هل بات السودان على شفا ثورة شعبية ؟؟؟
اشتهر تاريخ الأنظمة العسكرية في السودان بأنه دائما ما يجري الاطاحة بها عبر ثورات شعبية غير متوقعة تهب فجأة فلا تجدي معها القوة والبطش أو الحديد والنار .. حدث هذا في اكتوبر 1964م و ابريل 1985م ضد نظامي الفريق ابراهيم عبود و المشير جعفر نميري على التوالي. ....
لبنى الحسين هل تكون القشة التي تقصم ظهر البعير؟؟؟
واضح الآن أن السودان قد غدا هذه الأيام وكأنه على مرجل يغلي بعد مهزلة محاكمة الصحفية اليسارية المعارضة لبنى الحسين وما تكشف عنها ورشح من خفايا الممارسات البشعة على إثر تلفيق تهمة لها من قبل ما يسمى بجهاز شرطة النظام العام (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) التي باتت الـذراع القـذر لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في التعامل المكشوف مع معارضيه وخصومه في الرأي.
جانب من اعتصامات الصحافيات السودانية احتجاجا على ما يتعرضن له من إساءة وعسف
الطامة الكبرى أن منسوبي وعناصر جهاز شرطة النظام العام يكاد يتفق الجميع من المؤيدين والمعارضين لنظام الحكم أنهم غير مؤهلين أكاديميا ولا نفسيا أو دينيا لممارسة الغرض الذي تم إنشاء الجهاز من أجله والذي يبدو أنه غرض مسطر على الورق ليس إلا ؛ وأن الغرض الخفي كان شيئا آخر هو تأديب وابتزاز معارضي الرأي .... إن قادة شرطة النظام العام جرى ندب بعضهم من جهاز الشرطة العام وكذلك ضباط الصف والعرفاء . وهؤلاء لاعلاقة لهم بالدين الاسلامي أو المسيحي واليهودي ولا يعرفون الفرق بين تمثال بوذا واللات والعزى لأنه لم يجري إعدادهم لممارسة فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقدر ماتم إعدادهم نفسيا وتدريبهم عمليا على حفظ النظام ومطاردة اللصوص والقبض على المجرمين والتحقيق والتعذيب للحصول على الاعترافات وهلم جرا .....
خلال نقل بعض الصحافيات المعارضات إلى المعتقل
وأما عامة المجندين الملحقين بهذا الجهاز من المدنيين فقد كانوا في الأصل من العطالى وما يسمى بالفاقد التربوي الذين فشلوا في الدراسة الأكاديمية والنجاح والانتقال من مرحلة الأساس إلى المرحلة الثانوية أو رسبوا في امتحانات الثانوية ولم يلتحقوا بالجامعات ... فما علاقة هؤلاء بالفتوى وتحديد الحلال والحرام ؟؟؟...... بل على العكس فهم في الأصل تلاميذ مشاغبين في مقاعد الدراسة والأحياء السكنية والأسواق ولا يعول عليهم وزادهم رسوبهم حقدا على المجتمع.
المعارضة لبنى الحسين دائما ما تشكل قيادتها للإحتجاجات مصدر قلق للسلطة
الأكثر نكاية أن هؤلاء بدأوا يستشعرون مالديهم وما توفر تحت أيديهم من سلطات فباتوا يسيئون استغلالها في تهديد الغلمان والفتيات وابتزازهم لإجبارهم على قضاء أوقات ممتعة معهم ... وطال الابتزاز حتى أصحاب المتاجر والمطاعم . فيدخل هؤلاء يأكلون ويشربون ويتبضعون كما يحلو لهم دون أن يدفعوا المقابل أو ربما دفع أوسطهم النصف ... وإلا فالبديل إذا تمت مطالبتهم بدفع الحساب العودة في اليوم التالي مع الشلة من زملائه وتلفيق تهم وتوفير شهادات وإفادات تتعلق بارتكاب صاحب المحل جرائم أخلاقية الأمر الذي يعني اقتياده هو ومن معه من العاملين إلى الحبس وتشميع المحل وإذاقته من التعذيب ما لن ينساه حتى يوم الحساب قبل أن تنظر المحاكم في أمره.
الصحفية المصرية وفاء عصام من جريدة الشروق تشارك صحافيات السودن أحد الاعتصامات
ما يجري من ممارسات الآن من جانب عناصر شرطة النظام العام المثيرة للجدل يبدو غريبا على الشخصية السودانية والمثل والقيم الاجتماعية التي تربى عليها هذا الانسان السوداني من حيث السماحة والشهامة والرجولة والمروءة والبعد عن كل أساليب التلفيق والتعذيب وقذف المحصنات والابتزاز ...... ولكن يبدو أن دوام الحال من المحال وأن رياح التغيير نحو الأسوأ قد باتت ملح الحياة في كل أركان العالم بعد أن اصبح قرية صغيرة يتأثر البعض فيها بالآخر ويقلد .... وما أسهل العدوى بالسيئات والمثالب.
صحافيات بعد خروجهن لتوهن من المعتقل كسرت لأحداهن ذراعها وللأخرى الاصبع الوسطى ....
لاحظ تورم وتسلخ (الخدود) من كثرة اللطم على الوجه
والأغرب من كل هذا أن استهداف النظام العام للمرأة السودانية يبدو بالفعل مثير للتساؤل فالمسألة قد وصلت بالفعل إلى حد افتعال الصدام معهن في كل مكان (ماعدا تلك الأماكن التي يشملها النظام الحاكم برضاه ويبسط عليها ظلال رحمته لتبعيتها له) . لقد باتت السجون مكتظة بالنساء على نحو قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض وسطهن في ظل ظروف الاعتقال السيئة الغير إنسانية والتي لاتخضع لأية أنواع من الرقابة الصحية أو من الجهات العدلية الدستورية.
صحفيات وناشطات خلال نقلهن إلى المعتقل عقب فض مظاهرة احتجاج نسائية
وفي ظل غياب تام لجمعيات من قبيل حقوق الانسان والدفاع عن المرأة التي تحولت إلى مجرد ذيول وأبواق للسلطة الحاكمة وتمارس عملها الروتيني من خلال المكاتب المكيفة وصنابير الماء البارد ولم يعد لها من دور وواجب سوى تدبيج بيانات التأييد للحكومة وشجب أعداءها وقبض المعلوم من الأموال وحيازات الأراضي والتموين المدعوم وأداء العمرة وحج البيت الحرام مجانا من حساب الخزينة العامة للدولة .
منظمات حقوقية مصرية تعلن مناصرتها للمرأة السودانية وتدعم لبنى الحسين
بعد صدور الحكم على الصحافية اليسارية المعارضة لبنى الحسين سارعت العديد من زميلاتها الصحافيات إلى التظاهر فكان الرد هو اعتقال بعضهن والجلد والضرب المبرح إلى درجة كسرت فيها أيادي وأصابع العديد منهن وقد سلخت خدودهن من كثرة وعنف اللطم على وجوههن .... فأي نوعية من الرجال هذه التي تمارس مثل هذا النوع من العنف مع الفتيات والنساء؟؟
فكوا دربنا وجعتوا قلبنا .. (بمعنى تنحوا عن طريقنا لقد أوجعتم قلوبنا)
بات هذا شعار وملح الهتافات خلال المظاهرات المنددة بجور الحكم وتماديه في إهانة وتعذيب وهتك أعراض مواطنيه عبر جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المسمى بجهاز شرطة النظام العام.
داخل المعتقل في انتظار الاستجواب والعلقات الساخنة والتصرفات الاستفزازية
خـلال اعتصام للصحافيات في دار صحيفة أجراس .... بلغ السيل الزبى
لبنى الحسين كانت ولا تزال وستظل دائما في الطليعة دفاعا عن الحريات العامة
أحد المؤيدين للنظام الحاكم لم يستطع ستر عورات من يتبعهم لأن الكيل قد فاض فكتب في منتدى سودان.نت قائلا:
و لكن كل ما يمس السودان و أهله بسؤ فأنا ضده و أنا ضد قانون النظام العام جملة و تفصيلا لأنه قانون ظالم جدا و مجحف في حق المواطن السوداني إضافة إلى أن كوادر شرطة النظام العام جلهم من الشباب الفاسدين الفاشلين الذين هم أيضا ممن يحتاجون إلى شرطة نظام عام خاصة بهم حيث يستغلون هذا القانون في البطش بالمواطنين و إستغلال سلطاتهم لإبتزاز الناس و أخذ المال من المواطنين نظير عدم إقتيادهم لمراكز الشرطة حتى إن لم تكن حالة المواطن تستدعي تدخل شرطة النظام العام كما أنهم يستغلون هذه السلطات في التحرش بالفتيات دون أن يكون هناك إخلال منهن بالمنظر العام او المظهر حتى الشباب لم يسلموا من ظلم و إجحاف هذا القانون و فساد أفراد الشرطة من صغار الجنود في إستغلال سلطاتهم للثأر من هذا أو ذاك و يكفي أن أحد أفرد شرطة النظام و الذي هو أحد خرجي الفاقد التربوي قد أستغل سلطاته ليستحوذ على ((تي-شيرت)) من أحد المواطنين قد أعجب ذلك الشرطي و ذلك بعد أن طلب منه الذهاب للمركز لأن التي شيرت الذي يرتديه خادش للحياء العام و عندما رفض المواطن الإنصياع لأوامر هذا الشرطي إستنجد بإثنين من زملائه في النظام العام لينهالوا عليه بالضرب و يقتادوه قسرا لمركز الشرطة حيث إستولوا على التي شيرت كمعروضات و لم يطلقوا سراحه إلا بعد أن أتي أقارب هذا الشاب ليخرجوه بكفالة من دون التي شيرت موضع الخلاف و بعد فترة ليست بالقصيرة شاهد هذا الشاب بأم عينه ذلك الشرطي و هو يرتدي نفس التي شيرت و يقدل به في الشارع متباهيا و القصص على هذه الشاكلة كثيرة جدا.
معتقلات يعلم الله وحده ماذا يفعل بهن زبانية شرطة النظام العام خلال الاستجواب
تروي بعض تفاصيل ما جرى لها في المعتقل خلال الاستجواب والرعب والذهول يملآن عبينيها لاحظ التشويه الذي طال خديها (ولا نقول وجنتيها) فهؤلاء الوحوش لاتحركهم إلى النساء عاطفة إنسانية ......
على البلاط يجلسن بلا حول ولا قوة داخل المعتقل في انتظار الاستجواب .... أعمار متباينة وإحداهن غلبها الارهاق فأعدت لها زميلتها من جسدها متكئـاً
ياسر عرمان وسط أطفال نازحين في أطراف العاصمة السودانية
ونقلت بعض الصحف السودانية أن ياسر عرمان نائب الأمين العام ومسئول قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان التي أسسها الراحل جون قرنق .. شدد على أن (قانون النظام العام وشرطته مخالفان للدستور ويجب إلغائهما ) داعياً قيادة الشرطة الابتعاد عن العمل السياسى والتربص بالاخرين وتصفية الحسابات السياسية والإلتزام بالمهنية .
وبالطبع سارع جهاز شرطة النظام العام بالابتزاز كعادته فهدد ياسر عرمان بتقديمه للمحاكمة بعد سحب الحصانة البرلمانية عنه فتشعبت المشكلة وتصاعدت حين وصف نائب رئيس المجلس الوطني (البرلمان السوداني) اتيم قرنق لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية الحملة ضد عرمان بأنها "إرهاب قانوني" وتحركها "دوافع سياسية" ودعا فريق شرطة النظام العام للاستفادة من تعليقات عرمان وذلك بازالة الافراد الفاسدين مضيفاً "لايوجد كائن بشري بدون أخطاء". وفي ذات السياق أصدرت أمينة الإعلام بقطاع الشمال كيجي جرمليلي بياناً دعت فيه إلى إدارة القضايا السياسية كقضايا سياسية دون أن تتحول إلى ساحات أخرى..... وشددت على ضرورة النقد البناء للتصويب ورأت أن (الهجمة ضد عرمان ليست هي الأولى وهي حملة مرتبة ابتدرت بادعاءات التكفير واستهداف التفجير وغيره . وما قاله عرمان في ندوة تأبين د. جون قرنق عن الشرطة ليس به أي إخلال بالسلامة العامة أو أي إشانة سمعة لأي جهة من الجهات ولم يخرج من طائلة شروط ظرفية الأخبار والأحاديث، وكذلك لم يخرج من دائرة النقد البناء من قبل مسؤول برلماني وقيادي بحزب كبير لمزيد من الإصلاح والتقدم في طريقة إدارة الدولة وخصوصاً جهاز حكومي كبير مثل الشرطة الذي يجب أن يكون في خدمة الشعب)، ونوه البيان إلى (أننا لا نتحدث عن شرطة بها ملائكة وأشخاص مثاليون فلابد من الهنّات، ولابد من ملازمة هذه الهنات بالتوجيه والنقد من قبل المسؤولين، . وكان ياسر عرمان (رئيس كتلة الحركة الشعبية البرلمانية) قد فضح جهاز شرطة النظام العام بالقول أن عناصره يبتزون الفتيات ويساوموهن لقضاء أوقات حميمية ممتعة كثمن لعدم اعتقالهن وفضحهن امام ذويهن والجيران وجهة العمل .......
وسخر بيان أمانة الإعلام بقطاع الشمال من تهديدات جهاز شرطة النظام العام لياسر عرمان ووصف المحاولة بأنّها (يائسة لتحوير القضايا السياسية إلى ساحات قانونية لأجل مصلحة جهات محددة وهو آلية ضعيفة للتخويف لا ترعب حتى الفئران ناهيك عن حزب كبير مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان!!). ورأى أنّ رفع الحصانة عن عرمان يعني حزباً بأكمله هو الحركة الشعبية وهو حزب شريك في السلطة، وحزب سوداني قومي كبير ليس بالسهولة التي يدعيها البعض). كما اشتمل البيان على التحذير من عواقب الاجراءات الجارية لأنها ليست ذات جدوى.
من ناحيتها لوحت الحركة الشعبية لتحرير السودان بأنّ لديها ما تثبت به ما ذكره ياسر عرمان في شأن دأب عناصر شرطة النظام العام على مساومة الفتيات لقضاء أوقات حميمية ممتعة.
وفي ذات السياق قال بيان صحافي أصدره رئيس الكتلة البرلمانية ياسر عرمان أن شريكهم في السلطة حزب المؤتمر الوطنى الحاكم يحاول التهرب من استحقاقات التحول الديمقراطى وتنفيذ إتفاقية السلام عبر استهداف شخصيات بعينها وتصفية الحسابات معها ومحاولات لعب دور القاضى والخصم فى ان معأ واستغلال اجهزة الدولة والخدمة المدنية والمؤسسات العامة بصورة حزبية سافرة وفى تاكيد واضح للكافة ان مؤسسات مثل البوليس وللقضاء وسائر دوائر الخدمة المدنية ما هى الا مؤسسات تابعة للمؤتمر الوطنى، لايؤكد الا ضرورة العمل الجاد للرجوع بهذه المؤسسات لطبيعتها المهنية وحيدتها ووضعها فوق الصراعات السياسية وهذه قضية لايجدى معها التهرب والتملص وتصدير الاتهامات للاخرين والتربص بهم) وشدد على أن (قانون النظام العام وشرطة النظام العام مخالفان للدستور وسبق ان اثرنا ذلك مع المبعوث الامريكى أسكوت غراشن.
التعليقات (0)