هل استوعبنا لماذا نكتب في المدونات ؟

إذا كان لابد من مقدمة

.. تختلف المفاهيم في استيعاب لماذا نكتب في المدونات ؟ في تعليقات سابقة حول الغاية من المدونات.. ذكرت ان التدوين في تسلسل تكوينه التاريخي كان وظيفة ممتهنة من قبل كتاب الدواوين لملوك و سلاطين و حكام الدول في انحاء المعمورة , و هو نظام نشأ لتثبيت حقائق الواقع السياسي و الأجتماعي و بشكل عام الوجه الحضاري للبلد المعني و يقابله في الطرف الأخر مدونيين امتهنوا المعارضة او الحيادية من نظام السلطة و من خلال تلك المدونات تلخصت الملامح التاريخية لمعالم حقبة زمن الحكم لمعظم وجوه التاريخ الذي نتداوله في حاضر حياتنا اليومية.

و بالرغم من حداثتي في مدونات إيلاف و جهلي للغاية او الهدف اللذان كانا وراء اطلاق المدونات عدا ما قرأته في شروط تسجيل المدونات لكن بصورة عامة اجد ان التواكب مع التطور التكنلوجي للصحافة الألكترونية و اظفاء نوع من الحرية في اختيارات التعبير للرأي الأخر و الذي تقوم إيلاف به هو الظاهرة الوحيدة في العالم العربي التي تكتسب صفة الحيادية في قبول رأي الشارع العربي بمختلف توجهاته و مكوناته في اطار حرية النشر..

اختيارنا لإيلاف ياتي من معايير عديدة و بشكل رئيسي حرفيتها الأعلامية و تنوع ثقافاتها التي تنسجم مع تنوع اهداف و طموحات المدونيين .. و تميزها و رقيها عن باقي المواقع الألكترونية و هنا ياتي دور المدون في ايصال صورة موازية لهذه المعايير من خلال طروحاته الشخصية في اقسام المدونات المتاحه و يكفي اننا نجد الأقلام الصحفية و الأدبية المحترفة و التي لها انتشار واسع خارج مدونات إيلاف بدأت تنافس الأقلام الفتية و المجهولة على صفحات اقسام المدونات للترويج عن نفسها بين قراء إيلاف كونهم وجدو فيها نخبة من المدونيين و القراء المتميزون في اختياراتهم و عطاءاتهم مما يعزز مكانة إيلاف الأعلامية و الأدبية.

تبقى مسألة توظيف بعض المدونيين اقسام المدونات لأغراض سياسية او تبشيرية لأتجاهات تتضارب مع سياسة التدوين هي كما تفضلت ادارة المدونات في رسالتها الأخيرة انها تحاول اعطاء مساحة حرة للتعبير عن الرأي ربما لا يمكنها ان تعالج ذلك بأنحياز الأدارة للرأي الأخر الرافض لها مما يفقد مصداقية إيلاف في حرية التعبير و المنبر و هذا متروك لنا نحن المدونون في معالجة الأمر من خلال حذف التعليق او اهمال تلك المدونات بدون تعليق بالأضافة لتسجيل تلك المخالفات لدى ادارة المدونات مع تبيان الرأي.

و يبقى السؤال: هل استوعبنا لماذا نكتب في المدونات ؟
التدوين هي ممارسة اخلاقية اكثر منها نشر الكتابات او رأي او تعليق و هي انعكاس لشخصية صاحبها سلبا و ايجابا , فليس من صفات الأنسان الحر ان يستعبد حرية الأخرين, و لا من شيم القوي اهانة الضعيف, ولا من صفات الأنسان الحضاري ان يتثمل بصفات قانون الغاب, و ليس هناك من الأديان السماوية لا تعترف بالكلمة الطيبة هي حسنة .. صاحب الحق لا يغتصب حق الأخرين بالباطل , و الكل هنا يعكس بواطن ملامحهِ الشخصية فيما يكتب للأخرين .. و ما يدوّن هنا هو من جزئيات الحاضر في تأريخ الزمن القادم .. فحين نختلف تتوضح معالم ثقافة الحوار عندنا, و حين نسخر تتبلور صورة ردود افعالنا ضد سخرية الأحداث , و حين نحترم الرأي و الرأي الأخر مع الأحتفاظ بأراءنا تتألق سماحة اخلاقنا و العكس هو الصحيح و الحليم تكفية الأشارة...

أقتراح لأدارة المدونات : لتسهيل التعامل مع ألية تشغيل محركات الروابط و الشروط و بقية اسئلة المدونيين اقترح لأدارة المدونات ان تكتب رسالة ترحيب تتضمن شروط التدوين مع جواب شامل لأكثر الأسئلة شيوعا و الواردة إليها حول الأشكالات الفنية بحيث تصل اوتوماتيكيا لكل مدون جديد عن طريق صندوق رسائله الخاص بالمدونة و ربما ترسل للجميع ايضا للأستفادة منها و بذلك تتكون ردود استباقية جاهزة لما يمكن ان تطرح من اسئلة و سأكون سعيدا إذا ما قرأت تعليق لمشرف المدونات حول الموضوع مع التقدير و الأعتذار لكوني حذوت حذوكم في اختيار القسم ..ِ