مواضيع اليوم

هل تسقط قوات الباسيج الإيرانية ؟

Hatem Dawoud

2010-03-23 08:52:14

0

هل الباسيج حلقة ضعيفة في النظام الإيراني ؟

 


 

الملخص التنفيذي :


في الأشهر التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنافس عليها في يونيو 2009 برزت قوة مقاومة «الباسيج» كإحدى ركائز الدعم الرئيسية للنظام ضد حركة الديمقراطية. إلا أنه على المدى الطويل لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت الميليشيا قادرة على تحقيق الهيمنة في حرب مطولة ضد معارضة مستمرة.
الخلفية و التحليل :
- في الأيام الأولى للجمهورية الإسلامية دعا آية الله روح الله الخميني إلى إنشاء "جيش عشرين مليون رجل".
- من الناحية العملية فإن المادة 151 من الدستور الإيراني ألزمت الحكومة بتوفير برنامج التدريب العسكري مع كل المرافق اللازمة لجميع مواطنيها.
- على هذا المبدأ تم تأسيس النظام لقوة «الباسيج» (التي تعني "التعبئة") في عام 1980.
- في أعقاب الغزو العراقي لإيران في سبتمبر 1980 بدأت قوة «الباسيج» الوليدة في تعبئة المتطوعين.
- وصل الجهد إلى ذروته في ديسمبر 1986 عندما كان مائة ألف متطوع على الجبهة.
- قامت الميليشيا بتعبئة إجمالي مليوني شخص أثناء الحرب رغم أن ربعهم فقط خدم في الجبهة. كما ساهمت قوة «الباسيج» في الأمن الداخلي من خلال تسيير دوريات في المدن إلى جانب القيام بدور شرطة أخلاقية.
- في 3 نوفمبر 1992 عندما كانت الإصلاحات الاقتصادية تثير اضطرابات في المناطق الحضرية بين الفقراء الذين يعيشون في ضواحي المدن الرئيسية قنّن البرلمان الإيراني الأنشطة الشُرطية التي تقوم بها قوات «الباسيج».
- في أواخر التسعينيات من القرن الماضي استدعى النظام مرة أخرى الميليشيا من أجل قمع المتظاهرين الذين يدعون إلى التحرر السياسي.
- دخل «الباسيج» بشكل متزايد في النشاط الاقتصادي. فقد قام بصفة تدريجية بدور وزارة "الجهاد الزراعي" غير الموجودة حالياً وهي النظير التنظيمي "الثوري" لوزارة الزراعة. كما أنها سيطرت على أعمال الصلب في يزد منذ عام 2001 ومصنع جرارات تبريز منذ أبريل 2009. وبالإضافة إلى ذلك، مكَّنت المؤسسات المالية لـ«الباسيج» الأعضاء من استغلال سوق الإسكان المُربح.
• بنية الباسيج /
- وفقا للنظام الأساسي لـ«الباسيج»، كل مدينة في إيران تبعا لحجمها وعدد سكانها مُقسمة إلى "نطاقات مقاومة" و هي مُقسمة هي الأخرى بدورها إلى "مناطق مقاومة" و"قواعد مقاومة" و"مجموعات فرعية".
- تشمل المدن الأصغر والضواحي والقرى "خلايا للمقاومة" وتوضح بنية «الباسيج» في إيران هذه الاستراتيجية.
- المنطقة الرئيسية مُقسمة إلى منطقتي مقاومة:
1- مقاطعة طهران التي تنقسم إلى ثلاثة مناطق مقاومة (شميرانات وری واسلامشهر)
2- مدينة طهران المُقسمة إلى أربعة مناطق مقاومة (منطقة شمال غرب القدس، ومنطقة جنوب غرب أبوزار ومنطقة شمال شرق شهيد بهشتی ومنطقة «الباسيج» للطلاب مع قيادة مستقلة).
- هذه البنية الأساسية تم إدراجها في ما يسمى ب "العقيدة الموسوية" لـ«فيلق الحرس الثوري الإسلامي».
- أدت هذه العقيدة التي تم تصورها في صيف 2008 إلى دمج «الباسيج» في الهيكل الإقليمي لـ«فيلق الحرس الثوري الإسلامي».
- بشكل أكثر تحديد فإن «الحرس» و«الباسيج» مُقسمين إلى واحد وثلاثين وحدات: وحدة واحدة في كل محافظة ووحدتين لمنطقة طهران (واحدة لطهران الكبرى، وواحدة لمدينة طهران).
• أماكن التنظيم الفعلي للباسيج/
- بدلاً من أن يكون لها قواعد مستقلة فإن التنظيم الفعلي لقوات «الباسيج» يكون في المساجد والمكاتب الإدارية الحكومية والمصانع والمؤسسات التعليمية.
- هذا العامل وغيره يجعل من المستحيل تحديد العدد الدقيق لقوات «الباسيج».
- هناك مكونان رئيسيان للميليشيا يسميان:
1- "كتائب عاشوراء" للأعضاء من الذكور
2- "كتائب الزهراء" للأعضاء من الإناث
- تأسس الفصيلين في الفترة من 1992 إلى 1993 تقريباً لقمع الانتفاضات الحضرية.
- توجد 2500 كتيبة مماثلة يضم كل منها من 300 إلى 350 عضوا مسلحاً. كما يصعب تحديد سبب واحد لإنضمام الأفراد الإيرانيين إلى «الباسيج» فمنهم من ينضم لأسباب إيديولوجية ومنهم انضم لأسباب انتهازية ومن المرجح أن تكون الأخيرة هي أكثر عرضة للخلل والإختراق.
• مستويات العضوية في الباسيج /
- للميليشيا ثلاث مستويات للعضوية:
1- «الباسيج» العادية،
2- «الباسيج» بالموقع،
3- «الباسيج» الخاص أو الحرس الشرفي.
- ينص قانون لائحة العمل لحرس الثورة الإسلامية" الذي أقره البرلمان في 13 أكتوبر 1991 أن أعضاء «الباسيج» بالموقع و«الباسيج» الخاص يتلقون رواتبهم من فيلق الحرس الثوري الإسلامي.
- يتلقى أعضاء «الباسيج» بالموقع أجرا مقابل الوقت الذي يقضونه في مشاريع محددة أربعة ملايين ريال أو 400 دولار يومياً وهو ما يزيد عن الراتب الشهري للمُعلم.
- أعضاء «الباسيج» الخاص هم موظفون بدوام كامل ويتلقون راتباً شهرياً.
- يُمكن إلحاق أعضاء وحدات «الباسيج» في المناطق بفروع خاصة مثل «الباسيج» العمالية و«الباسيج» الطلابية والتي تأسست لتوفير التوازن مع منظمات المجتمع المدني المناظرة.
- تتم عملية التوظيف في «الباسيج» تحت إشراف رجال الدين للأحياء والمواطنين المؤتمنين والجمعيات الشرعية في الأحياء.
- بمعنى آخر فإن المسجد المحلي الذي يقع فيه مركز «الباسيج» يتمتع بالقول الفصل في قبول المتقدمين للجناح المسلح في الميليشيا.
- كما يتم توظيف أعضاء هذا الجناح للخدمة والعضوية الكاملة في «فيلق الحرس الثوري الإسلامي».
- أما الفروع الأخرى مثل «الباسيج» الطلابية فمن المرجح أنها تتبع سياسات تجنيد أقل تقييداً وحتى لو كان الغرض الوحيد من ذلك هو تقديم إحصائيات في تزايد مستمر للجهات العليا.
• آثار انتخابات يونيو ودور الباسيج /
- كان أداء قوات «الباسيج» منذ 12 يونيو 2009 مختلف. على الرغم من أنها نجحت في قمع مظاهرات الشوارع في المحافظات بمساعدة قوات إنفاذ القانون إلا أن الحفاظ على النظام في المراكز الحضرية الرئيسية كان أكثر صعوبة خاصة في طهران.
- توقعت قيادة «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» وخاصةعبد الله أراجي قائد «الحرس الثوري في طهران»، اضطرابات ما بعد الانتخابات وأمرت بإسناد جميع الجهود الأمنية في العاصمة إلى «الحرس» و«الباسيج».
- لكن في 15 يونيو أطلق أعضاء «الباسيج» النار وقتلوا متظاهرين في ساحة آزادي بينما كانوا يشقون طريقهم إلى محطة الميليشيا المحلية.
- من 22 يونيو وما بعدها لم تشكل “الباسيج» سوى أقلية من القوات التي تقمع المتظاهرين وربما كان ذلك رد على الاحتجاجات على حالات القتل وعدم قدرة «الباسيج» على ردع المظاهرات العامة.
- واجهت قوات «الباسيج» الطلابية تحديا خلال احتجاجات يوم الطلاب في 8 ديسمبر، حيث لم تتمكن من قمع المنشقين في الحرم الجامعي بطهران وشيراز وتبريز.
- هذه الهزيمة هي الأكثر لفتاً للأنظار عندما ينظر المرء إلى أن قوات «الباسيج» الطلابية قد قامت بتعبئة آلاف الأعضاء غير المنتسبين إلى الجامعات لتلك المواجهة.
- في نفس الشهر كانت أيام عاشوراء كارثة أخرى على «الباسيج» في طهران. وتعين على «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» تعبئة أعضاء الميليشيا من ضواحي العاصمة وحتى من أقاليم أخرى من أجل قمع الاضطراب.
• دلائل عدم رضا النظام الإيراني علي أداء الباسيج /
- هناك مؤشرات على أن قيادة النظام لم تكن راضية عن أداء «الباسيج» منها:
1- في 2 أكتوبر2009 تم إزالة حجة الإسلام حسين طيب من منصب قيادة «الباسيج»،
2- في 5 أكتوبر2009 تم دمج الميليشيا بصفة رسمية في القوات البرية التابعة للحرس الثوري مع تعيين العميد محمد رضا نقدي رئيس جديد.
• التداعيات /
1- سيشكل ضعف «الباسيج» مشكلة خطيرة في حالة أصبح النظام الإيراني محاصر.
2- لن يتمكن الجيش النظامي من النهوض بالمسؤولية فإلى جانب عدم تدخله سياسياً فإنه موجود في حاميات على طول الحدود بعيداً عن المراكز الحضرية الرئيسية.
3- أظهرت قوات تنفيذ القانون أداء متباين في معارك الشوارع مع المتظاهرين كما أن ما يُسمى "بجماعات الضغط" مثل( منظمة أنصار حزب الله) هي غير منضبطة للعمل المنسق.
4- من الناحية النظرية قد يكون «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» بمثابة العمود الفقري للنظام في وقت الشدة لكن العديد من أعضائه البالغ عددهم 125000 رجلاً من المجندين العسكريين وهذا يثير الأسئلة حول كيفية تصرفهم في حالة إرسالهم إلى الشوارع.
5- المرة الأخيرة التي تلقى فيها أفراد «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» أوامر بالتحرك ضد المتظاهرين في قزوين في عام 1994 رفضت الوحدة المعنية القيام بذلك وقد يحدث ذلك مجدداً وسيؤدي ذلك لظهور الإنقسامات داخل الفيلق وبالتالي ستكون ضربة قاسمة لنظام الملالي الإستبدادي الإيراني.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !