مصعب الهلالي:
هل تتحول انفلونزا الخنازير
إلى مشكلة طائفية ؟؟
كما سبق وتوقعت حين كتبت مقالا في هذه المدونة بعنوان (فضيحة الإعلام الفرنسي مع انفلونزا الخنازير) فقد جنح هذا الوباء إلى منحى ديني بحت يكابر فيه بعض الصليبيين بان أكل لحم الخنزير بعد إنضاجه لن يؤدي للإصابة فيما يعترفون من ناحية اخرى بأن الإصابة حتما ستحدث عبر ملامسة اللحم الني وتقطيعه سواء من قبل القصاب أو ربة المنزل أو داخل مطابخ إعداد الطعام في المطاعم . وأن المطابخ في البيوت والآوعية والأدوات والطاولات التي يوضع فيها هذا اللحم الني لتقطيعه وكذلك الأكياس والحاويات جميعها من الممكن ان تكون مكانا موبوءا بفيروسات أنفلونزا الخنازير.
الأدهى أنه وفيما يختص بالوطن العربي تكمن الخطورة في بلدين أولهما لبنان حيث هناك جالية لبنانية كبيرة جدا في المكسيك وعودة بعض هؤلاء في إجازات إلى لبنان ربما تنقل الفيروس بكل سهولة إلى قاعات مطار بيروت المغلقة أولا ثم لبنان ثانيا.... وارتداء الواقي العادي أفضل بالطبع ولكنه لن يفيد كثيرا في الحد من انتقال الفيروس وتفشي المرض كوباء اللهم إلا إذا جرى ارتداء واقيات مخصصة وهي مكلفة باهظة الثمن وغير محتملة او عملية خلال ممارسة الحياة العادية.
في مصر يبدو الأمر أدهى وامر ذلك انه وفي ظل التوتر الطائفي بين المسيحيين والمسلمين وحيث ان طبقة الزبالين في مصر جميعها تقريبا من المسيحيين فإن هؤلاء يقومون بتربية الخنازير وسط مقالب الزبالة حيث تعيش الخنازير عادة داخل برك مائية وخليط من الأوساخ والبول ومخلفات الحيوانات الحيوية ويضيف إليها الخنزير بالطبع مخلفاته هو (شخصيا).
هناك آخرين يقومون ايضا بتربية الخنازير وسط الأحياء السكنية العشوائية في القاهرة وحيث أزمة السكن وسرعة التمدد الجغرافي لهذه المدينة تجعل من الحصول على مسكن بأية وسيلة وفي أية بقعة حتى لو كان إلى جوار حظيرة خنازير أو داخل مقابر أمراً محتماً يواجهه كل النازحين الفقراء من الأرياف .
أصحاب الحظائر هؤلاء وفي معيتهم الزبالين يرفضون الانصياع لأوامر الحكومة المصرية بإخلاء هذه الحظائر أولا وكذلك فكرة التخلص من الخنازير ثانيا وحيث تعرض عليهم الحكومة المصرية الآن مبلغ 1000 جنيه مصري نظير الخنزير الواحد ..... وقد تناقلت وكالات الأنباء قبل قليل نبأ مفاده أن الحكومة المصرية بدأت في التنفيذ الجبري بإغلاق الحظائر القابعة داخل التجمعات السكنية .....
وبالطبع وإستغلالاً للوضع سارع البعض إلى رفع الصليب على أسنة الرماح بغية تحويل المشكلة من مأساة صحية إلى حرب دينية بزعم إضطهاد المسلمين للنصارى في مصر . ويهدد هؤلاء باللجوء راسا إلى الرئيس الأمريكي أوباما !!! وهم بالطبع يلوحون هنا بإمكانية الضغط على حكومتهم المصرية عبر التلويح بالتسبب في حرمانها لبعض الوقت من الإعانات الأمريكية لميزانية الدولة المتعثرة .. ولكن يبدو هذا الأمر حاليا وكأنه بات حلما بعيد المنال فالمشكلة لايمكن أخذها في الجانب الأمريكي بهذه البساطة والسذاجة لاسيما على بساط الإدارة الأمريكية الجديدة وبعد زوال نجم المحافظين الجدد .... ثم انه لا توجد شبهات إضطهاد ديني في المعالجة خاصة وأن السلطات المصرية قد اتخذت ولا تزال إجراءات صحية وإدارية مشددة فيما يتعلق بأنفلونزا الطيور تجاه مربي الدواجن ومعظمهم من المسلمين . ولم يكن الهدف من ذلك سوى صيانة الأرواح وهو ما ترمي إليه القرارات الحكومية الصحية التي طبقت مؤخرا بشان الوقاية ومحاربة انفلونزا الخنازير .. ولكن وبلاشك فإن هناك كثر يريدون الاصطياد في مــاء الخنازير العكر .........
التعليقات (0)