من يريد أن يتكلم عن التاريخ فعليه أن يفعل بتجرد وموضوعية ومصداقية. المشكلة أن كتب التاريخ الأجنبية والعربية التي تؤرخ للحقب التاريخية المختلفة أغلبها بعيد كل البعد المصداقية ولكن في الوقت نفسه تزعم انها تبحث عن التاريخ الحقيقي. أرفض الإنتقادات التي يوجهها الكثيرون خصوصا من أمة لا تقرأ لمحاكم التفتيش الكنسية وكيف انها قتلت مئات الألاف من المسلمين في إسبانيا كما أنها تسببت بقتل ملايين من الأوروبيين منهم مليون إمرأة بسبب تهمة السحر. محاكم التفتيش الإسلامية قتلت الطبري وصلبت الحلاج وحبست المعري وسفكت دم إبن حيان وحرقت كتب إبن رشد ولو حاولت تلخيص الجرائم التي إرتكبتها لما كفت صفحات تملئ المسافة بين الأرض والقمر. التاريخ الإسلامي مليئ بجرائم يندي يستنكرها أي شعور سليم ومع ذالك يوصف بالعصور الذهبية والمشرقة. من يريد أن يكتب التاريخ فعليه أن يكون موضوعيا ومتجردا من كل مشاعر التحيز والمحاباة المبنية على الأسس العرقية أو الدينية أو المذهبية. الأوروبيون يصفون أنفسهم بالموضوعية والإنسانية والمسلمون يصفون أنفسهم بالمثالية والكمال وبين هاذا وذاك ضاع التاريخ. مشكلة التاريخ لمن يكتبونه من وجهة نظر إسلامية أنه يرافقهم الإحساس بالتفوق العرقي والديني وأنهم هم شعب الله المختار لأن الله اكرمهم برسالة الإسلام والطرف الأخر ليس بأفضل منهم حالا فهو يعتمد ويتبنى نفس النظرية التي تعتمد التفوق الديني والعرقي. الحملات الصليبية والفتوحات الإسلامية تصلح كأمثلة فكل طرف يزعم أنه مؤيد بالوحي الإلهي وأنه قام بحملاته لأهداف هداية أتباع الطرف الأخر. الطرفان قتلوا بعضهم البعض وجرت بينهم الدماء أنهارا وقاموا بأخذ الأسرى وباعوهم في أسواق النخاسة. وإذا تتبعت من يكتبون التاريخ من وجهة نظر إسلامية وفي الأغلب يكونون من أتباع التيارات الكهنوتية على إختلاف مسمياتها فسوف تفهم أن النضال ضد المستعمر هو أي بلد من بلدان العالم هو ماركة إسلامية مسجلة. في الهند إتهموا المهاتما غاندي بأنه عنصري وكان يكره المسلمين, في أفريقيا نيلسون مانديلا قام بسرقة الثورة من المناضلين المسلمين وأنه كان مجرد فقاعة إعلامية على الرغم من 27 سنة قضاها في السجن. لم يسلم منهم إلا كوبا التي لم يكن فيها في تلك الفترة إن لم يخيبني الظن مسلمون ولذالك حصر الموضوع بفيديل كاسترو وتشي جيفارا وكذالك في بعض بلدان أفريقيا التي لم يكن فيها من المسلمين إلا عدد لا يذكر أو لم يكن فيها أحد منهم. كذالك إذا قرأنا التاريخ بتمعن نجد كتب المؤرخين المسلمين تحفل بذكر الفظائع والمذابح وطرق التعذيب والإعدام التي تعلق بمحاكم التفتيش والكنيسة خصوصا نبش قبور الباباوات ممن سبقوهم وإعادة محاكمتهم وتشويه جثثهم أو حتى في بعض الأحيان صلبها مرة أخرى. لاتذهبوا بعيدا وإقرئوا تاريخ الأمويين ومافعلوه بأل البيت وكيف سبيت نساء البيت المصطفوي الطاهر في الذل والأغلال إلى دمشق بروايات أهل دمشق أنفسهم التي توارثوها وتناقلوها وكيف قام العباسيون عند إستلامهم للحكم بنبش قبور كافة خلفاء بني أمية وكيف كانت نهاية بعض الخلفاء العباسيين على يد أقرب الناس إليهم من أبنائهم وإخوتهم. الخليفة المهدي مات بطريقة غامضة ويقال أنه إبنه الهادي هو من قتله بسبب ميله إلى رأي زوجته الخيزران بتولية إبنه هارون الرشيد لولاية العهد بدلا من إبنه الهادي وكلاهما أبناها. الخليفة الهادي توفي أيضا بطريقة غامضة ويقال أن أمه الخيزران هي من قتلته بالسم حتى يتولة إبنها الأخر هاورن الرشيد الخلافة لأنه كان يماليها وكان لها نفوذ في عهده كما كانت ذات نفوذ في عهد أبيه زوجها المهدي. الخليفة العباسي المأمون إبن هارون الرشيد قتل أخاه الخليفة الأمين إبن هارون الرشيد وعلق رأسه على مدخل بغداد. الخليفة العباسي المعتضد بالله إعتقله أولاده في أحد السجون وسملوا له عينيه لكي يستولوا على الخلافة. الخليفة العباسي أبو منصور(محمد إبن أحمد المعتضد) الملقب القاهر بالله قام بالغدر بأخيه الخليفة المقتدر بالله أبو الفضل(جعفر بن أحمد المعتضد) وقام بتسميل عينيه وتعليق أم الخليفة السابق وهي أيضا امه بالرضاعة من قدميها لكي تدله على أموالها وإستولى على كافة اموال والده وإخوته. إبن الخليفة المقتدر بالله أبو الفضل المعروف بإسم الراضي الله أبو العباس(محمد بن جعفر بن أحمد المعتضد) قام برد المعروف لعمه الخليفة فإنقلب عليه وإستولى على الحكم وسمل له عينيه وتركه ليشحذ في شوارع بغداد وقيسوا على ذالك تاريخ يحتاج عشرات الألافف من الصفحات لكي تروى فيه المخازي والفضائح التي روي الكثير منها في كتب مؤلفوها من المفترض أنهم ثقات مثل كتاب البداية والنهاية لإبن كثير وهو كتاب يعتبر نقطة في بحر مقارنة بما لم يذكره الكاتب لأنه كان سوف يحتاج ليعيش مائتي عام لتوثيقه. ماهو مصير موسى إبن نصير وطارق إبن زياد ولماذا عزلهما الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك؟ هل توفي طارق إبن زياد متسولا قوت يومه وموسى إبن نصير من القهر على ماأل إليه بعد الخدمات التي قدمها للإسلام والخلافة الأموية؟ ولماذا الإستغراب ألم يغدر العباسيون بسبعين فردا من بني أمية منحوهم الأمان لتسليم أنفسهم ثم قتلوهم شر قتله وقاموا بمد بساط المائدة على جثثهم وبعضهم مازال حيا؟ العباسيون أنفسهم غدروا بأبو موسى الخراساني على الرغم من أن دولتهم قامت على أكتافه. تتكلمون عن أمجاد الماضي والتي لو فهمتوا وعرفتوا تلك الأمجاد على حقيقتها لدفنتم رؤوسكم في الرمال. مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة http://science-culture-knowledge.blogspot.ae/2016/02/blog-post_26.html الرجاء التكرم بالضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة النهاية
التعليقات (0)