هل انتصرت طالبان على الولايات المتحدة؟
كابول، أفغانستان (CNN) -- أقر قائد القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، بأن قوات التحالف لم تتمكن من تحقيق الأهداف التي حددتها خطة إستراتيجية "خاطئة" وضعت قبل نحو ثمانية أعوام، وذلك في تقييمه للمهمة التي تقوم بها قواته في الدولة التي هزمت الإمبراطوريات عبر التاريخ، والذي قدمه الاثنين.
وتم تقديم التقييم لقائد القوات الأمريكية المركزية، الجنرال ديفيد بتريوس، الذي سيضيف ملاحظاته على التقرير، والقائد في حلف الناتو، إيغون رامس، على أن يتم تقديمه لاحقاً إلى وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، والأمين العام لحلف الناتو، الجنرال الدنماركي أندريس فوغ راسموسن.
وجاء في التقرير: "الوضع في أفغانستان خطير، غير أن النجاح ممكن، ويحتاج إلى مراجعة لاستراتيجية التنفيذ والالتزام والحلول، وتعزيز وحدة الجهود." وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد وصف الحرب في أفغانستان بأنها "حرب ملحة"، وشدد على ضرورة هزيمة حركة طالبان ومسلحي القاعدة في كل من أفغانستان وباكستان. وشهد العام الحالي تعزيزاً كبيراً في القوات الأمريكية في أفغانستان، وكذلك في القوات البريطانية، وذلك استباقاً للانتخابات الرئاسية والمحلية الأفغانية. على أنه برغم ذلك، فإن المناطق الجنوبية من البلاد تشهد معارك شرسة بين القوات الدولية ومسلحي طالبان، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في الخسائر بين القوات الأمريكية والبريطانية، بحيث أصبح شهر أغسطس/آب الماضي أكثر الشهور دموية لهاتين القوتين.
من المنتصر؟
وقال ضباط أمريكيون كبار إن التقييم يبيّن أن طالبان تمارس "نفوذاً واسعاً" على ثلث أفغانستان، فيما أقر الأدميرال مايكل مولن، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، مؤخراً بأن الوضع في أفغانستان "خطير ويتردّى بصورة متزايدة."
ولتحقيق الانتصار على حركة طالبان والحرب الدائرة منذ ثماني سنوات، رفعت الولايات المتحدة عدد قواتها في أفغانستان إلى نحو 62 ألف عنصر، فيما تسعى وزارة الدفاع الأمريكية إلى إضافة 6 آلاف آخرين، عدا عن وجود 35 ألف عنصر من حلف الناتو. وبحسب التقييم، فإن الجنرال ماكريستال لا يرى إمكانية "إحراز الانتصار" في أفغانستان إلا عندما تقوم قوات التحالف بإعادة النظر في استراتيجيتها المتعلقة بتلك الحرب، إضافة إلى تحويلها إلى حرب أفغانية، أي أن تشارك القوات الأفغانية في المعارك بصورة أكثر فاعلية، بحسب وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي."
وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن القوات الأفغانية اليوم غير قادرة على مقارعة قوات "طالبان" المطلوب تحقيق الانتصار عليها، ويتوجب على كابول أن تتأهب للسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد خلال ثلاثة أعوام. ويرى الجنرال الأمريكي ضرورة التفكير في تغيير قادة أفغانستان إذا لم ينجح الرئيس الحالي، حميد كرزاي، في تهيئة الجيش الأفغاني لمحاربة طالبان بشكل انفرادي خلال هذه المهلة.
ويجد المحلل الأمريكي ستيفن بيدل الحكومة الأفغانية الحالية غير قابلة للحياة دون عون مالي وعسكري خارجيين، مشيراً إلى أن هذه الحكومة تشكلت في ظل الحضور الأمريكي في أفغانستان.
وبينت نتائج انتخابات الرئاسة الأفغانية الأخيرة أن شعبية كرزاي تدنت إلى حد كبير، ومن ثم فإن تمديد ولاية الحكومة التي تفقد ثقة الأفغان يمكن أن يضع أفغانستان على شفير حرب أهلية جديدة بحسب رأي المحلل الروسي الكسندر سوتنيتشينكو.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
في آخر زيارة لبوش (( صاحب جوانتانامو وأبوغريب )) الى أفغانستان قبل خروجه من البيت الأبيض قال ." أريد ان اشكر الرئيس كارزاي، وابلغ الشعب الأفغاني ان الولايات المتحدة تدعمهم وستواصل دعمهم في معركتهم الطويلة ضد الإرهاب، باعتبار ان المعارك العقائدية تستغرق الكثير من الوقت " .
وكثيرا ما ردد هو واعضاء أدارته اليمينة المتطرفة بأن معركتي العراق وافغانستان (( واللتين وصفهما بوش بالصليبيتين أكثر من مرة )) هما معركتي عقول وقلوب . فما اللذي يجعل الولايات المتحدة تخسر عقول وقلوب العراقيين والأفغان يوما بعد يوم .
لقد وصفت الحكومة العراقية المنتخبة على لسان رئيس وزرائها يوم الأنسحاب من المدن العراقية " بأنه يوم نصر وفخر " وخرجت الجماهير مهللة فرحة بهذا اليوم . وهي لا تزال تنتظر يوم خروج هذه القوات نهائيا .
وها هي التقارير الأمريكية تقر بفقدان قواتها لتعاطف الأفغان معها مما قد يؤدي بها الى خسارة المعركة في افغانستان . على الرغم من ان عدوها هناك عدو متخلف جاهل , مكروه من معظم الأفغان والمسلمين . فلماذا خسرت الولايات المتحدة معركة العقول والقلوب ؟ .
الجواب بسيط جدا . وهو أن قوات الولايات المتحدة في افغانستان والعراق هي قوات غازية . وهي تتصرف على هذا الأساس .
لقد ظلت هذه القوات ترتكب ما ارتكبه اعدائها من قبلها من مجازر وفظائع وجرائم ضد الأنسانية , حتى اقتنعت عقولنا وقلوبنا بأن لافرق بينها وبين من كان قبلها . وهذا ما جعلها تخسرعقولنا وقلوبنا .
arabic.cnn.com/2009/world/9/1/nato.afghanistan/index.html
التعليقات (0)