يوحي عنوان المقال بأننا على أبواب حرب، فهل هذا صحيح؟ أعتقد نعم، فنحن اليوم على أعتاب حرب قد تكون حرباً فاصلة، وقد تكون نهاية الحروب في منطقة الشرق الاوسط، لأن الكاسب فيها هو من يرسم خريطة الشرق الاوسط وفقاً لمصالحه.
لكن أين حدود هذه الحرب، وهل هي مقتصرة على نطاق جغرافي محدد، أم ستكون حرباً عالمية، تشارك فيها دول وأحزاب وحركات وشعوب، وما هي ارهاصات هذه الحرب؟
أعتقد أن ارهاصات الحرب تتزايد يوماً بعد يوم، فسباق التسلح على أشده، والتصعيد الاعلامي في أعلى معدلاته، والمناورات العسكرية لم تتوقف، والتحالفات الاقليمية والدولية تشكلت وأصبحت واضحة ومكشوفة، ولكنني أعتقد أن الشيئ الذي لم يكن في حسبان البعض هو حدود الحرب ونتائجها وتداعياتها...
خرج السيد جون بولتون السفير الامريكي السابق في الامم المتحدة بتصريح صحفي مفاده ان امام اسرائيل ثمانية ايام لتوجيه ضربة عسكرية لمحطة بوشهر النووية الايرانية، وانطلق بولتون من تحديد السقف الزمني بثمانية أيام وهو موعد تزويد روسيا مفاعل بوشهر الذي يطل على الخليج العربي بالوقود النووي، وكأن السيد بولتون حريص على منطقة الخليج وسكانها ويخشى أن يتسبب ضرب المفاعل الى تسرب اشعاعات نووية وتلوث بيئي خطير يهدد الأمن المائي والغذائي والصحي لمنطقة الخليج العربي بأكملها.
ومن تصريحات السيد بولتون والعديد من قادة اسرائيل، والولايات المتحدة والغرب عموماً أن الوجهه الجغرافية للحرب القادمة هي ايران، وأرى أن في ذلك اغفال لسياسة المحاور والأحلاف في المنطقة، فأعتقد أن ضرب ايران أصبح اليوم شرارة البدء في حرب اقليمية كبرى، سيكون لها تداعيات سياسية خطيرة، وسيشارك فيها أطراف عديدة، وقد تلقي بنتائج عكسية ضد المصالح الصهيو أمريكية تتمثل في اسقاط أنظمة موالية للادارة الامريكية، واشعال جبهات مقاومة مسلحة شعبية تهدد المصالح الغربية، وتداعيات ذلك على سوق الطاقة، والازمة الاقتصادية العالمية، وعلى الأمن والسلم في العالم أجمع.
تلك التداعيات هي من تؤجل قرار الحرب، كون نتائجها غير محسوبة، فهل ستأخذ اسرائيل على سبيل المثال بتصريحات بولتون، والإجابة تنطلق من مدى تحمل اسرائيل وجهوزيتها لتلك الحرب، فعلى سبيل المثال هل تحتمل اسرائيل أن تتعرض لسيل جارف من الصواريخ من كل الجبهات المحاذية؟ أعتقد أن طبيعة المواطن الاسرائيلي لا تتحمل حرباً بهذا الشكل، بينما الحماقة والعنجهية الصهيونية قد تخالف ذلك وتذهب الى الحرب، ولعل من أبرز المتغيرات التي شهدتها المنطقة أنه حتى حرب 1982 كانت تعتمد اسرائيل على أرض الخصم في ادارة حروبها، وتبقى جبهتها الداخلية مستقرة، ولكن المعادلة اليوم اختلفت، فجميع الأراضي الاسرائيلية المحتلة اليوم هي عرضة للصواريخ الباليستية والمحلية والتي باتت تتوفر بأعداد هائلة عند قوى المقاومة فكيف هي عند الدول وتحديداً ايران!!!
لكن هذا التأجيل لن يستمر طويلاً، وبالتالي سيكون أمام الغرب خيارين لا ثالث لهما وهو أما الحرب على منهج المقاومة والممانعة أو الاحتواء، وهذا يتوقف على مدى انسجام هذا المنهج وتوحده أمام المشاريع التصفوية، ومدى تأثيره على الرأي العام العربي والاسلامي والدولي.
وهذا يعيد طرح السؤال من جديد هل الحرب القادمة هي آخر الحروب؟ والإجابة نعم لأن هزيمة محور المقاومة والممانعة في هذه الحرب، تعني انتصار المشروع الصهيو امريكي في المنطقة، وبذلك نكون على ابواب الشرق الاوسط الكبير حسب الرؤية الاسرائيلية، والشرق الاوسط الجديد حسب الرؤية الامريكية.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)