من يصدق؟
كنت قادماً من الكويت في طريقي إلى مصر لكنني جعلت من بيروت محطة أقضي بها بعضاً من شؤوني الخاصة، إذ أنني من محبي تلك التي نطلق عليها ربطة العنق أو كما ندلعها الكرافتة، وشؤوني الخاصة هذه هنا كانت كما يلي: وجدت كرافتة حريرية جميلة الألوان تناسب بدلة إيطالية رأيت إبن خالتي الذي يدرس الطب في الجامعة الأميركية في بيروت يرتديها في زيارتي السابقة لبيروت أي منذ إسبوع تقريباً، رحلاتي متعددة ففي كل إسبوع لدي زيارة لبيروت للإطمأنان على سير العمل في فرع الشركة ومن ثم الإنطلاق إلى القاهرة حيث فرعنا الآخر أو للندن حيث مقر الشركة الخاص بالإستشاريين الذين نستقدمهم للعمل في مشاريعنا المنتشرة في بلدان الخليج العربي أو الباكستان أو حتى إيران، وبعد العديد من المحاولات للإتصال بإبن خالتي لم أعثر له على اي أثر لا في المنزل ولا في المستشفى الذي يتدرب به ولا حتى لدى والدته أي خالتي وبما أنني مضطر لركوب الطائرة المتوجهة إلى القاهرة فقدت الأمل في العثور عليه، وقررت نسيان الموضوع حتى الرحلة القادمة.
إستقبلتني زوجتي الحامل في شهرها السادس وإبنتي وولدي في بهو فندق ميريديان القاهرة المطل على نهر النيل الجميل حيث أنهم سبقوني عند الصباح وأتجهوا مباشرة إلى القاهرة فيما توجهت أنا على متن الطائرة الأخرى إلى بيروت، قبّلت الأطفال وتوجهنا من فورنا لتناول طعام الغداء لكنني لمحت على إحدى الزوايا كتيبات عن رحلة إلى الهرم ودخوله وعن أنها ستكون اليوم في الثالثة والنصف من بعد الظهر ولا أدري ما الذي شدني إلى هذه الرحلة مع أنني توجهت للهرم ودخلته مراراً في رحلات سابقة، وبعد العديد من المشاورات والمناكفات بيني وبين زوجتي المتعبة من حملها أصررت على الذهاب في هذه الرحلة وبالفعل دفعت القيمة على أن تبقى الزوجة مع إبنتنا في الباص السياحي وأتوجه أنا وولدي لداخل الهرم... هل تعلمون من وجدت داخل الهرم؟ نعم إبن خالتي الذي ذهبت لرؤيته في بيروت.
التعليقات (0)