إذا ذهبت إلى حديقة ومعك أطفالك فالعب معهم واقفز كما يقفزون وامرح كما يمرحون ....أدخل عليهم البهجة والسرور ....لا تشغل رؤوسهم بنظرية أبو لونيوس وإقليدس ولا برأي العقاد في عمر بن الخطاب....تحدث إليهم بلغتهم ...إجعلهم يشعرون أنك واحد منهم ولست شيخا مقولبا ولا متحجرا ولا أستاذا يرهبونه ...كنا في مدرستنا الابتدائية نقابل مدرسين يعقدون لنا كل حين يوما كشفيا نبيت فيه في المدرسة ونتناول صباحا الفول المدمس والخبز أو العدس والحلاوة الطحينية ثم نقضي يوما في الشارع في طابور الكشافة يتقدمنا أحدنا ب(الطرمبيطة) والطبل الكبير...دم تر لك ترلك ...كانت بلدنا تنظر إلى الطابور الجاد سعيدة بأبناء المدينة الصغيرة ونحن نشعر أننا أبطال ثورة 23 يوليو......الملابس كانت موحدة شورت وقميص كاكي وربطة عنق الكشافة ....نمت في عقولنا عزة الدولة وأننا رجال المستقبل .....هل كانت التربية أفضل من الآن؟ هل كان المجتمع يشعر بمستقبل أفضل؟ هل كنا رجالا صغارا؟ هل خرج من بيننا قادة؟ ....نعم حدث هذا ....من زملائي في هذه الفترة من أصبح لواء في القوات المسلحة وضابطا كبيرا في الشرطة وقائدا للأركان في القوات المسلحة المصرية سابقا والعديد من المهندسين والأطباء وأصحاب الشهادات الرفيعة بل أساتذة في الجامعات المصرية ورجال صناعة كبار .....
التعليقات (0)