مواضيع اليوم

هلّا سحبت نفسك منّي ...؟

Selma Bel Haj Mabrouk

2012-05-07 22:21:00

0

 

   هلّا سحبت نفسي منك .....؟

 

 

 مهمتّي يا سيّدي إحياء حبّنا من الوهم و الموت ومهمتك إماتته و إفناؤه إلى حدّ التّلاشي في اللاشيء ،

 

لا لشيء إلا لأنك لا تدرك أنّه يوجد  في  الواقع ما لا يوجد في الخيال ...

فمتى تستيقظ من حلم اليقظة و تدرك أن الحب ليس منتجا  معدلا جينيا و وراثيا حسب

مواصفات مبرمجة مسبقا وفق إيقاعات عصر التكنولوجيا و قواعد  البيانات.

الحبّ يا سيّدي مدينة بألف وجه تسكنه الأقمار  المدجّجة بالسّحر و عذب المعاني

و ليس مجرّد بضاعة  خاضعة لنمطيّة العالم الإفتراضي تبدأ بالكشف عن الهويّة عبر " كاتالوج

تشخيص" الحالة" بما هي "معقدة" و طلب الإضافة و تنتهي بالحذف في سلة مهملات

الهوتميل. متى ستدرك يا سيّدي أنّ الحب ليس مجرّد مواقعة فيسبوكية تبدأ قصّتها

بحملات الإعجاب و المشاركة و الإشارة على حائط ألكتروني مؤثّث بالصّور و الأغاني 

 

و بعض من رمال الأمنيات  . تخطّ مساربدايتها فيما يقبع أمامنا لا خلفنا من القصص

 

 

تنشر على صفحات الفيسبوك و الهوتميل و حتى السكايب تخضع فيه لقانون العالم

الإفتراضي 

"المتّصل" و صدمة وهم أنه " المنفصل ،مرئي حينا و لا مرئيا في غالب الأحيان .

فهل يمكن لهذا الحبّ اللامرئي أن يتوهّج في قلب الظلام إذا كان هو مجرّد شعلة

إفتراضيّية على وشك الخفوت .   

 

 تسألني يا سيّدي كيف لم تستطع  إختراق  حساب قلبي  وكل ما قدّمته لي كلمة مرور مزوّرة  " أحبّك في الخيال " لا فوقه 

 فكم صرنا  موهوبون يا سيّد العوالم الممكنة بممارسة مهنة الحبّ  الإفتراضي على نحو مهوس و هاذي في

عالم هويّته الوسائل لا الغايات  لم تكن أنت بعيدا عن أطروحاته  و لم تكن حتّى الإستثناء . بل كان كلّ همّك الإنشغال

 

بمناورات العالم السفلي و إحصاء آلاف المحبين و المعجبات  ... تلعثم قلبك  حينها

الخديعة الكبرى و أصبت بوباء نسيان الحبّ و الجمال ... فهلّا سحبت نفسك منّي ...؟

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !