هل إن المختار حاله حال سياسيي الشيعة الفاسدين ؟!

لا يخفى على الجميع وخصوصاً العراقيين كيف إن قضية المختار الثقفي أخذت مأخذها في الناحية العقائدية والسياسية عند الشعب العراقي, وذلك بعد أن تم الترويج لقضيته من خلال مسلسل تلفزيوني بث من على القنوات الشيعية, وتكرر عرضه لشهور طوال من أجل تجميل وتزويق صورة المختار الطائفية البشعة الباحثة عن المنصب والحكم تحت شعارات كاذبة, شعارات الأخذ بثأر الحسين " عليه السلام", وهذا ما دفع بالسياسيين العراقيين بأن يشبهوا أنفسهم بهذه الشخصية وذلك لطائفيتهم المقيتة من جهة ومن جهة أخرى لأن المختار شخصية ارتكبت الموبقات والمحرمات من اجل الوصول للسلطة والحكم تشبهوا به, ولنا في المجرم المالكي خير شاهد الذي لقب نفسه بـ " مختار العصر " وهو فعلاً مختار العصر من حيث الإجرام والقتل على الظن والشك والشبهة ولأسباب طائفية, حتى غرر بالشعب العراقي من خلال هذا العنوان الطائفي الفاسد.

بل إن سيرة المختار كانت منهجاً ودستوراً لكل السياسيين الفاسدين الساعين للسلطة والجاه والحكم, وخير شاهد هو وضعهم لدستور وقوانين كثيرة معطلة, لا يتم تفعيلها إلا وقت الضرورة والحاجة الملحة بما يتناسب ومصالحهم الشخصية, وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الأولى ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) ضمن سلسة محاضرات " تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي "...

{{...هل إنه – المختار الثقفي – ترك قتلة الحسين " عليه السلام " أحراراً دون أية مسائلة ولا حساب ولا عقاب لما يقارب عام من الزمان – تذكروا هذا الموقف إن صح هذا الإستفهام وثبت واقعاً هذا الشيء الذي حصل, تذكروا ما يحصل هذه الأيام, نفس الإسلوب, نفس المنهج, الآن أتوا بقانون إجتثاث البعث, قانون إرهاب وأربعة إرهاب, ولما استلموا السلطة أوقفوا كل شيء!! لما يأتي وقت الإنتخابات تُفعل هذه القوانين, لما تضيق عليهم دائرة الخطر يفعلوا هذه القوانين, القوانين الطائفية, القوانين التكفيرية, القوانين العنصرية – إذن نقول هذا ما حصل في زمن المختار لو ثبت هذا, للإجابة على هذا الإستفهام, فهل إن المختار حاله حال سياسيي الشيعة الفاسدين السراق المخربين الإرهابيين؟ هل ترك الفاسدين وجعل عنده الأدلة والبراهين والإفتراءات والإتهامات عليهم يهددهم بها متى شاء عندما يحتاج التهديد كما يحصل الآن ؟! أقول وهل ترك قتلة الحسين " عليه السلام " أحراراً دون أية مسائلة ولا حساب ولا عقاب لما يقارب عام من الزمان حتى تآمروا عليه وأرادوا قلب نظام حكمه وحينئذ فقط وفقط رفع شعار " يا لثارات الحسين " وأخذ الثأر ...}}.

وهذا هو بالفعل واقع الحال, فنرى هؤلاء السياسيين الفاسدين ومنذ عام 2003 والى يومنا هذا لا يفعلون القوانين إلا وقت الإنتخابات, عندما يشعرون بأن خطر زوال ملكهم ومنصبهم وشيكاً, فيسارعون إلى تفعيل هذه القوانين من أجل كسب الشارع المحقون طائفياً, كما فعل المختار الثقفي الذي رفع شعار الأخذ بثار الحسين " عليه السلام " بعدما أيقن إن ملكه وحكمه زائل, فرفع هذا الشعار من أجل كسب الشارع والحصول على القوة العسكرية من أجل الحفاظ على مكانته ومنصبه.

فلا فرق بين المختار الثقفي وبين السياسيين العراقيين الفاسدين, كلهم يبحث عن قرصه, يبحث عن المنصب والجاه والسلطة تحت عنوان الطائفية, وتحت مسميات زائفة كاذبة لخداع الناس والضحك عليهم بها, ففساد هؤلاء كفساد المختار الثقفي, وكما يقال " شبيه الشيء منجذب إليه " وهؤلاء لأنهم يشبهون المختار الثقفي في فسادهم الأخلاقي والنفسي وفي طمعهم وحبهم للمنصب والجاه جعلهم يتشبهون به وبسيرته الفاسدة الطائفية العفنة.

بقلم :: احمد الملا