حريق جبل الكرمل الذي أسفر عن مقتل أكثر من أربعين صهيونياً - من سجاني سجن الدامون، الذي يمكث فيه سبعة عشر أسيرة فلسطينية- كشف عورة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ومدى جاهزيتها لشن حرب جديدة على إيران أو لبنان أو قطاع غزة، وأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المناورات التي أجراها الجيش الإسرائيلي مؤخراً ما هي سوى فرقعات إعلامية لطمأنة الإسرائيليين وتعزيز ثقتهم بحكومتهم الائتلافية المتطرفة.
فعندما يستنجد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو منذ اللحظات الأولى بالمجتمع الدولي لمساندة إسرائيل ودعمها لوجستياً للسيطرة على الحرائق في جبل الكرمل، فإن هذا يطرح تساؤلاً: ماذا لو شنت إسرائيل حماقة ضد قطاع غزة أو حزب الله أو إيران، وبدأت صواريخ المقاومة حينها بالهطول على إسرائيل، جراد وشهاب وفجر أو قذائف الهاون أو غير ذلك من المفاجآت التي تمتلكها قوى المقاومة والممانعة في منطقة الشرق الأوسط؟
أعتقد أن الإجابة ستسيطر على الفكر السياسي الإسرائيلي بعد الانتهاء من حريق الكرمل، وستكون بمثابة قنبلة موقوتة سوف تنفجر في وجه الائتلاف الحاكم وربما تكون سبباً في انهياره، لأن المجتمع الإسرائيلي يعتقد وفق مؤشرات وتقييمات الجيش الصهيوني بأنه جاهز للحفاظ على الجبهة الداخلية، وهو اليوم يتحول إلى عاجز أمام حريق، فكيف والحرب ستشعل حرائق عديدة في المنطقة بشكل عام، ولن تكون هناك مساعدات علنية حينها لإسرائيل كما هو عليه الحال الآن.
إن حريق جبل الكرمل سيكون له تداعيات سياسية وعسكرية داخل إسرائيل من أهمها:
1- لا حرب إسرائيلية في القريب العاجل ضد أي طرف، وستعمل إسرائيل جاهدة على إعادة تقييم جبهتها الداخلية بما يتوافق مع تطلعاتها الاستعمارية والعدوانية في المنطقة، لأن الحريق أكد عدم جاهزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية لأي طارئ.
2- سقوط الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتانياهو، والدعوة لانتخابات مبكرة، يبقى ممكناًَ في حال استثمرت المعارضة الإسرائيلية برئاسة حزب كاديما الحدث.
لم تنته الحرائق حتى كتابة هذا المقال، وفي حال تم السيطرة عليها فستشتعل حرائق سياسية تطيح بقيادات عسكرية وسياسية في الساحة الإسرائيلية، لأن تلك الحرائق كشفت هلامية وضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
HOSSAM555@HOTMAIL.COM
التعليقات (0)