مواضيع اليوم

هل أنا في خطر من سرطان المعدة؟

د. فيليب حردو

2009-09-09 13:08:24

0

 


هل أنا في خطر من سرطان المعدة؟

 

إن سرطان المعدة هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعا في العالم بعد سرطان الرئة حيث إنه يسبب الموت لما يقارب مليون شخص سنويا.

انتشاره:

لقد انخفض و تراجع سرطان المعدة بصورة كبيرة في الدول الغربية و أمريكا وهو يعتبر ثامن أشيع أنواع السرطانات بين البالغين في المملكة المتحدة وأمريكا، ولكن أكثر السرطانات انتشارا في كوستاريكا واليابان وكوريا والصين وشيلي وأيسلندا، حيث يصيب عادة الأشخاص ما فوق 45 سنة، و هو أكثر انتشارا بين الرجال.

حتى الآن لا توجد إحصائيات من الدول العربية عن مدى إنتشار سرطان المعدة، لكن هناك دراسة صغيرة وقديمة نوعا ما من عسير السعودية تبين بأنه سادس أشيع أنواع السرطانات في المنطقة. وفي إيران، هناك أكثر من دراسة تبين بأنه السرطان الثاني بعد سرطان الثدي لدى النساء وسرطان الرئة لدى الرجال، و ثاني أكثر أنواع السرطانات انتشارا في تركيا مع ارتفاع معدل الوفيات.

 

أسبابه:

 

لسرطان المعدة أسباب متعددة ومتداخلة مع بعضها ومنها:

1- العدوى بجرثومة هليكوبكتر بيلوري- الملوية البوابية H.Pylori:

 

ويعتقد أن الإصابة بجرثومة الملوية البوابية التي تعيش في الغشاء المخاطي للمعدة عامل الخطر الرئيسي في حوالي 50- 80 % من سرطانات المعدة في العالم - وخاصة في اليابان- وهي كذلك المسببة بنسبة 100 % لسرطان المعدة اللمفاوي، حيث بعلاجها يشفى المصاب بشكل كامل من هذا السرطان النادر. ولذا تصنفها منظمه الصحة العالمية WHO عامل مسرطن من الدرجة الأولى.

 

و يجدر الذكر بأنه ولأسباب عديدة هناك الملايين من الناس المصابون بهذه البكتيريا و لكن معظمهم لا يصابٌون بأعراض أو بسرطان المعدة كما هو الحال في الهند وباكستان.

 

وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة لانست الطبية تبين أنه بمكافحة

جرثومة الملوية البوابية ينخفض خطر حدوث سرطان المعدة إلى الثلث. ويقول الدكتور نيكولاس تلي من مايو كلينيك- الولايات المتحدة الأمريكية في تعليق له عن خطر الملوية البوابية: ليس هناك دليل طبي أفضل بأن القضاء على جرثومة هليكوبكتر بيلوري يمكن أن يقي من الإصابة بسرطان المعدة في المناطق المعرضة للخطر، لكن للأسف ليس هناك عمل جدي في هذا المجال. وهناك بعض العلماء من يصنف خطر جرثومة الملوية البوابية مثل جرثومة السل المميتة.

 

2- النظام الغذائي:

 

تختلف الإصابة من بلد لآخر في أنحاء العالم و إلى حد ما يمكن تفسير ذلك بسبب تباين النظام الغذائي والنظافة و بنسبة العدوى بجرثومة الملوية البوابية وهذا ما قد يفسر انخفاض حالات سرطان المعدة في بريطانيا وأمريكا كثيرا منذ عام 1930 . ويبدو أن الفواكه والخضروات الطازجة تقلل من خطر الإصابة بسرطان المعدة و قد يكون ذلك لأن هذه الأطعمة تحتوي على مستويات عالية من الفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين C حيث أن الحد الأدنى الموصى تناوله يوميا هو 5 أجزاء من الفواكه والخضروات.

بينما سرطان المعدة فهو مازال مرتفعا جدا في اليابان وكوريا بسب ملوحة الأطعمة الشعبية وطرق حفظها وأيضا لنقص تناول الفاكهة والخضروات و لاستخدام المعلبات والمواد الحافظة للأطعمة، إلخ........

 

3- التدخين:

 

يمكن للتدخين أن يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان المعدة ويعتقد أنه نحو ١ من ٥ حالات من سرطان المعدة في أوروبا سببها التدخين. وإذا كان المدخن مصاب بجرثومة هليكوبكتر بيلوري فيرتفع الخطر إلى ١٧ مرة، حيث أن هذه نقطة يتجاهلها الكثير من الأطباء.

 

4. العمر:

 

العمر عبارة عن عامل خطر هام لسرطان المعدة حيث أنه نحو ٩ من ١٠ حالات (٩٠ ٪) يتم تشخيصها بعمر أكبر من ٥٥ سنة. أما في اليابان وبسبب إنتشاره فهناك نظام لتنظير المعدة لأعمار أكبر من ٤٠ سنة لكشفه مبكراً وذلك على نفس مبدأ تنظير القولون لكشف السرطان المبكر الذي كتبت عنه سابقا.

 

5. ظروف طبية وتشمل فقر الدم الخبيث وقصة قرحة في المعدة في الماضي.

 

6. وجود قصة عائلية:

 

إن تاريخ الأسرة مهم و ينظر إليه على انه احد عوامل الخطر لسرطان المعدة، وليس واضحاً فيما إذا كان هذا بسبب الوراثة ، أو لأنها تتقاسم مع عوامل الخطر الأخرى كالعدوى بجرثومة هليكوبكتر بيلوري...الخ، و يحصل سرطان المعدة هنا بأعمار أصغر سنا، مثلا ٣٠ بدلا من ٧٠، وربما بسبب الطفرات الجينية لسرطان المعدة. لذا يفضل الكشف عن وجود العدوى بجرثومة هليكوبكتر بيلوري عند أهل المصاب وعلاج كل أفراد العائلة المصابين بها إن وجدت.

 

7. انخفاض الحصانة بسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز أو بعد زرع الأعضاء.

 

8. الأشخاص الذين يتعرضون أثناء العمل لغبار المعادن والتعدين واستغلال المحاجر أو قطع الحجارة.

 

9. زمرة الدم A.

 

 

 

انتشاره في دول الشرق الأوسط:

 

هناك نقص كبير في البيانات عن مدى تقييم الخصائص الوبائية للإصابة بسرطان المعدة وعوامل الخطر لحدوثه في منطقه الشرق الأوسط.

 

هناك تقارير قليلة متناثرة من بعض الدول، فمثلا فإنه أكثر السرطانات شيوعا في إيران وبشكل خاص في محافظة أردبيل في شمال غرب البلاد. و في أول تقرير صدر مؤخرا من طهران لحالات السرطان، ذكر أن أكثر أنواع السرطانات المتواجدة عند الذكور هي سرطان المعدة، يليه سرطان البروستات والرئة.

 

وفي تركيا، يعد سرطان المعدة هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين أنواع السرطانات لدى الرجال، بعد سرطان الرئة. والسبب الرئيسي الثالث لدى النساء، بعد سرطان القولون والثدي.

 

وهناك دراسة صغيرة واحدة من السعودية تفيد بأن سرطان المعدة هو الخامس في الترتيب لأنواع السرطانات في منطقة عسير.

 

الأعراض والعلامات

 

غالبا ما تكون الأعراض مبهمة وغير واضحة وذلك ما قد يؤدي إلى التشخيص المتأخر للمرض. يشعر البعض بعسر الهضم والحموضة وبفقدان الشهية خاصة تجاه اللحوم.

 

إنها كشكاوى قرحة المعدة ولكن تختلف عنها بأن المريض يعاني منها فجأة ولأول مرة بعد سن الأربعين بعكس الحال مع القرحة.

 

الأعراض المتأخرة:

 

خسارة الوزن، ضعف عام، نزيف يؤدي إلى قيء للدم، أو لظهوره في البراز، و يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم.

 

التشخيص:

 

فحص المعدة بالمنظار مع أخذ عينة للفحص المجهري يعتبر التشخيص الأمثل.

 

العلاج

 

الجراحة، و عادةً تتشارك مع العلاج الكيماوي والعلاج بالأشعة والعلاج البيولوجي. قد تصل نسبة الشفاء إلى ٤٠٪ حسب مرحلة المرض.

 

الخطة الوقائية في العالم العربي

لا توجد حتى الآن دراسات حول سرطان المعدة في الدول العربية، وحسب ملاحظاتي أتصور أن المرض منتشر في الدول العربية بنسبة تقارب الأرقام من إيران و تركيا، وذلك بسبب إرتفاع نسبة العدوى بجرثومة هليكوبكتر بيلوري بحوالي 70 % حسب إحصائيات من الأردن والخليج العربي، وأيضا بسبب التدخين وفقر التغذية و ربما العوامل الوراثية المشتركة أيضا. لذا اقترح إنشاء سجل وطني في كل دولة للبحث عن المرض وطبيعته والتنسيق معا من أجل إجراء أبحاث مشتركة.

 

وبهدف التقليل من خطر الأصابة بسرطان المعدة في المناطق التي ينتشر بها هذا المرض اقترح مايلي:

 

1. زيارة للطبيب من أجل تنظير المعدة إن كنت فوق ٤٥ سنة وفي حال ظهور أعراض مقلقة تتعلق بالمعدة للمرة الأولى.

 

2. في حال وجود قصة سرطان المعدة في العائلة أنصح بهذه الأجرائات الوقائية: أولا، بإجراء فحص البراز أو الدم للتحري عن جرثومة هليكوبكتر بيلوري - الملوية البوابية ومعالجتها حتى وإن لم يكن لديك أية أعراض. ثانيا، عدم التدخين. ثالثا، تنظيرالمعدة في أية عمر في حال وجود فقر دم ولو بدون أعراض.

رابعا، زيادة الخضروات والأقلال من الأطعمة المغلفة.

 

ختاما أتمنى أن أكون قد قدمت بعض الخدمة للقراء وأشير بأنه مع اعتماد ممارسات غذائية صحية وبرامج النظافة ومحاربة التدخين في المناطق الموبوءة بجرثومة هليكوبكتر بيلوري المسرطنة مثل الدول العربية وتركيا وأيران...الخ سننجح بخفض نسبة حدوث الإصابة بهذا المرض الخطير بشكل ملحوظ.

وشكرا

 

FRCP د. فيليب حردو - لندن

مستشار وأخصائي بجهاز الهضم

بريطانيا.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !