مواضيع اليوم

هل أتتك أنباء الجيل الرابع من الثوار العرب

عبدالكريم صالح

2011-05-02 23:53:13

0

الجيل الأول من الثوار العرب هم جيل الثورة العربية الكبرى كما يطلق عليها والتي أنهت الحكم العثماني للأمة العربية ومن أسباب قيامها ضعف الدولة العثمانية وانفصال الأقاليم والولايات وإتباع العثمانيين لسياسية التتريك بالإضافة الى قيام جمال باشا بشنق زعماء الحركة العربية ومفكريها بحجة الخيانة العظمى (كان قائداَ للجيش الرابع وحاكماَ عاماَ لسوريا) بالإضافة الى تبلور الشعور القومي والرغبة في التخلص من الحكم العثماني وتذمر القبائل البدوية في الحجاز من تشغيل الأتراك لسكة حديد في الحجاز لأنها سبباَ في قطع أرزاقهم التي كانوا يتحصلون عليها من خلال نقل أمتعة الحجاج.


اتفق الشريف حسين"شريف مكة" مع الانجليز حول قيام الثورة من اجل اسقاط الدولة العثمانية وطرد العثمانيين من بلاد العرب مقابل أن يضمن لهم الانكليز حكم عربي"خلافة" على أراضيهم وفعلاَ فقد ساهمت الثورة العربية في انهاء حكم الدولة العثمانية وهنا نشير الى اعتراف الكولونيل لورنس"لورنس العرب كما يطلق عليه " في كتابه "أعمدة الحكمة السبعة Seven Pillars of Wisdom‏"بدور الثورة العربية فيقول:"لقد كنت أومن بالحركة العربية ايماناَ عميقاَ وكنت واثقاَ قبل ان احضر الى الحجاز انها هي الفكرة التي ستمزق تركيا شر ممزق".


ضربت بريطانيا بوعودها للعرب بعرض الحائط وأصدرت في 2 تشرين الثاني عام 1917م "وعد بلفور Balfour Declaration " (( اصدر الوثيقة وزير الخارجية البريطاني" آرثر جيمس بلفورArthur James Balfour"- وهي عبارة عن رسالة الى اللورد" ليونيل ولتر روتشيلدLord Lione Walter "Rothschild زعيم للمجتمع البريطاني اليهودي بغرض إرسالها إلى الاتحاد الصهيوني والتي جاء فيها حرفيا :َ" إن حكومة صاحب الجلالة ترى بعين العطف تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهَم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين، أو الحقوق و الوضع السياسي التي يتمتع بها اليهود في أي بلد آخر.")) الذي ضمن لليهود أقامة وطن قومي على حساب السكان الفلسطينيين بسبب سياسة بريطانيا الاستعمارية ومحاولة لاستمالة اليهود في المانيا والنمسا واليهود الشيوعيين لتستمر روسيا في حربها الى جانب الحلفاء.


لقد تحطمت آمال الحرية والخلافة لدى العرب على صخرة المؤامرات الانجليزية والفرنسية والروسية من خلال اتفاقية "سايكس – بيكو في عام 1916 التي وقعت بين الانكليزي السير مارك سايكسMark Sykes والفرنسي فرانسوا جورج بيكوFrancois Georges Picot "التي ظلت سراَ لم يعرف بها العرب حيث كانت تفاهماَ سريا بين بريطانيا وفرنسا وبمصادقة الإمبراطورية الروسية الى ان تم نشرها من قبل روسيا يعد قيام الثورة الشيوعية في عام 1917م واستبدل العرب بهذه الثورة الظلم التركي الذي استمر اربعة عقود "1517م -1917م"بالاستعمار الأوربي البغيض وصار واضحاَ الفرق بين اماني العرب ونوايا الاستعمار في تمزيق النسيج العربي وزرع الشقاق واقتطاع فلسطين من كبد الأمة العربية والاستخفاف بالعقل العربي وتاريخه المجيد.
الجيل الأول الذي بدأ ثورته مع مطلع القرن العشرين لم يكن في الحجاز والجزيرة العربية فحسب بل كان في كل الوطن العربي ومن نجومه اللامعين سعد زغلول-مصر ثورة مصر 1919م ،سلطان باشا الأطرش، سوريا الثورة السورية الكبرى1925م وشكري القوتلي الذي كان يطلق عليه "المواطن العربي الأول" فهو اول رئيس جمهورية لسوريا في 17 آب 1943م، شعلان ابو الجون وضاري المحمود وآخرين من ثورة العشرين في العراق عام 1920م،الحبيب بورقيبة الثائر ضد الاستعمار الفرنسي حتى عام1956م حيث شكل أول حكومة بعد استقلال تونس ،علال الفاسي مؤسس حزب الاستقلال-المغرب وآخرين .


أما الجيل الثاني فهو الجيل الذي وصل الحكم من خلال الجيش بواسطة انقلابات عسكرية وثورات مسلحة تأثرت بالثورات الروسية "البلشفية تحت أمرة لينين"والكوبية والماوية والفيتنامية واغلب هذا الجيل من الثوار هم من الضباط العسكريين الذين تغنوا بشعارات رنانة ونادوا بالوحدة والقومية العربية .
ومن ابرزهم جمال عبدالناصر في مصر عام 1952 ومعمر القذافي في ليبيا عام 1969 وعبدالكريم قاسم في العراق عام 1958م وحافظ الأسد في سوريا عام 1963 وبن بيللا الذي أطاح به هواري بومدين في انقلاب عام 1965 في الجزائر وثورة اليمن التي قضت على أسرة حميد الدين كان أولهم عبدالله يحيى السلال واخرهم واطولهم مدة حكم علي عبدالله صالح في 26 ايلول1962.
لم يستطع هذا الجيل من تحقيق الأهداف التي أعلنها في التنمية والتخلص من الاستعمار وخاض حروباَ وانشقاقات أدت في النتيجة في المحصلة الى عدم تمكنه من بناء وطن عربي موحد ولا من استرجاع الأرض السليبة فلسطين .


الجيل الثالث من الثوار العرب جاء مختلفاَ وقد بزع في التسعينيات من القرن الماضي مجموعة من الثوار الشباب حاملين راية المقاومة الإسلامية من أمثال السيد حسن نصر الله وإسماعيل هنية ورمضان شلح وخالد مشعل وآخرين هؤلاء الثوار قادوا مقاومة ضد الصهاينة المغتصبين للأرض والعرض وقادوا حروب قناعات فلم يقبلوا الذل وامنوا بان الضيم لابد ان يرفع والحق لابد ان يسترد والموت خير من الحياة التي فيها تأطأطأ الرؤس فلم يرضوا العيش على الفتات وامنوا بقضية عادلة من اجل ان تكون هامات العرب والمسلمين شامخة وقد استطاعوا تحقيق انتصارات لم تستطيع تحقيقها الجيوش العربية مجتمعة ولازالوا مستمرين في مقاومتهم ضد الاستعمار الصهيوني .


الجيل الرابع فهم شباب الثورات العربية التي نعيش احداثها الآن هذا الجيل الذي اثبت بشكل لايقبل الشك بأن امتنا امة حية،بعد ان دب اليأس في قلوبنا وقطعنا الرجاء منهم واثبت هذا الجيل خطأ التهكمات التي كانت تتحدث عن انهم جيل الانترنيت والبلاي شتيشن ليس منهم رجاء فنجدهم قد اذهلوا العالم بما فعلوه نعم انه محولو التكنلوجيا الى أيدلوجيا وهذا بحد ذاته ثورة الثورات نحن نتحدث عن ثورتان عظيمتان هي ثورة تونس في 18 كانون الثاني 2010 وثورة مصر في 25 كانون الثاني 2011م هذه الثورات التي أسقطت نظامين فاسدين وعميلان ساهما بشكل كبير في حالة الإحباط والتردي الغير مسبوقة للانتماء لأمة العرب .


خبران مفرحان زفتهما وسائل الأعلام هذا الأسبوع أولهما اتفق الطرفان الفلسطينيان منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس على انهاء الاقتسام والتشظي والتوحد الوطني الفلسطيني والحقيقة أحسسنا بنفس عميق بعد الرعب الذي انتابنا خلال فترة التظاهرات والاحتجاجات والثورات العربية من ضياع القضية الفلسطينية وابتلاع الأرض السليبة من اسرائيل في مصر العروبة التي عادت مصر التي عرفناها بعد زوال نظام حسني مبارك الذي ساهم وبشكل كبير من اجل فرق تسد وهو منغمس بالعمالة والخيانة مصر اليوم هي الراعي للتوحد بعد ان كانت في ظل نظام حسني مبارك مصدر للتفرقة والشقاق.


أما الخبر الثاني المفرح فهو قيام شباب الثورة المصرية من طلاب جامعة القاهرة بتظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية مطالبين بغلق السفارة الإسرائيلية وطرد سفيرها من مصر مرددين شعارات لم نسمعها من زمن بعيد، هؤلاء الأبطال أعادوا للأمة كبريائها وهم يرددون "رفعي رأسك يافلسطين....شهداء شهداء بالملايين"و"ياصهيون بره بره...مصر خلاص عملت ثورة" .


انتم ياثوار تونس ومصر يامن غيرتم وجه التاريخ لقد كنتم سلميون رغم تعرضكم للعنف والقوة بأبشع صورها"موقعة الجمال نموذجاَ" واصحاب أرادة لم تستعينوا بطائرات ولا صواريخ الغرب بل استعنتم بالله وبسلميتكم وتضحياتكم وأرادتكم ...انتم اليوم قبلة كل الثوار في العالم وكل العالم يتمنى لو انه يملك ماتملكون من وعي وقوة و أرادة وتصميم قل نظيره .


أما انتم ياثوار ليبيا لقد شوهتم قيمة الثورة ومعناها عندما استعنتم بالغرب كيف يمكن ان تقنعونا بثورتكم الثورة تعني الانتفاض والوقوف بوجه الطغيان والظلم والاستكبار من اجل البناء والتنمية وليس الخراب هل هدف الثورة هو تسلم السلطة فحسب؟أم هو التغيير الذي ينشده الجميع كيف يمكن ان نقتنع بكم وانتم تضعون أيديكم بمن يقتل أخوانكم واخواننا وينشر الدمار بطائراته على مدنكم أي ظلم وطغيان اكبر من هذا وأي عار وصمتم ثورتكم به حتى وان استطعتم ان تحكموا ليبيا او تغيروا نظامها فهذا لن يفرحنا لأنكم أثبتم بما لايقبل الشك أنكم تابعين وأذناب فكيف لنا ان نفرح بكم مثلما فرحنا بثورة تونس ومصر لسنا ضد التغيير والثورات السلمية لكننا ضد من يستعين بالأجنبي وآلته العسكرية ضد شعبه وأهله... والجزيرة قناتكم وصوتكم الذي تنشدون تقول"ولم يتسنى لنا التأكد من صحة الخبر من مصدر مستقل" كأننا رضع أذا كنتم لم تتأكدوا من صحة الأخبار فلماذا تنشرونها أم هي فتنه ونزول أعلامكم الى مستوى الضلالة والتحريض فما اصغركم وما اكبر الاوطان .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !