في شكوى عاجلة أعقبتها دعاوى أمام المحاكم البريطانية لتستصدر بموجبها قراراً قضائياً فورياً بالقبض واعتقال المجرمة (تسيبي ليفني) وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة والتي رصدتها عيون شهود عيان تلقي خطاباً بإحدى قاعات المؤتمرات بلندن ..
تقدمت بتلك الدعاوى منظمة متعاطفة مع الحق الفلسطيني ومنددة بالمجزرة الإسرائيلية على غزة في عملية الرصاص المصبوب والتي بعد عشرة أيام ستحل ذكراها الأولى ..
و في تمام الواحدة ظهر اليوم الثلاثاء صدرت من المحكمة البريطانية مذكرة اعتقال عاجلة بحق المجرمة "ليفني" تعممت على جميع دوائر الجهات الأمنية في بريطانية والتي انتهت "بعد البحث" إلى عدم العثور على "ليفني" بالأراضي البريطانية .. حيث رجحت مصادر أنها قد تم تهريبها من الأراضي البريطانية بجواز سفر مزور فور معرفة خبر القرار باعتقالها ..
وبحسب صحيفة العرب أون لاين الالكترونية فإن حكومة حماس الفلسطينية المقالة كانت وراء تحريك الشكاوى والدعاوى المطالبة بملاحقة واعتقال ومحاكمة "تسيبي ليفني" ضمن مجرمي الحرب الصهاينة .. حيث شكلت ما تسمى "اللجنة المركزية للتوثيق وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين" والتي استعانت بمحامين بريطانيين ومنهم من أصل عربي لتحريك الدعوى الجنائية ضد ليفني أمام القضاء البريطاني..
وقد اعترفت إسرائيل بصدور مذكرة الاعتقال بحق وزيرة خارجيتها السابقة واعتبرت ذلك "فيما يشبه الأزمة" تجاوزاً من بريطانيا "لدورها" والغير مقبول من إسرائيل والتي طالبت الخارجية البريطانية بمعالجة هذه الأزمة.. فيما لا تملك الحكومة البريطانية مثل هذه الخاصية "خاصية التدخل والإلغاء" في مواجهة القضاء البريطاني..
وبذا تحرم التراب البريطاني أن تطأه أقدام ليفني حتى الموت أو اعتقالها..
والمدهش في هذا الخبر أن بريطانيا (وبريطانيا بالذات) كانت هي بمثابة (الراعي الرسمي) لغرس إسرائيل كشوكة في حلق الوطن العربي وذلك عن طريق وعد (آرثر بلفور) الصادر في 1917 والذي مضمونه
((في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917 عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيونى علما بهذا التصريح. المخلص
آرثر بلفور وقد بذلت حكومة صاحبة الجلالة غاية جهدها حتى تحققت الغاية بخروج الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه وتشتيته في بلاد الله .. وترك الحبل على الغارب للسعار الإسرائيلي الصهيوني ليقتل.. ويسجن ..ويعذب .. ويدمر .. ويشرد ..ويحرق .. وينفي.. ويسفك دماء العزل والأبرياء من الفلسطينيين ويستولي على أراضيهم ويهدم مقدساتهم وأخيراً يمطرهم بالقنابل الحارقة والنابالم واليورانيوم المنضب و كافة الأسلحة المحرمة دولياً مما آذى قلوباً.. وأهاج الشجن لدى" أبناء بلفور" لما صنعته أيديهم بالفلسطينيين حينما رأوا على الفضائيات والبث المباشر الأطفال الرضع .. والشيوخ الركع.. تنهدم عليهم الأبنية والمنازل وتتساقط عليهم شواظ النيران المحرمة تهتك وتسفك وتفتك بأجسادهم البريئة في وحشية لم يرى لها بنو الإنس مثيلاً من قبل..
هل هي لحظة من لحظات الندم البريطاني على ما اقترفته بريطانيا العظمى في حق الأبرياء منذ قرابة القرن ؟!..
أم هي فلتة ضمير من قاض شيبه هول مناظر الاعتداء البشع من عتاة الإجرام والخسة والنذالة والدونية اليهود الصهاينة الذين لا تطرب قلوبهم ولا تطيب مضاجعهم إلا على جماجم الأطفال وعظام الشيوخ والبطون المبقورة لنساء فلسطين ..
إجرام إسرائيل يمكن لنا نحن العرب أن نكشفه ونفضحه حين نناضل في سبيل ملاحقة هؤلاء المجرمين سفاحي البشرية وسافكي دماء فلسطين العربية ..
نلاحقهم في كل مكان .. نشعرهم – طالما أن الحرب ليست في طاقتنا الآن- أننا لن ندعهم يهنأون ودماء الأبرياء ملطخة بها أياديهم القذرة ..
عندها سيتجاوب معنا .. وسيتعاطف معنا.. وسيتضامن معنا أناس كثيرون من أصحاب الضمائر الحية.. والقلوب المتعاطفة..
وليبذلوا لنا المساعدة في سبيل القصاص من المجرمين الأنذال...
التعليقات (0)