كل النصوص والمؤلفات القديمة التي تضرب بجذورها في اعماق التاريخ. ولدى اليهود في سفر التكوين ولدينا نحن المسلمون في القرآن والسنة إن بداية الانسان, حينما خلق الله ادم من الطين ثم قام بنفخ الروح فيه ثم بخلق الانثى حواء من الضلع الاعوج لأدم , ليسكنان الجنة ثم يخالفا امر الله حين نهاهما عن اكل الشجرة , فلما أكلا أهبطا إلى الأرض ليمثل بذلك المشهد بداية مسلسل البشر في هذه الدنيا التي نحن مازلنا نعيشها بحلوها ومرها ونرتجي ربنا بالغدو والآصال ليرجعنا حيث كان ادم وحواء,
وها نحن اليوم نعيش في عالم مزدحم ويتطور بوتائر متصاعدة وقبل ذلك ببضع عقود خرجنا الى حيز الوجود لنجد انفسنا امم وشعوب واعراق وقبائل مختلفة افارقة وعرب وقوقازيين ويهود وآسيويين , و الكل يسخر من الآخر ويتغنى بأفضلية عرقه او شعبه او قبيلته ونجد في القبيلة الواحدة يقفز احدهم ليقول ان فخذه افضل من باقي فخوذ القبيلة
ولكن الحقيقة المطلقة التي لايختلف عنها عقلاء البشر بمختلف شعوبهم واعراقهم واديانهم وتوجهاتهم الفكرية هي : ان البشر اصلهم واحد وليس هناك فرق بين انسان وآخر حتى الذين يدعون غير ذلك ليس لديهم برهان يؤكد ما يدعونه, والكثير منهم يعون في قرارة انفسهم ان البشر جميعهم سواسية ولكن سؤ الاخلاق والكبر يحولان دون التفكير السليم ويدفعان الانسان في براثن العنصرية والتمييز العرقي والتعالي عن الاخرين على اساس العرق واللون,
وفي العصر الحديث عندما ندير اعيننا ونبحث عن الذين يفخرون بقبائلهم ويطعنوا في الاخرين لا نجد غير المجتمعات المتخلفة فكريا وعلميا وحضاريا حيثما وجدنا مجتمع عنصري لوجدناه مجتمع متخلف فكريا وحضاريا على باقي المجتمعات وهذا يؤكد لنا ان اصل التمييز العرقي : جهل وتخلف فكري وانحطاط اخلاقي,
على الرغم من انني لا يتجاوز عمري العقد الثالث إلا انني من خلال احتكاكي بالناس في الواقع وفي عالم الفكر والادب ادركت بل اصبحت اؤمن بعمق ان معيار قيمة الانسان لايكمن ابدا في اصله وقبيلته, وفي اي مجتمع سواء اكانوا افارقة او عرب او آسيويين نجد العاقل والاحمق و الجاهل و المثقف وكما نقول بالعامية (حنلاقي الطيب والبطال) العقلاء . والمفكرين والمثقفين واولئك الذين يتمتعون بدرجة عالية من الخلق والشهامة والكفأة ليسوا محتكرين لدى عرق معين او شعب معين او قبيلة معينة, بل في اي عرق وشعب وقبيلة نجد الاحمق والجاهل والعاقل والمحترم,
ومن هنا يتجلى لنا بوضوح ان البشر جميعهم سواسية وان الاختلاف الجوهري بين الشعوب يكمن في الشكل الخارجي فقط, لا اكثر من ذلك, في اي امة نجد رجال عظمة يشعرون بالمسؤولية, وقدموا خدمات جليلة للانسانية ولعل ابرزهم نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم وسائر الانبياء .. وتوماس ألفا إديسون الرجل الذي اخترع المصباح و الطبيب اليهودي الكسندر فلمنج مخترع البنسلين, و البروفيسور البنجلاديشي الحائز جائزة نوبل محمد يونس والرئيس السوداني السابق سوار الدهب الرجل الفاضل الذي زهد عن كرسي الرئاسة بكامل ارادته ,
وفي المقابل نجد لدى كل الشعوب رجال اشقياء امثال هتلر وموسيليني واستالين ورفعت الاسد وابوجهل .
التعليقات (0)