مع بداية الشهر الكريم أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات وبلغنا وبلغكم صيامه وقيمه ، بدأت الألة الإعلامية الدينية شن الهجوم وبضراوة على بعض القنوات التلفزيونية وبالتحديد على بعض المسلسلات الرمضانية التي تُقدم في هذا الشهر الفضيل .
هجوم عنيف من أغلب المتدينين البعض منتقد والبعض الآخر مكفر ، ولعل الهجوم الأوسع والأكبر كان ضد الفنان ناصر القصبي في مسلسله " سيلفي " ، هذا المسلسل الذي بدأ حلقاته بحلقة نارية تكشف التحول الفكري لبعض المتدينين من إنسان مغني ومولع بحب الغناء والطرب إلى إنسان متشدد يرفض السلوك السابق ويسعى بكل جد واجتهاد إلى محاربته .
بلا شك ومن دون جدال أن الدين بثوابته ومبادئه وقيمه لا يقبل التشكيك أو التقليل أو حتى مجرد المزايدة ولا يصح من عاقل ومسلم أن ينال منه أو الإساءة إلية فهو دين الله الذي ارتضاه لعباده إيمانا واحتسابا وطمعا في رضوانه وجنته ، ولكن ايضا في المقابل فإن نقد المتدينين ليس مقدس بل على العكس يجب نقد المتدينين قبل غيرهم لان فعله يسيء للدين قبل غيره .
وفي الحقيقة أن الموضوع أُعطي أكبر من حجمه وضخم من قبل بعض المتدينين المتشددين .
هذه الهجمة من بعض المتدينين على المسلسل ذكرتني بما ذكره الدكتور عيسى الغيث في إحدى ندواته ، حيث أن الدكتور ذكر أن هناك ما يسمى " بالثالوث الأسود " موجود في مجتمعنا ويستلزم علينا مكافحته ، الأول ما يسمى ( التقليدية ) حيث يكون التدين عبارة عن طقوس محددة مثل أن يكون ثوبه قصيرا ، ومن دون عقال ، وذو لحيه ، وعنده مسواك ، أما أخلاقياته وسلوكياته وعلاقته مع ربه فالمفترض أن تُبنى على المسامحة وعلاقاته مع العباد على المشاحاه .
والثاني هو( التطرف والغلو ) حيث نجد لدينا معنى عجيب وغريب وهو أن كلمة " متدين " لا بد أن تكون متشددا وكلما حرمت أكثر أصبحت متدينا أكثر .
والثالث ( الحزبية ) وتعني الحزبية التنظيمية الحركية وقد تكون قبلية أو إقليمية أو طائفية أو مذهبية.
تركي محمد الثبيتي
trk1400@
التعليقات (0)