عشرة آلاف من الحجاج المصريين يبيتون في العراء بلا مأوى أو خدمات وقد تخلى عنهم المشرفون على بعثة الحج المصرية كمثل العام السابق والعام الأسبق والأعوام الأسبق .. انحدار وانهيار تام وشامل في كل شيء وأي شيء ولا نحتاج أن نعدد أو نحدد.. انفلوانزا الخنازير توحشت وقتلت أربعة مصريين في يوم واحد .. ولم تعد تفرق بين شاب وكهل .. أو بين طفل وامرأة .. أو بين صحيح وسقيم .. الفيروس في طريقه إلى التحور ومن المتوقع ألا يجدي معه مصل أو تطعيم أو دواء ..
طبقاً للتصريحات الرسمية فقد دخل الشعب الغلبان الأجواء الرسمية لفصل الشتاء البارد حيث الموطن الطبيعي لانتشار الفيروس الذي سيفوق الطاعون الذين سمعنا عنه في كتب التاريخ.
سيحصد مئات الآلاف من أرواح الشعب إن لم يكن الملايين ..
بل إن ثمة تقديرات تتوقع أن يفتك الوباء بأرواح عشرة ملايين مصري في أشهر معدودات ..
لا توجد خطة محكمة لمواجهة الوباء.. لا توجد توعية إعلامية للناس من مخاطره..
لا توجد مستشفيات مجهزة وكافية وكفؤ لاستيعاب الأعداد الهائلة المقدر إصابتها به..
لا توجد أدنى معلومات تغطي جموع الشعب عن كيفية الوقاية أو التعامل أو التصرف حال الإصابة..
لا توجد أدنى إمكانيات لمواجهة الموت القادم كالإعصار.. يجتاح ..ويقتلع ..ويطيح ..ويدمر .. ويقتل مئات الآلاف من أرواح المصريين الذين أسلموا أنفسهم إلى الله والأقدار ولا يعولون ولو بنسبة واحد في المليون على المسئولين عنهم ...
هذا عن الشعب ..
بغية تركيع الجزائر وانتزاع كلمة الاعتذار من فيها أو من فيافيها .. لا فرق ..
المهم أن تعتذر الجزائر لمصر ..
ولكن الجزائر ترفض الاعتذار ..
والحرب دائرة بين كليهما ...
وانفلوانزا الخنازير.. تتحور .. وتتمحور..و تحصد المزيد من الأرواح ..
ولا أحد في مصر ينزعج ..
فالجزائر صارت أخطر على مصر من فيروس انفلوانزا الخنازير!!..
وكرامة سعد الصغير ومحمد فؤاد وباقي الجمهور المصري الذين تشاجر معهم الجزائريون في مباراة كرة قدم (أهم) و(أولى )و(أقدس )و(أفضل) من أرواح المساكين من شباب مصر الذين يموتون في صمت جراء هجوم الفيروس عليهم فلا يحركون ساكناً لدى مسئولي هذا البلد ..
فضائيات مصر التي بكى مذيعوها تأثراً وتوعداً للجزائريين بسوء العاقبة لتحرشهم بالمشجعين المصريين في أم درمان ..
هؤلاء المذيعون "المخلصون للوطن " لم يذرف أحدهم دمعة واحدة ولو باردة على أرواح الذين يموتون في صمت أو على أرواح مئات الآلاف المنتظر موتهم في صمت أيضاً..
لم يخصصوا ولو خمس دقائق في برامجهم الحربية لمتابعة مسار الطاعون ومشاركة أهالي الضحايا آلامهم مثلما استضافوا مشجعي الكورة العائدين من أم درمان وتنافسوا على التصوير معهم..
جرائد مصر الرسمية تزف كل يوم للمصريين أنباء جديدة عن المقاطعة وعن الحصار المصري للجزائر وعن حرمان الجزائريين من جنة مصر .. وعن وقائع المعارك الضارية الدائرة على طاولة الفيفا انتظارا لنصر مؤزر... أو انتصاراً لموقف ..
بينما الطاعون يمخر عباب الليل وينثر الموت على صدور المصريين المسلمين أمورهم وصدورهم وحياتهم لله ..
غير منتظرين من مسئوليهم الأشاوس سوى أن يكرموهم حال موتهم بدفن جثثهم في باطن الأرض ..
وألا يتركوها رمماً في العراء تتناهشها كلاب الطرق ..
وألا ينشغلوا عن دفن جثثهم بانتظار إعتذار الجزائريين لهم ...
لأن المصريين يعلمون علم اليقين أنهم سوف يموتون قبل أن تتكحل أعينهم وتتشنف آذانهم بصدور وإعلان هذا الاعتذار الغالي ..
ذلك الاعتذار الذي سوف يدفع مئات الآلاف من المصريين أرواحهم فريسة للطاعون الذي يجتاحهم ..
بينما المسئولون عنهم منشغلون على جميع المحافل بمعاركهم في سبيل تركيع الجزائر ..
والمهم عندهم هو انتزاع إعتذار الجزائر من فيها أو من فيافيها !!!
وإن كنا لا ندري متى اللقاء ..
التعليقات (0)