تراجع إقبال المشتركين العرب في الموقع الاجتماعي العالمي الأشهر "فيس بوك" خلال الأيام الأولى من شهر رمضان بنسبة كبيرة، مقارنة بالأشهر الأخرى من العام، بعدما بات الموقع يضم عدة ملايين من العرب من أعمار مختلفة.
واستطلعت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أراء عينة من المشتركين العرب في الموقع أكدوا جميعا تأثر مشاركاتهم بنسب متفاوتة، نظرا لطبيعة المواقيت المختلفة في شهر رمضان والصيام والانشغال بالعبادة والتزاور إضافة إلى الوجبة الإعلامية الدسمة التي تقدمها قنوات التليفزيون العربية من البرامج والمسلسلات الجديدة.
واعتبرت عينة البحث التي بلغ عددها 1325 مشتركا في "فيس بوك" معظمهم من الإناث أن نشاطهم المعتاد في التعليقات والمحادثة والرسائل عبر الموقع أصبح أقل بنسب تتجاوز 60 % خلال الأيام الأولى تحديدا والتي تشهد زيارات عائلية كثيرة، إضافة إلى عدم قدرتهم خلال تلك الأيام على تحديد أوقات النوم والاستيقاظ ومواعيد الذهاب للعمل.
وأكدت نسبة كبيرة من العينة أن مشاركي "فيس بوك" العرب منحوه خلال الأيام الماضية صبغة رمضانية واضحة من خلال الصور والفيديو والآيات القرآنية والأناشيد الدينية إضافة لتحوله إلى المكان الأبرز لتبادل التهاني بين الأهل والأصدقاء، بدلا عن البريد الإلكتروني والهواتف.
وقالت حنان كمال "مصرية مقيمة في دبي" إن مشاركاتها تضاءلت بنسبة تصل أحيانا إلى 90% لأنها لا تجد أصدقائها عادة ليشجعوها على البقاء في الموقع، على غير العادة، حيث كانت في أوقات سابقة تقضي معهم ساعات متواصلة دون ملل.
وقالت لامار كرم "لبنانية" إنها لم تفتح حسابها على الفيس بوك خلال اليومين الأول والثاني من رمضان لانشغالها بالتزاور وترتيب مواعيد عملها الجديدة خلال الشهر، في حين قال أبو أحمد المصري إن تراجع الإقبال أمر طبيعي جدا لأن شهر رمضان له طبيعة خاصة بسبب تزايد إقبال المسلمين على العبادات.
وقالت "بنت ناس" وهي "مصرية مقيمة في السعودية" إن معظم الأصدقاء لا يظهرون كثيرا، حتى أقرب الأصدقاء باتت نسب تواصلهم أقل من المعهود لانشغالهم بأمور أهم، مؤكدة أن جانبا ممن وصفتهم بـ "مدمني فيس بوك" لازالو متواجدين ويحاولون تحفيز أصدقائهم بنشر موضوعات دينية، سواء آيات قرآنية أو أحاديث وأحيانا أغنيات رمضانية وأناشيد دينية شهيرة.
واعتبر أحمد يعقوب "مصري" إحجام العرب عن المشاركة ظاهرة طبيعية لأن كثيرا من الناس يتفرغون في رمضان لقراءة القرآن والإكثار من العبادات وآخرين يتفرغون لمتابعة البرامج والمسلسلات، إضافة إلى قلة التركيز والكسل التي تؤثر بشكل ملموس على النشاطات الذهنية ومنها الإنترنت عموما وفيس بوك تحديدا.
واكدت نوال سعدي، مغربية أن مشاركاتها شهدت ارتباكا واضحا خلال اليوم الأول لكنها انتظمت كعادتها بعده، وأحيانا كثيرة ما تلاحظ أنها وحدها ولا تجد ما تكتبه تعليقات من الأصدقاء كما في السابق.
وقالت سارة فؤاد، مصرية إن أصدقائها يعتبرونها أحد أنشط أعضاء فيس بوك العرب لكن مشاركاتها تضاءلت بشكل كبير لأن رمضان له طقوس خاصة لديها باعتباره فرصة للتقرب إلى الله.
الفيس بوك حرام
ولفتت حبيبة حلمي "مصرية" إلى أن البعض حاول ترويج أن الفيس بوك حرام في رمضان لأنه يتسبب في ضياع الوقت المفترض استغلاله في العبادة مشيرة إلى أنها ترفض تلك الأفكار لأن الفيس بوك وغيره من مواقع الاتصال الاجتماعي يمكنها أن تكون حافزا للكثيرين على الصيام والعبادة عن طريق تحفيز الأصدقاء لبعضهم البعض على قراءة القران والسيرة بدليل وجود مسابقات دينية كثيرة بالفعل.
واتفقت معها سارة نور الدين، مصرية ان الفيس بوك يقدم طريقة حديثة للتواصل بين البشر خاصة في المناسبات المهمة مثل شهر رمضان الذي شهدت صفحاته معايدات بين المشاركين فيه فاقت بعدة أضعاف ما كان يحدث في السنوات السابقة باستخدام البريد الإلكتروني أو الهواتف.
واعتبر آخرون أن الفيس بوك كموقع للتعارف بين الأشخاص تحول في فترة وجيزة إلى مصدر للعلاقات العاطفية بين الجنسين وهي علاقات تقل كثيرا في شهر رمضان نظرا للروحانيات التي يفرضها الشهر الفضيل على المسلمين حتى أن عددا من الفتيات رفعن صورهن المثيرة وأخريات وضعن صورا لهن بالحجاب رغم أنهن غير محجبات.
وقال ياسر خليل، مصري إنه يمكن رصد ما أسماه "رمضان الفيسبوكي" الذي شهد تهاني الأجانب لأصدقائهم المسلمين ومشاركة القصص والفيديوهات الإخبارية المتعلقة بالشأن الإسلامي بشكل مكثف، كما حضرت مظاهر الاحتفال بشهر رمضان إلى الموقع بقوة عبر صور الياميش والتمر وأشهى الأكلات والأدعية والتواشيح التي كانت نادرة الظهور والتي أعادها الفيس بوك للواجهة من جديد في رمضان.
ولفتت شيماء المنسي، مصرية إلى أن نهار رمضان بالنسبة لها ولقطاع كبير من الفتيات يضيع في اعداد الإفطار وما يليه من مشروبات وحلويات ولا يترك لهن وقتا للدخول على الفيس بوك الذي ينحصر الاهتمام به في فترة متأخرة من الليل نظرا لامتلاء أول الليل بالبرامج والمسلسلات.
التعليقات (0)