مواضيع اليوم

هل أنهى العسكر ربيع مصر؟

ماءالعينين بوية

2014-02-21 00:51:47

0

 شاخ الربيع، و تقلبت بدوله الأحوال، و إن نجحت  تونس في المرور  من أزمتها السياسية بشق الأنفس و بشكل مرحلي، فإن دولا كمصر و اليمن و ليبيا مازلت تصارع الذات من أجل المرور إلى بر الأمان، مع فارق بين الثلاث، فعسكرمصر أو عزيز مصر  أعاد بوصلتها إلى ماقبل الخامس و عشرين من يناير 2011 كما عزيز شنقيط. مصر التي استغرق سياسيوها من معارضين و ثورجيين و قوى وطنية أشهرا  في تعريف و تسمية ما جرى في الثالث من يوليوز 2013، ثورة أم إنقلاب ؟

انقلاب عسكري  ضد الشرعية و انتكاسة بكل المعاني، هكذا قال أنصار مرسي، عارضتهم القوى الوطنية و الشبابية الثورية  الخارجة على  المنتخب،  معارضة لم تستمر و تغيرت مع  تعامل السلطة الجديدة مع الأحداث و تراجعها عن مقررات خارطة الطريق، لتتفق الأطراف الثورية على أن انقلابا عسكريا تم، مع بقاء أحزاب متمللة  و هي على وظيفتها مذ أيام مبارك، تعارض  تحت عباءة السلطة، الجديد هو أن تيارا أعادته ثورة 30 يونيو ليمحق أحداث 25 يناير و يوزع الذكرى للمصريين أن رجلا اسمه مبارك كانت أيامه أحسن بحال من ثلاث سنوات عجاف عامرة بالاضطراب و غياب الأمن و  ضنك المعيشة، المتصدرون الآن عادوا للنيل من شباب حقق ثورة  غنى لها الإعلام  كمثال أبهر العالم، عاد العسكر، و لعلهم لم يرحلوا، بقدر ما انتظروا الفرصة السانحة، و انتقمت كل الأنظمة الاستبدادية الشائخة المترهلة من غضبة شباب أرادوا الحرية، السيسي مرشح الزعماء  العرب في مصر. 

بين الثورة و الانتفاضة و الانقلاب تععدت أسماء الخامس و العشرين و الثلاثين حسب أهواء المسمين، و لما لا نسميها نكبة الخامس و العشرين لتضاهي انقلاب الثالث من يوليوز.

نكبة 17 فبراير، هكذا عرفت  قناة ليبية تابعة لأنصار القذافي  يوم اشتعال ثورة ليبيا، و وسط الإحتفالات بمرور السنة الثالثة على اندلاع الثورة  التي تحولت بعد ذلك إلى حرب  بتدخل أجنبي، وسط الإحتفالات تظل الدولة الوليدة  الهشة رهينة المنطق القبلي و المناطقي  في  معالجة الوضع السياسي و الاقتصادي ،  في غياب مؤسسات أمنية و عسكرية  قوية تبقى   الحركات المسلحة   أو مايسمى بالمجالس العسكرية  القوة المؤثرة في القرار الليبي. مناخ سلبي يلقي بظلاله على الشارع الليبي المتوتر و المتوجس من شبح حرب أهلية قد تنشب في أي لحظة بين ميلشيات عسكرية تتموقع داخل المدن.

ماذكرني بليبيا هو مصطلح النكبة، جرأة هذه القناة و قنوات  ليبية أخرى  تابعة للنظام الليبي السابق تظهر معاداتها لثورة 17 فبراير أكثر من جرأة إعلام مصري خاص ينافق  فيسمي مبارك بالرئيس السابق و يثني على ثورة 25 يناير و يسمي مرسي الرئيس المعزول  و جماعته بالجماعة الإرهابية و 6 أبريل بالطابور الخامس المتعامل مع قوى أجنبية و اليوم يهاجم حمدين و تياره  و يتهمه بالميل إلى الإخوان...و يثنى على انقلاب 3 يوليوز بكونه استجابة لثورة 30 يونيو، المعزول مرسي كان ضيفا على قنوات بعينها، أحزاب مالكة لقنوات بعينها تحالفت مع الجماعة الإرهابية، 6 أبريل و ناشطوها و حمدين و موالين للبرادعي كانوا ضيوف الإستمرار لقنوات بعينها قبل الثلاثين و بعده إلى حين افتضاح الأمر و خروج 6 أبريل معترفة بالخديعة و توجه الإعلام إلى مبايعة السيسي رئيسا و تتويجه من الآن، نفاق يتعدى الحدود.

الجوقة الإعلامية هدفها فوز السيسي، السيسي بانتخاباته سيفوز، فوزه بالنسبة لهم نصر، بالنسبة للمصريين قد لا يكون نهاية لأزمتهم و إن اغتر البعض ممن  أضعفته و هزمته مشاكله الاقتصادية و الاجتماعية  من غلاء معيشة و  اضطراب أمن  بأن شخصية العسكري قادرة على حل أزماته.

 مع الإقصاء و الاستبداد و الفساد سيظل الحراك الشعبي قائما و إن خف نسبيا إلا أنه لن يزول  و مسبباته قائمة، وقوده  المعارضون بألوانهم إضافة إلى الناقمين الساخطين المتذمرين، إن لم يستطع السيسي حل مشاكلهم و لن يسطع  فهؤلاء سيجدون طريقهم إلى إذكاء فعاليات الإحتجاج و الخروج على العسكر مرة أخرى.

 بينما تخطو دول عربية و إن بخطى محتشمة نحو مسارها الديمقراطي السليم، يعيد السيسي مصر أدراجها،  بل و يغوص بها إلى زمن ثورات الضباط الأحرار المجيدة، فهل  أنهى الرجل  ربيع مصر؟  

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات