مواضيع اليوم

هل الرومانسية علم ؟

فريد دولتي

2010-08-23 03:00:40

0

إلا غراء هو احد الأمور التي تجعل الجنس مثير ، هذاا الأمر يتفق فيه الإنسان مع الحيوان ، فبدون الإغراء تصبح مسألة الجنس لا معنى لها ، فالحصول على ذرية ، ودوام الحياة , ولإكمال دورة هذه الحياة , منذ الولادة إلي الموت ودواليك … وجدت هذه الغريزة فقط .

لكن بقدر سهولة الحدث ، أصبح التزاوج والطقوس المحيطة به، يجعل من البشر أحيانا مثل المعتوهين ، فلصناعة طفل صار الوضع يشكل أكثر صعوبة ، ، يأخد صفة التعقيد ، نحو شخص تعتقد انه محور اهتمامك ، لتشكل معه شراكة ، تحسب فيها الارباح والخسائر… هذا الاهتمام يصنف على انه شعور متعال من الحنان ، يصل الي ما يسمى بالحب ، يسلك فيه الناس طرق متعددة ، لاينقصها خطط مرسومة تعتمد على ذكاء فطري، لسرقة الاهتمام او تسويقه عبر مكافأة ، سواء كانت شراء الزهور، او كتابة الشعر، المهم هو عقد هذه الشراكة بطريقة سريعة ، احيانا سريعة جدا ، لتسقط كل المسميات امام مسمى واحد خلق من اجله البشر ، بعيدا عن كل المثاليات ، الا وهو العمل الحقيقي " بويضة مقابل حيوانات منوية "، هذا هو العنوان الرئيسي ، نحاول نحن ان نشكله بكتابات وزخارف مختلفة ، لنبعد عنا صفة الغريزة …حتى لا نكون في مرتبة متدنية …انا كذلك ، ولكنها الحقيقة.

الرومانسية عند البشر تثير ضجة رهيبة حول الكثير من الامور، ولكن يبقى الطعام والشراب حاجة تسقط امامها الكثير من الرومانسيات ، ان الاكل والشرب لا يقل اهمية ابدا في المحافظة على النوع مقارنة بالزواج …ولكن الا توافقني الرأي بأن يمكن للعازب ان يعيش ، ولكن لايمكن للجائع ان يفعل ذلك ، يبقى ان كلا العاملين شرط اساس لاكمال دورة الحياة حتى لو اختلفت الطقوس.

عند المتصوفة ، يلعب الخيال دور اساسي في الخلق والكون ، الانسان ناتج هذا الخيال ، ومن الخيال خرج العشق والحب ، فألف الشعر ، وكتب الروايات والمسلسلات عن الحب" ، فالانسان لايمكن له الاستمرار في الحياة حسب المخيلة ، الا بالحب ، فهو يعيش على الحب ، يموت من أجل الحب ،و يقتل للحب ، فالحب يخرجه من الوحدة ، ويمكن أن يكون أقوى محرك له للبقاء على قيد الحياة".

لقد دأب العلماء كثيرا ، لمعرفة السبب الذي يجعل كل منا معتوه وهو يجري وراء الحب ، لماذا لا يكف الانسان طالما هو ينبض بالحياة عن الجري خلفه ، لماذا لا يوفر عليه عناء المراقصة والمراوحة والغزل ، لماذا يصر على الم الفرح والحزن ، هل للحواس كاللمس والسمع والنظر دور خلال عمليات كيمائية داخل الخلايا العصبية، او ان الامر هو اعقد من ذلك.

ببساطة كبيرة ، و بتعقيد اكبر ، العلماء يصرون على أن الحواس هي اللاعب الاساسي في الجذب ، حتى وان كان الظاهر يشير الي أن مهام الحواس قد كسلت نتيجة التطور ، الا انها الفاعل رقم 1 ، وان ما يسمى بالفريمونات هي المركبات الكيمائية المسئولة عن الحب ، وان الحب ما هو الا مجرد عادة وتعود ،" ولو كان الفنان الجميل سيد مكاوي على قيد الحياة لغنى لهم بقى دي هيا المحبة"

…هذا ما يقوله العلماء ، فماذا يقولون المتصوفة … الذي لم يقضّ مضاجعهمَ وأَرَّقَ ليلَهم وأَقلقَ نهارَهم مثلُ الحب فما من كلمةٍ لهجَ بها هؤلاء وترنَّموا بها في أَناشيدهم وأَشعارهم مثلُ الحب فالحبُّ مذهبُهم ، والحبُّ مشربهم ، والحب دَيدنُـهم ، فالمتصوفة من مبدأ أَمرهم إلى نهاية مَطافهم إلاّ عشاقاً والِهين ؟! فسُكر هؤلاء هو قربُهم ووصالهم ، وساقيهم هو محبوبُهم ، وكاساتُهم هي تجلياتُه المتعدّدة ، وما الفناء والبقاء ، والتجلّي والمشاهدة ، والقَبْضُ والبَسْطُ ، والفَرْقُ والجَمْع وما شابه ذلك إلاّ مصطلحاتٍ تعبّر عن أحوالٍ تنتاب القومَ في سلوكِهم وتَرقيّهِم في ميادين الحبّ والقرب والمعرفة . حتى إنّ كلامهم في الزهد وذمّ الدنيا ، والردّ على المنكرين ، يرتبط – ولا شك – بهذا الحب ويرجع إليه ؛ فهل أعرض هؤلاء عن الدنيا ، وتخلَّوا عن مَباهِجها ومُغرِياتِها ، وتَحمَّلوا لوم اللائمين ، إلاّ من اجل الحب.

فاذا قال العلماء الحب عادة من اجل الجنس ، قال المتصوفة
فدعني مِن تغَزُّل قيسِ ليلى ومن أبياتِ شِعر جميلِ بُثْنِ‏
فبي شغَفٌ عن الأشعارِ يُلهي وبي طرَبٌ عن الأوتار يُغني‏
أُغنّي باسمِ حِبّي لا أُكَنّي وإن أَكُ قد كنَيتُ فذاك أَعني‏
وما نفعي بدار لستَ فيها وأنتَ القصدُ يا أقصى التَّمنّي‏

أما أنا فأقول ، فليقل العلماء ما شاءوا ، فانا أسافر إلي الحب أينما وجد ، وسيلتي في سفري الموسيقى والشعر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !