مواضيع اليوم

هل تتحقق الحرية في مخيم الحرية ( ليبرتي ) ؟

حسن الطوالبة

2012-01-29 20:35:08

0

 شكل مخيم أشرف شمال بغداد ( 60 كم ) احدى معضلات نظام الملالي في ايران واحد المهمات الوكلة الى اجهزة خاصة لديه , وشاطره هذا الهم حكومة المالكي , حيث عزما على اخراج الاشرفيين من مخيمهم الذي عاشوا فيه اكثر من ربع قرن . وقد ارتكبت قوات القدس التي يرأسها قاسم سلماني المطلوب الى المحكمة الاسبانية لضلوعه في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن , اضافة الى القوات الخاصة التابعة لمكتب المالكي , مذابح ضد الاشرفيين عامي 2009 و 2011 راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى . و قررت حكومة المالكي اخراج الاشرفيين من مخيمهم بالقوة مع نهاية العام المنصرم . ولكن الضغط المحلي العراقي والدولي من قبل الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والبرلمانيين في دول اوروبا والولايات المتحدة , وبالذات ضغط الامين العام للامم المتحدة بان كي مون , كان له الاثر الكبير في تغيير موقف المالكي , وموافقته على تمديد بقاء الاشرفيين ستة اشهر اعتبارا من تشرين الثاني الماضي , اي أن اخراجهم سيكون مع نهاية شهر نيسان المقبل .

الى هنا الامر يبدو جيدا ومريحا وان المشكلة في طريقها الى الحل , ولكن المشكلة تكمن في اصرار نظام الملالي ومعه المالكي على وضع العقبات امام نقل الاشرفيين من مخيمهم الحالي الى مخيم ( ليبرتي ) , وهو المعسكر الذي كان الامريكيون يعسكرون فيه قرب مطار المثنى .من هذه العقبات :

1 . تضييق مساحة مخيم ( ليبرتي ) من 40 كم2 الى مساحة كيلومتر مربع واحد , واحاطة هذه المساحة الضيقة بالدعامات الكونكريتية العالية , بحيث تصبح سجنا محكما , يسهل مراقبة من فيه . وهذا هو نظام السجون في العالم وبالذات في عالم الجنوب المتخلف .

2 . اضافة الى تضييق المساحة بهذا الشكل , قررت حكومة المالكي اقامة مركز امني للشرطة العراقية لمراقبة الاشرفيين في كل حركاتهم , ولا يستبعد ان يكون مع الشرطة العراقية عناصر من قوة القدس , ومن ( اطلاعات ) وزارة المخابرات الايرانية . الهدف واضح للجميع هو اختلاق الاستفزازات والذرائع للاعتداء على الاشرفيين , وهذه المهمة سهلة على عناصر المخابرات الايرانية .

3 . اما المعوق الراهن والذي يخلق مشكلة في عملية نقل الاشرفيين من مخيمهم الى ( ليبرتي ) هو عدم السماح لهم بنقل امتعتهم وممتلكاتهم من سيارات ومكائن ومعدات يدوية مثل مكائن الخياطة واصلاح الاثاث وصيانة السيارات والادوات المنزلية من كهرباء وشبكات الماء والري وغيرها , الى المكان الجديد .

4 . ان هذه المعوقات هي لاستهلاك الزمن المتبقي من المهلة التي حددها المالكي لنقل الاشرفيين , وبالتالي اظهارهم بمظهر المشاغبين او الارهابيين الذين يخلون بالامن العراقي .ومن ثم يحق للقوات العراقية وقوات القدس الهجوم عليهم وقتل ما تيسر لهم , وهو ما يخطط له نظام الملالي منذ زمن طويل .

5 .من المعوقات مسألة تعداد سكان اشرف , وهذه المسألة مختلقة , اذ سبق للحكومة العراقية ان اجرت مقابلات خاصة مع الاشرفيين في موقع الفوج العراقي تحت اشراف القوات الامريكية والصليب الاحمر  في 25/2/2009 و22/4/ 2009, وفي تلك المقابلات قرر (11) شخصا من سكان اشرف مغادرة المخيم وقام التلفزيون العراقي بعرض لقاء معهم لغرض الدعاية . وقامت القوات العراقية في شهر نيسان من عام 2009 بتفتيش جميع الابنية والمنشأت والساحات في مخيم اشرف , واستخدمت الكلاب البوليسية في عمليات التفتيش , وقد شمل التفتيش امتعة النساء ,وعلية فان وضع عقبة التعداد انما هو لتاخير عملية النقل السلمي للاشرفيين .

ان الحل الامن والسلمي يكمن في الحوار بين الاطراف المعنية , بحضور وشهادة اطراف محايدة دولية سبق لها معرفة بالمشكلة وباسبابها وطرق حلها .ويكون الحل في ضؤ مذكرة التفاهم مع الحكومة العراقية التي تؤسس لحل سلمي ودائم , ومن ضمن هذه الاسس ان تقوم السفارة الامريكية في بغداد بزيارة مخيم ليبرتي بانتظام للاشراف على اوضاع الاشرفيين والمساهمة في حل المشكلات التي تعترضهم في سكنهم الجديد ريثما يتم نقلهم الى بلدان ثالثة .

وكتعبير عن حسن النية اعلنت السيدة مريم رجوي عن استعدادها للذهاب الى بغداد لمقابلة المسؤولين العراقيين وايجاد حلول لمسألة نقل الاشرفيين بأسلوب سلمي .كما اقترحت السيدة رجوي عقد لقاء في باريس او جنيف او بروكسل يحضره ممثلين عن الامين العام للامم المتحدة , والحكومة العراقية , والاتحاد الاوروبي , والسفارة الامريكية في بغداد , ومستشار السيدة كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية , للتباحث حول السبل السلمية لنقل الاشرفيين الى المكان الجديد , بما يكفل سلامتهم الجسدية , ونقل امتعتهم التي يملكونها , وتوفير المكان اللائق بسكن البشر , ريثما يتم نقلهم الى بلدان ثالثة كما اقتضت المواثيق المبرمة مع الحكومة العراقية .

ان نقل الاشرفيين وفق المواثيق المبرمة مع الحكومة العراقية وباسلوب سلمي برعاية الامم المتحدة هو الحل الذي يكفل للعراق مصداقية امام الرأي العام العالمي ,ويجنبها النقد مستقبلا , كما يجنبها المزيد من المشكلات , ويكفيها ما لديها من مشكلات داخلية قد تعصف بما تبقى للعراق من وجود موحد .    




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !