من المعروف أن الجنس البشري يحيا ويبقى بالزوجين الذكر و الأنثى , ولكل منهما خصائصه التي فطره الله عليها ..الذكورة اخشن وأقوى من الأنوثة , والأنوثة اصبر والين من الذكورة , ولكن كليهما يكمل الآخر .
ولعل ازدراء الأنوثة , واستضعافها , وإنكار حقوقها كان ولا زال في الغرب أكثر منه عندنا ,فان بعض المجامع الأوربية كان يتساءل :هل المرأة من الجنس البشري ؟ وهل لها روح مثل روح الرجل ؟ والقوانين الأوربية على مر التاريخ كانت تكرم الرجل وتنتقص من المرأة ..وقد يقول قائل أنهم ألان ارجعوا لها حقوقها وأصبحت مثل الرجل , وهذا غير صحيح .. فالغرب عاش ويعيش دائما على نظرية المصالح ,فحين وجد أن من مصلحته الاقتصادية إشراكها في العمل بجوار الرجل سمح لها بذلك وجعل ذلك نوع من أنواع التحضر , وحين وجد أنها سلعة استهلاكية مربحة في مجال الدعاية و الإعلام بجميع أشكاله عراها واستخدمها, وقال أن ذلك من الحرية والرقي بمكانتها وهو في الحقيقة إذلال واستغلال.. وقد بدأت المرأة نفسها في الغرب تفهم ذلك ألان .
وهناك نماذج أخرى وحشية لإنكار حق الحياة للمرأة في بعض أرجاء العالم , كما هو في الهند حيث انه بموت الزوج وجب أن تموت المرأة معه .! وليس أغبى من الهنود - في هذا الحكم – إلا عرب الجاهلية الذين يتشاءمون لمولد الأنثى , وقد يئودونها فتلفظ أنفاسها الواهنة تحت التراب !
وقد جاء الإسلام , دين الفطرة الزكية فاحترم الأنوثة , واستبعد كل النظرات السيئة إليها , ورفض أنواع الإهانات التي كانت تلقاها , وسن سنن تزكيها وتحميها كجزاء من الحقيقة الإنسانية .. وقد وعى المجتمع الإسلامي على عهد السلف الأولين المرأة تتردد على المساجد من الفجر إلي العشاء , وتتعلم الدين كما يتعلم الرجل , وقد تقاتل مع المقاتلين ! وقد تداوى الجرحى , بل وتدفن الموتى وتأمر وتنهى وتنصح ..ألخ
أما ألان فقد نظرت حولي فلم أجد إلا الجاهلية العربية التي فرضت نفسها مئات السنين , والجاهلية الأوربية الوافدة التي تهين المرأة وتبتذلها .. فأين ما جاء به الإسلام , أن التقاليد الجاهلية عز عليها أن يطفر الإسلام بالمرأة هذه الطفرة , فعادت تسلب ما منح الدين , وتنكر ما اقر , وتعامل المرأة على أساس أنها متعة وحسب .. فقد منعوها من الصلات في المساجد ,مفضلين كلام بعض الصحابة الذي لا يعدو أن يكون استياء من بعض المخالفات , على كلام الرسول صلى الله علية وسلم في انه لا يجوز منع إماء الله مساجد الله .!! وقد حرموها من قبل من التعليم ..لولا ضغط شديد من أولى الأمر ما أمكن تعليم النساء .
والحق أن للمرأة حقوق مكفولة وثابتة في ديننا الحنيف , ويجب أن يفرق بينها وبين ما لدينا من عادات وتقاليد , فلا يجوز تبني رأي شرعي لأنة فقط يوافق التقاليد الأعراف حتى ولو كان ضعيف , ونضرب بالحائط الأقوال الصحيحة الثابتة , فالواجب الالتزام التزاما تاما بتعاليم ديننا الحنيف , وعدم تجاوز النص القاطع , أما النصوص المحتملة و الاجتهادات الأخرى , فمن حقنا الموازنة بين الأقوال المروية واختيار ما نراه أرجح دليلا , وأجدى على الناس وأصلح لتبليغ الدعوة خصوصا في وقتنا الحاضر مع هذا التطور المذهل في جميع الميادين , فهل الفتوى بجعل وجه المرأة عورة " ولو من غير فتنة " وصوتها عورة واخذ الفتوى حكم الأمر اللازم وليس الرأي الاحتمالي ,أمر مستساغ بالله عليكم !! فهاهي ألان تتصل على العلماء وهم يتصدون للإفتاء في التلفاز و المذياع ولا ينكرون صوتها ولا يقولون انه عورة , وتقابل بعض المشايخ هنا أو هناك دون ان تغطي وجهها وتظهر في القنوات المحلية ولم ينكر ذلك ..ان تراثنا الفقهي بحر لجي , وان فقهاءنا الأولين فعلوا الكثير الجدير بالاحترام في خدمة ونفع الناس , ولكن زعم ان الصواب حكر على مذهب بعينة ,زعم بعيد عن الحق , ان من حقنا الموازنة بين الأقوال المروية واختيار ما هو في صالح ديننا في هذا الزمان ولا ينفر الناس ويربكهم ما بين حكم شرعي وتطبيق متناقضين .
وعلى نسائنا الكريمات أن لاتخاذهم العزة بالإثم ,ويطالبون بالمستحيل مع معرفتهم بتاريخ التطور الثقافي للأمور الشرعية , وكيف كانا وكيف أصبحنا , نحن ألان أفضل بمراحل عن الماضي القريب , فلا يسوغ لا عقلا ولا نقلا ان يخلو رجل بامرأة , على الصفة المألوفة في الغرب , ولكن اختلاطا على النحو الذي كان في المسجد على عهد السلف لا مانع منه : ويجب ان تحكمه آداب الإسلام في الاحتشام وغض البصر واتقاء الريبة , ففي وقتنا الحاضر للمرأة ذات الكفاية العلمية والإدارية ان تلي أي منصب , وتشير وتستشار , ولرأيها وزنه بقدر ما فيه الحق.
ومن الظلم للمرأة أن تزاحم الرجل في كل مكان وكل عمل , إذ أن الرجل سبقها في ميادين شتى وتراكمت الخبرات لدية .. وإذا ما أردنا دخول المرأة تلك المجالات التي سبقها بها الرجل وجب أن نمنحها نفس الخبرة ونفس الوقت ! وهذا بالطبع مستحيل ! لذلك عليها فتح مجالات جديدة تتخصص بها وتبرع وان توافق هذه المجالات إمكانياتها الجسمية والذهنية , وتكون في بيئة أيضا توافق العادات والتقاليد ,, والله من وراء القصد
التعليقات (0)