مواضيع اليوم

هل الحياة وحيدة .. أم أننا وحيدون!!

محمد غنيم

2009-05-20 08:09:43

0

غموض قاتل يلفني كلما تساءلت عن حقيقة الحياة، تلك التي نحيا بها، ولا أعرف الإجابة عنها حتى وإن فكرت بها أو ربما خرجت ببعض النتائج التي ترضي فكري الخاص وأحاسيس الخاصة.

 

كثيرون يقولون أن الحياة معقدة، وكثيرون من يختلفون في هذا الرأي فيقولون أنها بسيطة، وكثير ما أعبر عنها بيني وبين نفسي، أنها غبية، الحياة غبية. وأحياناً أعتقد بأنها ذكية لدرجة أنها على قدرة هائلة في إخفاء حقيقتها ..

 

الحياة وحيدة، هي كذلك، ونحن المليارات من البشر بجمعنا الغفير الغفير وحيدون في وحدتها، ومتسائلون عنها، ربما لو تركنا السؤال عنها لارتحنا قليلاً من فوضاها أو رتابتها المفاجأة، لكنها دائماً موضع تساؤل.

 

هل أحب الحياة أم أكرهها، صور الموت والقتل والجريمة والظلم والحرمان تحيط بالإجابة على هذا السؤال، رغم أن الحياة قد لا تدري ماذا تفعل بنا؟، وربما هي لا تدري من تكون، فلا نعرف نحن من نكون، وبعملية تبادلية نحب الحياة لحظة ونكرهها لحظة أخرى، ولا أعرف هل نحن متعادلون في كرهها وحبها، أم أننا نكرهها أكثر مما نحن معجبين بها.

 

كثيرون من صوروا الحياة على أنها امرأة جميلة جداً، غاية في الجمال، وكثيرون من اعتبروها طفلة صغيرة تركض في رياض العمر، وكثيرون من مارسوها على أنها الشيطان الأكبر الذي يحيط بأعتى قوي منا، عندما تنتهي بالموت والعدم.

 

ترى هل تموت الحياة مثلنا نحن البشر، أم نغادرها لتستمر، كأننا وقود الزمن القادم، ولا حياة دون بشر يموتون، بكل الوسائل، فحتى كل علامات القيامة في الديانات السماوية تؤسس لانقراض البشرية قبل نهاية الحياة.

 

وبين كل المشاعر والمعلومات التي تمر على أفئدة البشر عن الحياة، يتعب المرء منا في مرحلة ما، يسأل كل الأشياء المحيطة به، ليولد الفن والشعر والحب، ويولد أيضاً العنف والحرب والقسوة والفساد، فتتحول الأفعال لحركة مستمرة تعبر عن نتائج ما نخرج به من معنى دفين وشخصي في أعماق كل واحد منا عن الحياة، نقدم أنفسنا وقوداً لها، لنستمر، لكنها تهزمنا فجأة لتستمر هي ونذهب إلى حيث لا ندري تماماً ما يجري بعد رحيل كل واحد منا.

 

أعتقد أن مقالتي هذه تحتوي على نسبة عالية من التشاؤم أو الاكتئاب، لكنها فعلاً خرجت نتيجة لحظة بائنة بينونة كبرى، عبرت عن مشاعري تجاهها، تلك التي ندعو لها بطول العمر، ونغتالها، ونؤمن بها، ونكفر بها، الحياة .. الحياة ..

 

mgnaim@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات