مواضيع اليوم

هل العرب في حاجة الى ختان فكري؟

mariam al sayegh

2009-07-10 20:30:56

0

إذا كان الختان يقلل من عملية اللذة الجنسية حسب ادعاء إحدى المجموعات العربية على الفيسبوك فما هو السبب الذي يجعل العرب أشد ميلا و غوصا في اللذة الجنسية من باقي العالم رغم أنهم مختنون؟
ثم إن مؤشرات السياحة الجنسية في العالم العربي دائما في تصاعد.و تلك المقولات المتداولة التي تستهدف دولا عربية على أنها مختصة في السياحة الجنسية هي فكرة خاطئة لأن المواطن العربي الذي يضيق به الحال في بلده الذي يضع قيودا للظاهرة إنما الحل عنده أيسر و يتجلى في السفر عند مصدر الخدمة.إن المسألة لا تخص جديدا أو إبداعا يتغنى به عربي أمام آخر مدعيا بأن بلاده هي مهد السياحة الجنسية أو أي خدمة من هذا القبيل و إنما حقيقة الأمر هي وجود داء ينخر الجسد العربي و كل أعضاءه و إن لم يغزوها المرض فهو في الطريق إلى غزوها.
من القبح أن الإنسان العربي يعتبر عبدا لأجهزة التحكم التناسلية و هذا من الأسباب التي تجعل منا نغوص في عوالم جنسية خاصة بنا.أما الدول المتقدمة فلديها أجهزة تحكم غير شاذة و حتى هذه الدرجة من الشذوذ التي نعيش فيها لا تشعرنا و لو بذرة من الخجل من أنفسنا و هذا هو منتهى الوقاحة.
من واجب التاريخ علينا أن يدون سيرتنا الراهنة مع تذييل في أسفل صفحاته بأننا نحن الذين ندعي أمة الإسلام و نحن الذين إذا أتتنا المذمة من أجنبي نملأ الدنيا نحيبا و تنديدا و لو أن هذه المذمة هي أصلا رسائل و تنبيهات كان من الأجدر لنا أن نفهمها إنذارا على أننا في حضيض التاريخ.و نحن بالمناسبة نندد ليس إلا؛ نددنا حول مأساة فلسطين و حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول و نددنا و نددنا ولا زلنا.
نحن لا نعيش وضعا سليما حتى نتفاءل به و هذه حجة للذين يصفوننا بالمتشائمين ؛وضعنا سيء للغاية و الادعاء بالعكس هو في حد ذاته خيانة منا.
و هنا أجزم بأن أغلب القرارات لكبار القواد العرب و مسؤوليهم مستلهمة من أحاديث أفرشة النوم المحرم.هناك قرارات تتخذ و لازالت عالقة بها روائح النبيذ .
ميلنا الجارف نحو اللذة الجنسية ليس مرده إلى الختان أو عدمه بل مرده إلى حاجتنا إلى ختان فكري شامل .و هذا هو الوجه الآخر لتلك الفكرة التي تقول بإعادة تهيئة أوراق اللعبة.
إن العادات العربية تدل على ميولاتنا العميقة نحو المرأة.نحن نضعها في المراتب الدنيا و لكن في الحين لدينا ميل نحو عبادتها و الانصياع لها.في ليلة الدخلة ننتظر من العريس أن يظهر لنا براعته في التنكيل بالعروس جنسيا.إن لم يرق دمائها فرجولته منعدمة.و هناك المزيد من الأعراف التي تجعل البون شاسعا بيننا و بين حقيقة المرأة.أليس هذا دليلا على أننا أمة من مصاصي الدماء؟لقد قال شكسبير على لسان أحد أبطاله بأن العرف وحش يكاد يلتهم كل طبيعة.
و مؤخرا أمام الاملاءات الأجنبية أذعنت قياداتنا للغرب و اتخذت خطوات خجولة لصالح المرأة.و كيفما كانت الخطوات المتخذة أليس هذا دليلا على ضعف الشخصية بحيث أن بعض الاملاءات أحرجتهم أمام الدين وجها لوجه و استدعى الأمر من فقهائهم البحث عن مخارج سفسطائية لتحيين الأمر من الناحية الدينية.
و لم يجرؤ فقيه على الاعتراف بتشدد الدين إزاء المرأة باعتبارها كيانا ناقصا و هكذا ضاع حقها في الإرث مثلا...
إننا مسلمون و عرب، هذا لا جدال فيه. و لكن أمامنا أسئلة ضخمة يجب المغامرة في طرحها جهرة و تصحيح الأوضاع .....

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !