سقط مبارك .. ذاك كان مطمح الثورة المصرية في بدايتها. جل الشعارات وجل الهتافات كانت تنادي بضرورة رحيل الرئيس المصري حسني مبارك ( امش .. ارحل..) ثم تحولت الشعارات إلى المطالبة وها قد رحل الرئيس مبارك فهل حققت الثورة أهدافها ؟ وهل سقط النظام بسقوط الرئيس؟ وهل سيعود المتظاهرون إلى بيوتهم ؟
يجوز للمتتبعين الأوضاع في مصر أن يقولوا إن النظام لم يسقط بعد . وهذا ما أكده الشباب المتظاهرون . فلن يغادروا ميدان التحرير إلا إذا تحققت مطالبهم كاملة. ربما إحساسا منهم بأن قواعد نظام مبارك لا زالت قائمة . كما أن البيان الثالث للجيش تضمن عدة إشارات إلى أن رحيل الرئيس لايعني القطيعة مع نظامه . كما أنه لم يخلو من تلميح إلى أن الوفاء للرئيس أمر حتمي. ثم جاء البيان الرابع ليكشف المستور. المحافظة على المؤسسات القائمة والتي وضعها الرئيس مبارك نفسه. بما في ذلك بقاء الحكومة ومجلس الشعب والدستور وغير ذلك . وفي نفس الوقت لم يعلن أي بيان عن حل الحزب الوطني الحاكم .
كل هذه الأمو وغيرها كثير تدل على أن الرئيس حسني مبارك لم يرحل بالمعنى السياسي للكلمة . لازال نظامه قائما بكل مظاهره . ثم ماذا يعني رحيل الرئيس وبقاء نفس أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ؟ مادام البيان السابق يشير إلى أن الرئيس تنحى وكلف مجلس قيادة القوات المسلحة بتسيير شؤون البلاد. وهذا لا يعني إلا واحدا من أمرين : إما إنه وقع اتفاق بين الرئيس والمجلس يلتزم فيه هذا الأخير بالاستمرار في نهج الرئيس.. أو أن الجيش قام بانقلاب أبيض أزاح الرئيس واستولى على السلطة .يتضح الأمرحين نرى أن الجيش لم يعلن لحد الساعة عن انهاء حالة الطوارئ واكتفى بالوعود والوعود التي لم تعد تقنع الشباب المصري الثائر.
من هذا المنطلق نتساءل : هل تخلصت مصر فعلا من نظام مبارك؟ وهل سيتغير شئ وقد سقطت البلاد بيد الجيش؟ كل شيء كان أصلا بيد الجيش ولم يكن الرئيس حسني مبارك إلا الوجه الظاهر لسلطة الجيش. ولا أحد يتنبأ بمستقبل البلاد إذا لم يلتزم قادة الجيش بوعودهم..
التعليقات (0)