مواضيع اليوم
ان السلام وطلب الدعاء والالحاح فيهما من مبادئ الاسلام , ونلاحظ وعلى مر العقود الأربعة او الخمسة الأخيرة ان الدعاء ببعض المساجد ذو صيغة واحدة ونبرة لم تتغير الا وهي الدعاء بان يصبح اعداء المسلمين غنيمة لهم وان يدمرهم الله تعالى ولايغادر منهم احداً على وجه الارض, وهذه الادعية يسمعها الجميع من على المنابر في خطب الجمعة, وقبل سنوات قليلة نقل لنا الاعلام كيف ان حاخامات اليهود شبهوا المسلمين بالافاعي والحيوانات التي يجب قتلها, وكذلك يفعل بعض رجال الدين المسيحي الذين يصفون الدين الاسلامي بانه دين يدعو الى العنف والقتل واشعال الحروب, حتى بدأت القنوات التبشيرية والمنتديات المسيحية في التشكيك في أصل الدين الاسلامي , فكل أمة تتهم الاخرى بانها تدعو الى القتل ويكرهون السلام, وفي المقابل نسمع كثيراً عن الاجتماعات التي تعقد بين علماء الاديان السماوية تحت مسمى حوار الأديان , فكيف ستنجح مثل هذه الحوارات?! واللغة في بعض المساجد والكنائس والمعابد اليهودية هي دعاء كل أمة على الاخرى بأن يدمرها الله أو يسخطها, ورغم هذا وذاك ينخرط في مجتمعاتنا العربية والاسلامية العديد من الاعراق ممن يعتنق الديانة النصرانية واليهودية سواء كمواطنين عرب او متعاقدين من شتى الامصار , وعلاوة على ذلك نحن نستورد من الغرب والشرق الدواء والغذاء ومعظم المستلزمات الحياتية اليومية والغرب والشرق ايضاً يسترد منا المواد الخام كالبترول والقطن والفوسفات, ويسافر كثير من ابنائنا لتلقي العلم في بلادهم وكذلك للسياحة, ويفد الينا منهم الخبراء والفنيون في المجالات العلمية وكذلك للسياحة وغيرها, أي ان هناك تناغما وتجاذبا في التجارة والعلم والسياحة, مقابل ذلك كله عداوات في المعتقدات الدينية للاجناس ذاتها.اذن التعاون والتكامل موجود بين العالمين في العلاقات التجارية والكره في العلاقات الاجتماعية, فكيف ستسود المحبة بين البشر ويسود التعاون الانساني من اجل الخير وضد الشر والحرب الكلامية والنفسية مشتعلة, فالكره اصبح سمة واضحة في المعتقدات الدينية والفجوة تزداد بين معتنقي الاديان السماوية تأججها الحروب العسكرية في مناطق مختلفة من العالم الاسلامي.وطالما الدعاء مطلوب فلماذا لانستبدل اسلوبنا القديم باسلوب الدعوة للرحمة والمحبة والسلام, بأن نطلب من الله عز وجل ان يهدي القوم الكافرين الى الصواب ندعو الى السكينة والشفقة على قلوبهم حتى يرحموا ضعفاء واسرى المسلمين الذين تحت ايديهم بان تتوقف الحروب.
|
التعليقات (0)