مواضيع اليوم

هل أعطي الشيخ البراك حقه !

سامي عرب

2010-03-10 19:50:37

0


الحمد للإله الواحد الأحد , الفرد الصمد , و الصلاة على النعمة المهداة , و الضياء يُعمي سُترة الليل القائل تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كَنهارها لا يزيغ عنها إلاّ زائع
وَ بعد :- فإن ذوابان و تذويبَ مفاهيمِ الأخلاق في كأسِ الحياةِ الدنيئة في لحظةٍ إنما يمثلُ هُلامية في المَنهج و الطريقة , وَ سخفًا في الإيمان والإعتقاد .
فلا تًصور صحيح لِمن يَعتقد برأي أَنْ يُناقضه تناقضًا يُخل بنيتهِ التَحليلة وَ رؤيته المُمتده للقضايا !, فذَلِك لن يكون إلاَّ حَدًا يَقتصُ مِنْهُ وَ يقصه وَ يُقصيه ذاتًا وَ ذواتًا آخرى تَدكهُ دكًا دكا , أو تتركهُ لِسرابه وَ أوهامه و هذه الطامةُ الكُبرى .
كيفَ يؤمن أَحدُّ بِحرية قول الفردِ لِرأيه , وأنْ هذا مما أنعمهُ الله عليه فلا يَحق لنا سَلب الآخرين ما أنعم الرب عليهم ثمَ إذا تَسلط قهر , و إذا نُوقش إِحتقر , و إذا حضَر زجر وَ حظر !
يُعاقب الرجل لِقوله الحق , و هذا من أشكالِ الإنحدار !
قالوا قال سماحةُ البراك إن القائل بالإختلاط كَافر , وَ شنع عليِه نوع من الناسِ لا يُشبهُ الناس , فليس المَنطق أن نُخالفَ أنفسنا على مرئ من الأنامِ , وأن نصرخُ بِلا تفكيرٍ وَ روية . خصوصًا إن كان ذلك يُخالف منهجهم وَ طريقتهم التي ينتهجونها وَ يُزمرون ويطبولون لها لَيلا نهار في الجرائد المُنحلة أو المواقع الفارغة الجوفاء وَ أقصدُ الإنحلال الفكري من جهةٍ علمية و التَجوف المَعرفي الذي يُسوغ ما لا تسوغهُ المَذاهبُ الهدامة , وَ أصحاب الشهوات الذينَ يملؤون بعضَ الأوعية العَاطفية لِيحققوا مآرب آخرى !

فهل تفعلونَ ما يُخططون ؟ - بل كيفَ تكونُ لكم عيون تقراء مُستسلمة لِمَا يُريده مَن هوَ أقل منكم مَنهجًا وَ منطقا ! , إِنهُ نوع آخر من التطبيل وَ الرقص الذي يَطلبه الكُتاب وَ ما هم بِكاتبين إلاّ ليعبؤكم لتفعلوا ما كانوا لهُ منتظرين .
الصمت حِكمة , وأحيانًا يَقتل أشد من قتلة السيف البتار , و الردُ حِكمة لكن ما كُل راد حكيم , كيفَ تجعلون من جعلكم تفعلون ما يريدون أن يفعلوا ما تريدون أنتم ؟ وأنتم اليد العليا .
الأكثرُ عددًا , وَ فيكم العُلماء والأدباء والأذكياء – إنتهى وَقت التباكي – و بدأ وَقت العَمل بِسد الثغراتِ و التصدعات وَ لم الشَمل وَ التَصافي مع أنفسنا ثم مع إخواننا الأقرب فالأقرب إنًّ بذلك نُشكل قواعد قَوية وَ مُنطلقات واضحة مَعروفة لنا ولِلأخوة الدُعاة والمفكرين وكُلنا جزء من التفكير و الدعوة و الإصلاح ’ هكذا لنكن وإلا فالسكوت أجدى وأنفع .

و لِخلافاتنا الشخصية دور في دائرة التأثير علينا مِنْ خَارِجنا , فهذه الخلافات تُساهم في تسريع عجلة إنقراضنا وَ تأكلنا من خلال الإحتكاك وهذا يجعلنا على المِحك ’ لا أفهم إِلا ذَلك .
لِذلك تتضخم المشاكل في رؤسنا , وَ تحور المعاني عن غير موضوعها و موضعها و يأتي من يستغلنا وَ يبيعُ ويشتري في إنفعالاتنا وَ تصرفاتنا لِأهدافه الشخصية . إن الشيخ البراك من العلماء الثقات و هذا بلا شك فقيمتهُ و مكانته تجعل كل ما قِيـل فيه أَشبهُ بالخيالات والتصورات التي لا وقع ولا واقع لها , هُلامية كأصحابها الهلامييـن الذينَ يقولون مالا يفعلون , و مُعارضتهم لم تكن ضمن قواعد عِلميه صحيحة بحثت فلم أجد سببًا صحيحًا ظاهرًا يَدعم فِكرة المُعارضة – بالنسبة لي على الأقل – فالأمس قالوا نريد قول رأينا و أننا سنقاتل لِيقول الأخرين رأيهم بل نبذل أرواحنا في سبيـل قول الأخرين رأيهم , واليوم الـرأي ممنوع لِإسباب آخرى ؟
مَا محددات ذَلِك ؟ أو هو من عِند أنفسكم ؟ هل الرأي مسموح ؟ أم ممنوع ؟ , لم نعد نفهم .
وأنتم يا من تقرؤون لا تقعوا فيما وقعوا فيِه فتكون المهزلة . فالمبادئ أحسبُ أنها تتبدل بقواعدٍ قوية وليست هكذا سبهلالا الكُل يُبدل وَ يُغير ثم يأتي بعد ربع دقيقة ويطلب من العالم كله أن يؤمن بما يقول وأن يوافقه وإلاّ فهوا زائع زيـغ لا يعود بعده أبدا , و الحماقة عِلاجها يجلبُ الحماقة . و السَفيهُ إذا تحَدث يُترك ولا يُلتفت له إلاّ في محددات ضيقة كأن يدعوا إلى فسادٍ عظيم أو إلى بدعة . ولهذا ضوابط منها إن كان لا يَعرفهُ أحد لا يعامل معاملة المشهور و غير ذَلِك من الأشياء .
وإني أعتقد أن لكل إنسان خريطة لشخصيته ما يؤثر عليه و ما يجعله يؤمن بالمبادئ وَ كيفَ يُحب و ما يميلُ له و لماذا يختار هذا ولا يختار ذاك , وهذا يجعل تعاملنا ليس تعاملاً واحدًا في كل ما يأتينا من قضايا , فمراعاة المستوى الثقافي للقضية ولطارحها و لمستقبليها وللمتأثرين بها وكيفَ تُختار اللغة والطريقة لكل هؤلاء مَطلب و إلا فأن توحيد الشيء يوحد مُتابعيه وَ مُريديه , الحق موجود و مريدوه كثير لكن العقول تختلف و القلوب تختلف و طبقات الناس تختلف .
وناتج هذا الإختلاف إختلافات آخرى بين أقرب الناس في المنهج والرأي , فلا تستغرب أن تجد مُختلفين بلا موضوع خلافي بينهم ! , و بين مُتضادين لا يعرفون ذَلك إثر تأثرهم بالجو العام المحيط بهم مجتمعين وهذا الشكل المعين يرسم تصورات كثيرة .
إنتهى وقت الحملات وجمع الحشود الباكية , وحان وقت تعمل فيه العقول لتحقيق عبادة الله على الوجه الصحيح , في الوقت التي تباع فيه دموعكم و تحقق المليارات !
إذ ًا هيَ مَرحلة جديدة , وَ الطريقُ جدد , والإنسان يتغير في اليوم عدد الثواني والدقائق , أفلا نتغير و نغير من تعاملنا و طريقتنا , التكرار يَخلق جو من الإستغلال الواضح .
هذه الدولة السلفية التي أنشأت على يدي المؤسسين محمد بن سعود و الإمام العلامة المجدد الجهبذ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمهما الله , هذه الدولة و هذا الشعب الذي هو عامودها الفقري يؤمنون إيمانًا راسخاً بسلفيتها وَ اتباعها للمنهج الرباني القويم فلا يخرج علينا قلة قليلة بل أقلُ القليل وَ يزعزعون فيكم دينكم و ينزحون بكم إلى حيث ُ التضييع والإضاعة للأسمى فما هم والله بشيء بل هل وجودوا ليكونوا كل هذه البلبلة.
والعلماء ورثة الأنبياء , لا يُبدل مكانتهم أحد , ومن أساء لهم إنما هو مسيء لنفسه , ومن هبطت مكانتهم في عينيه هبطت مكانته بين الناس وإن لم يشعر , الإصلاح لا يكون بسلب العلماء حقوقهم إنما بالتفكير في مشروع جلي و العمل عليه ومن هذا يبدأ الإصلاح و لن يخالف العلماء التطوير في أي مجال يَخصهم و ما أظنهم يعارضون ذَلك لكن تقدم المشاريع , مشكلة أن يكون الحل دائمًا هو الحرب ما يورث التشاحن والتباغض ولن يؤدي بمشاكلنا إلى حل بل هو طريقُّ إلى هلاكٍ قادم لا مَحالة في تركيبة أنفسنا و في بيئتنا التي سترفضنا أخيرًا , هذا الهدم يؤثر تأثيرًا سلبيًا من جهة خلقه لِمجتمع غير المجتمع ثم تأثيرهُ على المستوى البعيد على الحُكم والحاكم تأثيرًا سلبيًا فدعاة اللبراليية الجديدة دعاة إسقاط لهذه الدولة أيضًا ولا يخفى هذا على الحصيف وإن لم يظهر ذلك في خطابهم و حديثهم فهو ظاهر في أفعالهم وفي ما يدعون إليه .
عُميان المدينة يشبهونها ورثتهم الضرر ! , وحارثوا الحقل لا يحرثُ عقولهم أحد , وهلَ سار السائر على الطريق أم هو الطريق ؟ .
كتبه :أوزانْ ,




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !