هل تحل الهند معضلة أوباما ؟
في الوقت الذي كان فيه غلاة المتفائلون يبشرون بقدرات أوباما والحزب الديمقراطي على حل الأزمة المالية التي حلت بالولايات المتحدة ثم إمتدت ذيولها وآثارها لتشمل كافة أنحاء العالم ؛ أثبت الزمن بعد ذلك أن الأزمة ليست بهذه البساطة ، وأن لا مجال أو إمكانية لحلها عبر الإمكانات الذاتية للولايات المتحدة وحدها.
زوجة الرئيس أوباما تشارك الرقص مع بعض تلميذات المدارس الثانوية في الهند بمناسبة عيد (ديوالي) وهو عيد سنوي للهندوس (من سكان الشمال خاصة) يعرف بعيد النار . يحتفل فيه هؤلاء الهندوس بإشعال النيران .. نيران الدنيا إحتفالا بعودة الملك "بالي" (لمدة 24 ساعة فقط) من جهنم التي أرسله إليها معبودهم فيشنو عام 527ق.م
الآن ومن خلال الأسباب والأهداف المعلنة لزيارة الرئيس أوباما إلى الهند والتي تتلخص في سعيه لجذب مليارات الدولارات الهندية والأطنان من سبائك الذهب المخزونة (تحت البلاطة) بهدف إستثمارها في أسواق الولايات المتحدة. يتضح الآن مدى عمق هذه الأزمة المالية العالمية وأن أية تباشير بإيجاد حلول لها في المستقبل القريب تبدو من ضروب المحال.
واضح الآن أن النظام المالي العالمي الأحادي الرأسمالي عقب سقوط الإتحاد السوفيتي لم يعد كافيا وحده. بل ولا يشك محلل إقتصادي حر نزيه في أن النظام الإشتراكي الزائل قد كان يمثل رديفا طبيعيا وسندا للنظام الرأسمالي السائد الآن. أو بمعنى آخر أنه كان يغطي عيوب النظام الرأسمالي.
من رقصات عبادة النار ...... فهل تصلح النار ما أفسده الدهر؟
والذي بات أكثر إلحاحا الآن هو ضرورة الإسراع بإسقاط هذا النظام الرأسمالي المتهالك وبناء نظام إقتصادي مالي جديد يقوم على ترجمة الإنتاج الحقيقي للسلع والخدمات إلى أموال بيضاء بعيدا عن البورصات والسماسرة وعصابات المخدرات وتجار الحروب وغسل الأموال التي كانت السبب الأساسي في هذه الأزمة إضافة إلى الفوائد المصرفية الربوية كونها جميعها قد خلقت خيال مآتة مالي ناطح السحاب في وقت من الأوقات بلا أقدام راسخة تسنده.
أوبــــــاما ... هل يجلس فوق أرضية زجاجية أم على البـلاطـــة ؟
التعليقات (0)