قبل سنوات كنت في زيارة لأحدى الوكالات الكبرى للسيارات، ولفت نظري وجود ملصقات وبروشورات صممتها واصدرتها الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة تحمل رسالة مباشرة مختصرها «بأن توفير مبلغ بسيط من الريالات لا يساوي التضحية بعمر الانسان» وهي رسالة توعوية جميلة تهدف الى توجيه كل من لديه مركبة بأن يراعي قيمة الحياة قبل التفكير في الوفورات المادية البسيطة فلا يلجأ الى شراء قطع غيار مقلدة لها اثر ايجابي في زيادة الحوادث المرورية.
وما لفت نظري واثارني اكثر هو اننا نعلم ان هناك حملات من وزارة التجارة والصناعة ضد المنتجات الاستهلاكية الغذائية المنتهية الصلاحية، والاشرطة والاسطوانات المدمجة (DVD وC.D) المقلدة، اوالعطورات .... الخ ونقرأ من حين لاخر بأنه يتم اتلاف كميات كبيرة من هذه المواد، ونعلم انه باستخدامنسخة واحدة من الشرائط والاسطوانات المدمجة يتم طبع الآلاف وبيعها دون دفع حقوق النشر. او تتم تعبئة العطور العالمية محلياً، وهذه من اسباب الحملات التفتيشية وهي استخدامات لا تودي بحياة الانسان. ولكن ما استغربه حقيقة هو عدم وجود حملات مشابهة على قطع غيار السيارات المقلدة لمصادرتها واتلافها وهي التي قد تودي بحياة السائق او من معه، خاصة اننا نعلم ان هذه القطع تدخل بكميات كبيرة من خلال المنافذ، واحياناً يتم بيعها بالمزاد اذا لم يستلمها اصحابها المستورديون لها. وبالتالي يسمح بوصولها الى المستهلك وهي قطع غيار مقلدة لا تخضع للمواصفات القياسية وتعتبر قاتلة. وكل ما تفعله بعض الجهات مجتهدة اصدار نشرات توعوية تطلب من الناس عدم شراء هذه القطع، فهل تكفي التوعية:؟ ام ان الأمر يحتاج الى اتباع نفس الآلية الصارفة المستخدمة مع الاسطوانات المدمجة والمواد الاستهلاكية الغذائية والعطور المقلدة.
التعليقات (0)