مواضيع اليوم

هل اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا ؟

اسرائيل .

2009-05-03 13:06:42

0

 هل اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا ؟

 لسنا هنا بصدد تفسير الآية 82 من سورة المائدة (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ......)، التي قيلت في يهود يثرب ونصارى الحبشة ، بقدر ما نحن بصدد هذا التعميم الجارف للآية بحيث باتت تسري على اليهود في كل زمان ومكان ...

 لقد كانت هذه احدى الآيات التي اصطدمنا بها بعيد عودتنا لمطالعة ما استجد على صفحة مدونات ايلاف ، او قل ما فاتنا من مطالعة ، بعد إجازة قصيرة بمناسبة احتفالات اليهود بيوم استقلال دولة اسرائيل ، الذي يحل في الخامس من شهر أيار وفقا للتقويم العبري ، علما اننا ارتئينا ان لا نكتب عن الظروف التي رافقت إعلان استقلال دولة اسرائيل ، آخذين بعين الاعتبار ان الشعب الفلسطيني يحيي في هذه الأيام ، وتحديدا في الخامس عشر من أيار الجاري حسب التقويم المسيحي ، ذكرى النكبة الفلسطينية ..

 اما الآية المذكورة فقد وردت في تعليق على مقال نشره السيد محمد شحاتة بعنوان (هل أتاك حديث المحرقة) وهو رد مباشر على مقال سابق لنا بعنوان (ماذا يجني العرب من إنكار المحرقة).. ولسنا هنا ايضا بصدد التعقيب على مقال السيد شحاتة لما رافقه من عبارات انفعالية شطحت بعيدا عن موضوع المحرقة .. بيد ان العنوان الذي اختاره والمستوحى من الآية الاولى من سورة الغاشية ، جعلنا نراجع الآيات الاولى من السورة ذاتها (وجوه يومئذ خاشعة. عاملة ناصبة. تصلى نارا حامية. تُسقى من عين آنية. ليس لهم طعام الا من ضريع. لا يُسمن ولا يغني من جوع) لنجد ان الأهوال التي تغشى الناس يوم القيامة، حسب الوصف القرآني، تشبه الى حد بعيد الأهوال التي تعرض لها اليهود بفعل المحرقة النازية ... لكن ما علينا .. ليس هذا موضوعنا ايضا ..

 جدير ان نذكر ايضا ان تناولنا هذا ليس ردا انفعاليا متهورا على ما ورد في مقال السيد شحاتة ولا يندرج أبدا في باب "تراشق المقالات" ، بقدر ما هو تلاقح فكري وعصف ذهني يكون القارئ إزاءه هو المستفيد الوحيد ..

 وقبل ان نخوض في مناقشة بعض العبارات التي وردت في تعليقات القراء على المقال المذكور ، وددنا ان نورد قبسا من العبارات التي وردت على لسان المدوّن ذاته.. ففي مقال لاحق للسيد شحاتة بعنوان (مصرع أمة بطلقة "ماوس") يهاجم به المدوّن، بضراوة وانفعالية باديان للعيان، زميلين آخرين، هما السيد نزار النهري والسيد أزهر مهدي "وأمثالهم".. يقول السيد شحاتة في معرض رده على تعليق السيد جمال الهنداوي: (( وما كنت أبغي خصومة شخصية مع أحد ممن عرضت لهم .. بل خصومة في الرأي .. نعم شديدة في حدتها .. قوية في ردتها .. ولكن لا ولن تخلو أبداً من التقدير والاحترام مع من يخالفوننا الرأي والفكر والفهم والعقيدة والدين.. ))..

 لقد دفعتنا هذه العبارات الى الرجوع الى مقال سابق للسيد شحاتة بعنوان (إخلع نعليك قبل أن تلمس أسطورة الأساطير).. يقول فيه مخاطبا أحد المدونين الذي كتب مقالا عن حرب أكتوبر 1973 : (( فهل تستكثر أنت اليوم على شعب مصر وقائده أن يضرب جرذان الأرض وأحفاد القردة والخنازير )) ..؟! اذن اليهود في قاموس السيد شحاتة هم "جرذان الأرض وأحفاد القردة والخنازير" ..؟! ليس هذا وحسب بل هم (( قوم لا عهد ولا ميثاق ولا أخلاق ولا أمان لهم )) حسبما ورد في تعليقه على المقال ذاته ..؟!! ونحن إزاء هذا التناقض الفاضح بتنا لا ندري عن اي (تقدير واحترام مع من يخالفوننا الرأي والفكر والفهم والعقيدة والدين) يتحدث صاحبنا ....؟!

 لكن لنعود الى موضوع النقاش وهو ما ورد في بعض تعليقات القراء على مقال (هل أتاك حديث المحرقة)، حيث يقول السيد زين الدين الكعبي في معرض تعليقه على الموضوع:

 [ الا اننا كشعب عربي نرفض احتلالهم ولا اقول نرفضهم هم فلقد كانوا عندنا معززين مكرمين الى ان غدرونا واخذو قدسنا التي لايعرفون اننا اذا ما قلنا انها من حقهم وانها ليست مباركة ولا تمت لنا بصلة انما ننكر الاية اللتي تقول ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) وبذلك نكفر ... يريدون منا ان نصدق توراتهم ونكذب اعيننا وابائنا وملايين اللاجئين اللذين عندنا وعندكم ونكذب مؤرخينا وعلمائنا ونكذب حتى قراننا ونصدقهم وهم من وصفهم الله منذ 1400 عام بانهم اشد الناس عداوة لنا لانه ربنا اعلم بما سيفعولنه بنا بعد اربعة عشر قرنا ] ....

 اذن اليهود بنظر السيد الكعبي أخذوا القدس، من المسلمين طبعا! وكل من قال بغير ذلك فقد كفر! لأنه ينكر الآية الاولى من سورة الاسراء ... ليس هذا وحسب بل لقد حذر القرآن المسلمين من عداوة اليهود التي ستتجلى معالمها بعد 14 قرنا ..! طيب ممتاز .. ولكننا منذ بدأنا التدوين على صفحة ايلاف وحتى اليوم ما زلنا ننتظر جوابا من المسلمين حول الآية المذكورة التي لا تعدو كونها آية سردية تتحدث صراحة عن مسجد اليهود "بيت المقدس في ايلياء" وهي لا تمت بصلة الى المسجد الأقصى الحالي الذي بناه الأمويون بعد (نزول) سورة الاسراء بحوالي 70 عاما! لمضاربة الحجازيين ممثلين بالخليفة عبد الله بن الزبير .. الا اذا كان السيد الكعبي يؤمن هو الآخر ان آدم وداوود وسليمان (وكلها شخصيات توراتية بامتياز) قد بنوا بيت المقدس قبل آلاف السنين استقبالا واحتفاء بالمسلمين الذين سيدخلون البلاد (فاتحين ومبشرين طبعا) قبل 1400 عام ..!!؟ وقد كتب زميل لي مقالا، هو اول مقال نشرناه على صفحة مدونات ايلاف، بعنوان (هل ورد ذكر القدس في القرآن)، طرح من خلاله هذه التساؤلات لأول مرة، ثم كررنا الأسئلة ذاتها من خلال مقالاتنا وتعليقاتنا .. لكن لا مجيب .. لا صوت ولا صدى ..

 لكن هذا لا يمنع المسلمين طبعا من اجترار وتكرار القصة ذاتها وكأن محمدا أسري به من الكعبة الى المسجد الأقصى الذي سيبنى بعد 70 عاما! يعني أسري به من الكعبة الى ايلياء الرومانية التي كان يتوسطها مسجد اسلامي اسمه المسجد الأقصى قبل دخول المسلمين الى بيت المقدس بـ 70 عاما !! بمعنى ان ايلياء الرومانية التي كانت تحتضن بيت المقدس اليهودي كانت عمليا مدينة اسلامية قبل ان تطأها أقدام الجيوش الاسلامية بنحو 70 عاما !!؟ ذاك لأن الملك سليمان اليهودي الذي بنى بيت المقدس اليهودي قبل نحو 3000 عام كان نبيا مسلما من حيث لا يدري !!! بمعنى ان اليهود الذين أطلقوا على معبدهم في أورشليم (التي غير الرومان اسمها الى ايلياء) أطلقوا عليه اسم بيت المقدس، قد سرقوا هذا الاسم من المسلمين الذين سيظهرون على خريطة العالم بعد 1500 عام !!!! ذاك لأن آدم (المسلم طبعا) بنى المسجد الأقصى (الاسلامي طبعا) قبل ظهور الاسلام بآلاف السنين ..!!

 هل هذا تاريخ .. ؟!! يا معشر قريش! ما زلنا نكرر السؤال ذاته : من الذي سرق معبد الأخر ..؟! أليس منكم رجل رشيد يجيب على هذا السؤال ....؟؟

 اما بقية ما ورد من تعليقات على المقال المذكور فمردود عليها لكن لا بد من حسم موضوع بيت المقدس اولا لأنه بداية الحكاية .. هو اول الغيث الاسلامي الذي ضرب اليهود في عقر دارهم وسلبهم أقدس مقدساتهم حتى قبل وصول طلائع الجيوش الاسلامية الى بيت المقدس ....

 لا ننكر ان المسيحيين البيزنطيين، الذين سيطروا على ارض اسرائيل قبل المسلمين، قد جاوزوا المدى في الاعتداء على اليهود وعلى مقدسات اليهود ، لكن المسلمين، الذين كان مجيئهم الى البلاد بمثابة بشرى لليهود تؤذن بيوم الخلاص والانعتاق من الاضطهاد المسيحي، قد أجهزوا في نهاية المطاف على ما تبقى من مقدسات يهودية .. بل احتكروا بيت المقدس وبُناته اليهود ليصبح البيت وبانيه حق اسلامي خالص .....!

تحياتي للجميع ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات