(( هلالين في رمضان ))
شيكاغو – أنس ألبياتي
لمراسلة الكاتب مباشرة والنقاش حول الموضوع
Anass.albayati@iraqimutualaid.org
بداية احب ان اهني الجميع بحلول شهر الخير والبركات شهر رمضان المبارك واسال الله ان يعيده على الجميع بالخير واليمن.
يعود هذا الشهر الكريم والاحوال اسؤا في اغلب بلدان الربيع العربي كما يطلق عليها رغم ان اغلب هذه البلدان تحكمها تيارات تنتمي الى الاسلام السياسي وتدعي انها من تمثل الاسلام! وبحسب الشعارات والوعود التي تم رفعها قبيل الانتخابات والتي لم ولن يتحقق منها اي شي, كان من المفترض ان تعيش هذه البلدان في ابهى حالاتها خاصة اذا اعتبرنا ان هذه الوعود قد جائت من اناس يدعون الاسلام وان من بديهيات الاسلام هو الامتناع عن الكذب!
ولكن اغلب الوعود لم تكن سوى كذب منمق للوصول الى المبتغى الحقيقي وهو السلطة وليس كما يدعي الجميع خدمة المواطن.
وهذا امر منطقي واجزم انه لو حولنا اسم الرئيس الى خادم ووضعنا شرطا بان على فخامته او ضخامته تنظيف حمام القصر الذي يعيش في كل يوم قبل النوم لما تقدم احد لهذا المنصب الغير رفيع.
اجزم ان الخطا ليس في الدين حاشا لله فالدين صحيح ولا يقبل الخطا وطالما انه كذلك فكان من المفترض ان من يتبعه يصل الى نتائج صحيحة لا تقبل النقاش ولكن وبعد الذي نراه فمن المؤكد ان الخطا في التطبيق وان من يدعي انه يطبق شرع الله فانه لا يطبق منها شي الا بما يخدم مصالحه الخاصة وتحت شعارات دينية زائفة هدفها تضليل الفقراء المغلوبون على امرهم والذي يبتغون فضلا من الله ورضوانا ويرتجون التقرب الى الله.
والمصيبة ان الجميع ينادي بالله ويقول انه يعمل على اعلاء كلمة الله من منظوره الخاص. فالتفجيرات الاخيره في العراق والتي اعادت الى الاذهان ذكريات ايام مضت والتي تبنتها جماعات اسلامية تقول انها تعمل من اجل الله ولكن الذي ذهب ضحيتها هم اناس ابرياء صائمون لكي يرضوا الله الذي تم التفجير من الجماعة لارضائه؟؟؟
وكل هذا تحت حكم دعوي اسلامي يرى انه يطبق وبحسب رؤيته مايرضي الله؟
ويعود رمضان والحال السوري لايرضي لا مسلم ولا كافر والسؤال المطروح هنا. لماذا لم يتعلم الرئيس السوري الدرس من الذي سبقوه في العراق ومصر وتونس وليبيا مع الفوارق والاختلافات. ومالذي يتوقعه الرئيس بعد كل هذه الانشقاقات التي حصلت على مستوى عالي جدا ومن الدائرة المقربة منه؟ طبعا اتكلم عن الذي تبقى من الدائرة بعد التفجير الذي طال اقرب المقربين واهم المسؤولين كوزير الدفاع والداخلية! كم اتمنى ان اعرف كيف يفكر الرئيس السوري الان وماهي نظرته نحو المستقبل بعد كل الذي حصل وسيحصل! وارى ان من واجبي ان اوجه له نداءا اخيرا حتى اكون قد قمت بالواجب الذي يمليه علي ضميري وادعوه للرحيل حتى يتمكن الجميع من ايجاد حل مقنع وبالتالي وقف حمام الدم المستمر هناك.
والمصيبة ايضا ان الجميع يكبر باسم الله ويقول ان القتلى هم شهداء ولهم الجنة وارى ووفق هذه الطريقة من الحساب ان الجنة الان قد امتلات الى اخرها ولم يعد هنالك مجال لاحد!!!
لا يمكنني الاقتناع بان جميع القادة العرب يفكرون بنفس الطريقة مع اختلافات بسيطة ولكن يمكنني ان اعقل ان هنالك من يشور عليهم او من يقدم لهم الراي وهم من اكثر المستفيدين وفي حالة انتهاء النظام سيتحولون بقدرة الله الى معارضين للاستبداد ومناضلين افنوا حياتهم في الدفاع عن شرف الامة وكرامتها وعزتها! والكارثة ان الحكام الجدد سيصدقونهم ايضا!
اعزائي المنافقين والمستشارين اهنئكم بحلول شهر رمضان وادعوكم الى ان تذكروا ان الله حق وانه سيأتي يوم لاينفع فيه الندم ولا اقصد يوم من ايام الرئيس الليبي الراحل ولكني اتكلم عن يوم القيامة! الذي فعلا لن ينفع فيه الندم اقول هذا بعد ان عجزنا من مخاطبة الحكام والرؤساء الذين يبدوا ان السلطة وحبها انساهم كل شي وبالتالي سنخاطب المنافقون عسى ان ننجح!
بمناسبة شهر رمضان اجتمع الناس ليلة لرؤية الهلال فكانوا يحدقون في الأفق ولا يرون شيئا فصاح الحاكم لقد رأيته ! لقد رأيته ! فهلل الناس للحاكم وهتفوا له بانه صاحب العينان الخارقتان التي رات الهلال من دونهم. ارتاح الحاكم لهذا الثناء واعجبه الهتاف وصاح بصوت عال وهذا هلال آخر بجواره!
التعليقات (0)