مواضيع اليوم

هل التلريخ أهزوجة كاذبة ، و{حلبجة} أمضاءها الأخيرة....؟؟

إبراهيم بركات

2009-04-14 17:23:53

0

- هل التاريخ أهزوجة كاذبة
و{حلبّجة} أمضاءها الأخيرة .... ؟؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أبراهيم بركات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبر التاريخ بشقيه القديم والحديث، كثيرة هي المدّن التي دفعت ضريبة سواء كونها بؤرة ثورية أو وقعت ضحّية حالة تمردً ما، أو بحكم جغرافية موقعها . منذ حضارتي سومر والأغريق ، وذاكرة البشرية في عصرنا الراهن، متخمة بالمآسي التي حلّت بالكثير من المدن رغماً عن إرادتها
ناغازاكي و هيروشيما اليابانيتين ، غارنيكا، سراييفو، وأخيراً غزّة .

أما كردياً ، فالجرح الكردي النازف منذ بدء الخليقة, وبواكير تشّكل الحضارة البشرية، وحتى اللحظة الراهنة جارفاً معه الممالك والمدن التي كان قدرها أن تدفع ضريبة كرديتها، فمن حضارة ميديا إلى مملكة سورباتو و أوركيش ، إلى جمهورية مهاباد ، ناهيك عن إمارة هنا و ولاية هناك .
لكن تبقى حلبّجة ، تاريخٌ بحد ذاته يكتنز ذاكرة يقسم بها التاريخ إلى شقين أو فلقتين أو ... قل ما شئت من المصطلحات .

كون التاريخ يبدأ منها حين ينتهي ماعداه من التواريخ التي وصمة الضمير الإنساني الحي ببصمة تؤخزه إلى ما لا نهاية
حلبّجة مدينة رزحت تحت حمم قنابل النابالم والغازات الكيمياوية ، التي خلفت أكثر من 12 ألف ضحية بين شهيد ومشوه. كل ذلك لم كافياً ليستدعي الضمير الإنساني إلى صحوة ما في لحظة منفلتة من التاريخ. لا لشيء سوى أن الضحايا هم كوردّ ربما لأن الحياة ليست جديرة بهم أو أنهم غير لائقين بهذا العالم الصاخب .

لتغدو التاريخ في ضمير ووجدان كل كردي أهزوجة كاذبة و{ حلبّجة } أمضاءها الأخيرة ، ونخب الفضيحة على ولائم الآلهة .

ليحمل الكردي جرحه و- حلبّجاه – وجعبة مليئة بالألم والمعاناة ، وأحلاماً لا تنتهي إلا في يقظتها المستهابة ، ليمضي إلى أفقه اللامتناهي ، متعالياً على خرائط الكون قاطبة ومعايشاً أحلامه ، مساكناً وطناً بجحم عيني من يحب، وتبقى كردستان قبّلتهُ، وجحار حلبّجة كعّبته الأبدية .

أنه الكردي بكل غرائبيته وعجائبيته ، بل وأندهاشه المؤثر.

-        للكردي طريقته وطقوّسه الخاصة يمارسها غير آبهاً بكل ما يجري في هذا العالم ، وطالما المآسي والويلات مستفحلة في ذاكرته وهي ركائز أساسية في مواجهته وصراعه المستميت مع الحياة ومع من سلب أرضه وطمس تاريخه ، ولا يتوانى في ألغاء هويته . غير أن الكردي لا يفوته فرصة ليثبت قدرته على المواجهة و التحدّي ، ومن أوجه هذا التحدي أطلاق أسماء تحمل في معانيها ودلالاتها ما ذهبنا إليه آنفاً.
وكأحتفاء بفاجعة بحجم كارثة – حلبجة - سارع الكثير من الكورد إلى تسمية بناتهم بـ { حلبّجة } تيمناً بهذا الجرح الذي لم يلتئم بعد ، وحفاظاً لذاكرة ما برحت من حمل المأسي والفواجع .

    

- حلبّجة، وليمة الآلهة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حلبّجة ، حلبّجة ....

بينكِ وبين عاصمة الرشيد

ناموس الآلهة، لـ هولوكوست جديد

فطيرة - نيرون – على مائدة التاريخ

صدى محرقة ، تنبأنا بقيامتنا الأولى

نمضي حاملين الصليب، على طريق الجلجلة,

تصدع الثالوث ،

فأستفاق الشرق على {تسونامي} القبح

تثير الغرائز والشهوات

 

وبيني وبين ....

مهد الأمويين ،حقيبة سفرٍ

وسيف معاوية.....

ذاكرة وطناً، لا تجيد إلاكِ

صومعة شاعرٍ ، تهندس ألقكِ في حضرة الآلهة

وبحميمية لا متناهية, أرنو في المدى

أنتظر جغرافية الكلمات, وتضاريس القصائد

لتمائم أعلقها على مشجب - عامودا –

وأتوق لملاقاتكِ في ذروة نشوة مشتهاة

 

 

حلبّجة, حلبجة .....

وسائد حلماً, لغيبوبة التاريخ, نتشظى خلف متاريسها

قبل صلاة الفجر

فيباغتنا (بيرون العصر) بأزاهيره النتنة

وتنبأ لنا العرافة بـ " زيدٍ " جديد, لكربلاءنا المسبّي

لتغدو سحبٌ لشمال الله، يحدونا الإيائل

وجومٌ يأخذنا إلى صمت الهياكل

والرعود الحبلى بنا، منذ عهد القرامطة

 

حلبّجة، مدينةٌ تخلى عنها ذاكرة التاريخ

فكتبت رسائلها السكرى على خرائط العبث

حلبّجة، تكتنز فينا الحكايا، وما زلنا على قارعة فضائح

التاريخ وتلاوينه الباهتة

وصيصانه المغلوبة على أمرها

 

أنتِ الذاكرة، والذات

أغوتنا ولائمكِ، يتبادلون الهزائم

للحظات نلتقط أنفاسكِ، ونرتل ترنيمتكِ على مذبح الرافدين.

 

لنتأكد لاحقاً
بأنكِ مضيتِ كنيزكاً مبتور, ودون ألتفاتة نحو خرائط أكثر تيهاً

لتغوين تاريخاً لا يجيد سوى شهوة أحتراق تقاويم متخمة بالموت

نلتقط أنفاس الريح، وندرك ما فاتنا من اليقين

 

حلبّجة, حلبجة....

بقينا على ولائم مدنٍ ، لم تستفق من سبُاتها

ونحن ننتظر

صمت الآلهة يفرغ خواء المدينة

وإنتِ، تأخذنا إلى مثوانا الأخيرة

كأهزوجة ألتقطتها طيف الأنبياء

لتغدو أكذوبة على موائد الآلهة

نتأهب لملاقاتكِ ،

فيدّوننا - كاوا- جديد

في كراريسكِ الخاصة

ليدّوي صخب أنهمارنا

على سيمفونية التاريخ.....!!!!!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !