، عدم التدخل المباشر للطرفين الغرب و روسيا يعني أن كليهما غير قادر على الدخول في حرب استنزاف و في وضعيات اقتصادية متهالكة  تسعى للشفاء مما سببته الأزمة الإقتصادية، سوريا تمثل حالة للوضع العالمي الآن، لا غالب و لا مغلوب، لا توجد قوى مهيمنة كما لا توجد قوى ضعيفة غير الأحلاف من دول إقليمية، أتحدث عن القطبين روسيا من جهة و الغرب من جهة أخرى و يمكن أن نلخصه في حلف الناتو، عدا هذين القوتين  تتوثب دول كإيران و تركيا أو السعودية,,, لتشارك في صناعة القرار أو رسم الخريطة السياسية لعالم اليوم،  هي دول  إقليمية تشترك في صناعة الحدث طبعا لكن بأدوار ثانوية هامشية أو إن تجازت ذلك فهي محدودة داخل نفوذها الإقليمي،  وتبقى لعبة المصالح و الحفاظ على الوجود هدفها لا أن تتصدر المشهد كمنافس قوي للقوى الكبرى، و هي بذلك قد تكون بالكاد أداة ( كسبيل المثال السيولة الخليجية المستعملة لدعم أمريكا في حرب العراق أو الغرب في إسقاط نظام القذافي) أو بسعيها لامتلاك القوة لتضمن الحياة بماهي عليه ( إيران أو كوريا الشمالية مثلا)، طموحها هذا أو سبيلها للكينونة هو مدعى للقلق، هذه الدوائر المغلقة إقليميا و ما يصحبها من أزمات تلعب فيها هذه الدول  دور جندي الصف الأول  المقدم للجبهات بقيادة  وتحت مظلة القوى الكبرى.

صورة غير واضحة، صورة العالم الآن، لم ينته التاريخ، قد تنتهي دورة من دوراته، لتبدأ أخرى في التشكل و التطور، سنة سنتان ثلاث بل عشر قد لا تسعفنا لوضع خلاصة تامة عن ماهية هذه الصورة، ويبقى سؤال من هي القوة الكبرى التي تهيمن على العالم سؤالا مؤجلا إلى حين، و الحين هنا سنوات إن لم أقل عقود.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات