هل تصبح ليبيا ساحة صراع جزائري مصري؟

ليبيا على شفا جرف هار، ليبيا يريدها حفتر بلا إرهاب كما يريد السيسي مصر بلا إرهاب، ليبيا تريدها دول غربية حقل نفط بحكومة تابعة ضعيفة، ليبيا تريدها دول خليجية بنظام مباركي قذافي شمولي يحارب الإرهاب حسب مفهوم وزراء الداخلية العرب،فليبيا الغنية بالنفط بحكم إخواني ستكون مصدر تهديد لهؤلاء فقد تتحول لداعم أساسي لباقي تيارات و أحزاب الإخوان في دول عربية عدة،  السيسي يريد ليبيا قاعدة خلفية، متنفسا لأزمات مملكته الجديدة، حقل نفط و مشغلا لعمالته....لكن مالذي تريده الجزائر من ليبيا؟

على عهدة جريدة القدس الكترونية : " رفضت الجزائر بشدة تصريحات المرشح للانتخابات الرئاسية في مصر عبد الفتاح السيسي التي تحدث فيها عن ليبيا، معلنة أنها قادرة على حماية الليبيين من اجتياح أي قوات مصرية للمنطقة الشرقية.
وقال مصدر ليبي امتنع عن الكشف عن اسمه لـ ‘القدس العربي’ ان هذا الرفض جاء على لسان سفير الجزائر لدى ليبيا عبدالحميد ابوزهار خلال لقائه مع رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان.
وأبلغ السفير الجزائري خلال هذا اللقاء صوان أن الجيش الجزائري على أتم استعداد لحماية الليبيين من اجتياح القوات المصرية للشرق الليبي."

انتهى الخبر، والجزائر و إن لم تتحدث بشكل رسمي عن ما أوردته القدس العربي، إلا أن هناك ما يشير إلى أن الجيش الجزائري  يتحرك  فعلا على الحدود الجزائرية الليبية، و الحجة هنا  تدهور الوضع الأمني في ليبيا و الخوف من هجومات إرهابية أو اختراق للحدود الجزائرية تنفذه الجماعات الإرهابية ، حجة تتقاسمها الدولتان الجزائر و مصر، مما يفترض أن يكون بينها تعاونا ضد خطر موحد، فلم العكس؟

منذ سنوات مبارك و أزمات الملاعب، تنتاب العلاقات الجزائرية المصرية حالات فتور و تصادم، آخرها تصريحات السيسي و هو يضرب مثالا عن قوة الجيش المصري و جاهزيته عن إمكانية احتلال الجزائر في ثلاثة أيام، لم تعجب التصرياحت المنسوبة للمشير الصحف الجزائرية فشنت حملاتها على الإنقلابي و على مجازره في رابعة...

هذه الأزمات العابرة التي غالبا ما يتم ردمها قد توحي أن هنالك تنافسا أو خوفا متبادلا من طرف الدولتين أو بالذات من طرف الجيشين المتشابهان: التنظيم و التسلح و القوة و التحكم في السياسة و الاقتصاد...، بعد سقوط العراق و خراب سوريا، ليس في العرب من يملك جيشا قويا و متماسكا و مسلحا و منظما كما الدولتين، مع تفاوت في العدد و التجربة و الإنفاق المالي.

تقدم الجزائر دعمها للحكومة التونسية، و يزور وزير خارجيتها بوفد مهم  أو قد يزور نواكشوط في هذه الفترة، باستثناء العلاقات مع المغرب ترغب الجزائر في احياء دور طلائعي في شمال افريقيا إلى جانب دورها في افريقيا ككل، طموح قد يعرقله الطموح المصري إن وصل  الجيش المصري إلى ليبيا، رغم أن الدولتين قد يمتلكان عدوا مشترك  و أعني التيار الإخوان إلا أن الجزائر شاءت أن لا تدخل حلف الرياض أبوظبي القاهرة،  يظهر ذلك في تواصلها مع الغنوشي و حزب النهضة التونسي مع أنها قادرة على لعب نفس دور الخليج في دعم التيارات التونسية المعارضة للنهضة من خلال دعم الباجي السبسي مثلا إلا أنها رفضت و اختارت الوقوف إلى جانب المصالحة، لا ننسى زيارة أمير قطر للجزائر قبيل الانتخابات الرئاسية، و هاهي تصريحات السفير الجزائري تصب في نفس المقال، الجزائر تريد علاقات متوازنة مع التيارات الاسلامية رغم الموقف الداخلي للمعارضة الجزائرية المحسوبة على الإخوانى من نظام بوتفليقة و انتخاباته الرئاسية.....

في مستقبل الأيام و مع التطورات الأمنية في ليبيا  و تحركات حفتر  المريبة  قد تجيب الجزائر رسميا عن ماالذي تريده من ليبيا و ما الذي تريده من مصر أيضا.