لفظ الحجاب تكرر في القرآن سبع مرات ، وليس في هذا التكرار ما يدل على إستعمال لفظ الحجاب بصفته زي للمرأة
وتجد هناك من يقول بأنه :
لا يجوز ان تتعبد المرأة المسلمة المؤمنة .. باي عمل تكليفي من فروع الدين إلا و تكون لابسه الحجاب الشرعي و بدونه يبطل العمل .
ولاحظ هنا تحديد صفة المرأة المسلمة المؤمنة وربط تلك الصفة بذات الحجاب الشرعي
أي بدونه لا تصبح المرأة .. مسلمة أو مؤمنة ، وتبطل جميع أعمالها .
وأتساءل :
ماذا عن الإيماء المسلمات وما موقفهم من الحجاب .. وما موقف إيمانهم وإسلامهم وكونها إمرأة ؟؟؟
لو كان الحجاب حقا ً شرع من عند الله .. ألم يكن من الأجدى آلا تتعدد المفاهيم حول صوره وهيئته ؟؟
وهل يصلح التشريع لينطبق على إناس ولا ينطبق على إناس أخرى من نفس الجنس ، بمعنى هل تنطبق شروط الحجاب على الحرة دون الأمة ؟؟
وهل هناك ما ينتقص من كون الأمة .. إمرأة ؟؟
وقبل أن تكون أمه تباع وتشترى وتستغل .. ماذا كانت ؟؟؟؟
وما موقف درة عمر بن الخطاب منهن ؟؟
وهنا يحق لنا القول :
{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } الأنعام:114
وتعالى معي عزيزي القارئ لندلف سويا ًإلى مفهوم الحجاب :
أولا ً : الحجاب في القرآن
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كثيرا ً منا كمسلمين نستوعب مفهوم لفظ الحجاب بوصفه زي إسلامي للمرآة ، خاصة غطاء للرأس ، وعرفه البعض على كونه : ستر جميع اجزاء الجسم عدا الوجه و الكفين امتثالا لأمر الله تعالى في الآية القرانية الكريمة بالتكليف للمسلمات بلبس الحجاب الشرعي ، ولست أدري من أين أتى المشرع بلفظ الحجاب هنا :
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـانُهُنَّ أَوِ التَّـابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } النور 31 .
والأمر الشرعي هنا .. ليس الحجاب .... إنما جاء الأمر هنا : بغض البصر ، وحفظ الفرج ، وعدم إبداء الزينة ، وهنا يحق لنا أن نتساءل عن مفهوم كلمة الزينة الوارد بالآية الكريمة ، ّترى هل لديكم تفسير غير ما تتعلموه من السادة العلماء !!
أم
أن مفهوم ستر الزينة المقصود يكون : هو ستر ما تتزين به المرأة ، خارجًا عن أصل خلقتها.
ومعنى الاستثناء في قول الله تعالى : { إلا ما ظهر منها } أي كل ما يظهر اضطرارًا .
والجيب : هو الصدر ، وبمعنى أوضح لم يكن هناك آبان هذا الزمن وما قبله الزي بمواصفاته الحاليه ، بل كان مجرد ثوب من القماش تفتح به فتحة لدخول الرأس ويحاك من الجانبين ، ويقول القرطبي : أن النساء زمن النبي كن يغطين رؤسهن بالأخمرة ويسدلونها على الظهر فيبقى النحر مكشوفا ً فأمر بإسدال الخمر على الجيب أي الصدر .
والخمار : هو كما غطاء الرأس للرجال .. كعادة وسلوك ملبسي صحراوي إتقاء ً للشمس الحارقة في بادية الصحراء ، وهو زي للمرأة من زمن طويل قبل ظهور الإسلام .
ويتشدد البعض في تعريفه وفهمه وتعصبه ، وألزم المرآة بالتحجب مع تغطية العين اليسرى دون اليمنى ، وهناك من طالبها بأن تكون كالغراب الأسود .
فلماذا خلقها الله عز وجل على صورتها التي عليها ( في أجمل صورة ) ؟؟ هل من مجيب ؟؟ والأهم هو .. كيف تجرأ الفاتي بالقول على الله ليحول صورتها إلى غراب إسود ؟؟
{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ } يونس:17
والذي لا يعلمه الكثير منا أيضا ً أن لفظ الحجاب تكرر في القرآن سبع مرات ، وليس في هذا التكرار ما يدل على إستعمال لفظ الحجاب بصفته زي للمرأة .
{ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } الأعراف 46
} وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً { الإسراء 45
} فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {مريم 17
} يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱلْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً { الأحزاب 53
{ فَقَالَ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ } ص 32
{ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَٱعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ } فصلت 5
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } الشورى 51
وإنما جاء هنا الحجاب ليدور معناه حول الستر والحيلولة والمنع وليس كزي للمرأة !!.
فمن أين جاؤا بالحجاب فريضة يا أختاه ........ !!!!!!!
وللرد على هذا التساؤل
لنا لقاء آخر بإذن الله
التعليقات (0)