في أوائل الستينات مع بزوغ فجر الثورة المصرية بقيادة الراحل العظيم جمال عبد الناصر ومع تولي عزيز صدقي مسؤولية تصنيع مصر ظهرت هيئة التصنيع العربية التي كان من أبرز إنجازاتها طائرة القاهرة 30 بالاشتراك مع الهند ثم صواريخ القاهر والظافر التي ظلمها الإعلام العربي الجاهل وكان لهيئة التصنيع أثر ما زال ظاهرا في بيوتنا وأنتجت مستلزمات التعليم الهندسي في الجامعات وأنجزت في مجالات عديدة مثل صناعة الحديد والصلب ومصنع كيما عند السد العالي طورت صناعات النسيج في المحلة وغيرها مما لا يحصرثم أجهضت هذه الجهود الجبارة وتم تخصيص معظم الشركات التي بكي عليها من أسسها(عزيز صدقي) وبكي معه المصريون وقد شاب هذا التخصيص والذي أسموه (الخصخصة) (ولا أدري كيف نحتوا هذا الاسم ) كثير من قصص الفساد . وقد كان هناك في العراق تقدم مذهل واكب هذا الانفجار في التصنيع المصري ووصلت منتجات بغداد إلي مصر وعرضت في واجهات شركات حملت اسم العراق الحبيب وغنت لها كوكب الشرق أغنية (بغداديا قلعة الأسود ... يا كعبة المجد والخلود) ونما شعور بالزهو عند العرب ثم انقرضت الصناعة العراقية تحت ضربات الديناصور الأمريكي الظالم. نشأت بعد ذلك نهضة سعودية عملاقة جدا في مجالات لا حصر لها ما زالت في طورالنمو ونرجو لها ألا تتعرض لمثل ما تعرضت له النهضة في مصر والعراق. ثم ننتقل إلي إيران الدولة المسلمة التي فاق تطورها كل التوقعات حتي صارت من الكبار ولكن السهام التي تتوجه إليها بظلم وحقد أمريكي كليا وعربي جزئيا تتعرض لهجمة لا حدود لها والسؤال الهام الذي يجمع كل ما تقدم ((( كيف تقتل الصناعة وكيف يمنع التقدم والتطور في بلادنا ومن هم وراء المؤامرة وكيف نخرج من هذه الدائرة الجهنمية التي تريد بقاءنا تحت الأقدام)))
التعليقات (0)