بالله إن زرت المغــانيَ مـــرة ً
عــرّج على أهلي هناك وســلمِ
كانـوا الملوكَ على الزمــانِ وقارنوا
الجـــوزاء وإصطفــوا جــوارَ الأنجــم
جادك الغيث اذا الغيث هما: يازمان الوصل بالاندلس.
لم يكن وصلك الا حلماً: في الكرى او خلسة المختلس.
في ليال كتمت سراً الهوى ... بالدجى لولا شموس الغدر
مال نجم الكأس فيها وهوى ... مستقيم السير سعد الأثر
وطر مافيه من عيب سوى ... أنه مــــر كلمــح البصـــر
حين لذا الانس شيئا او كما ... هجـــم الصبـح الحــرس
غارت الشهبي نبأ أو ربما ... أثرت فينا عيون النرجس
يا اهل اعي من وادي الفضا ... وبقلبي مسكن انتم به
ذاق عن وجدي بكم رحب الفضا .. لا اجالي شرقه من خرجه
واتقو الله واحيو معرما ... يتلاشى نفسا في نفس
حبس القلب عليكم كرما ... افترضون عفاء الحبس
وبقلب منكم مقترب .. بأحاديث المنى وهو بعيد
قمرا طلع منه المغرب ... شقوة المغرى به وهو سعيد
قد تساوى مسحن او مذنب ... في هواة بين وعد ووعيد
ساحر المقلة معسول ... جال في النفس النفس
سدد السهم فأصمى اذ رمى ... بفؤادي نبله المغترس
إن يكن جار وخاب الامل... ففؤاد الصب بالشوق يذوب
فهو للنفس جيب اول ...ليس ضلوع قد براها وقلوب
حكم اللحظ بهافا حكما ... لم يراقب في ضعاف الانفس
ينصب المظلوم عن ظلما ... ومجازي البر منها والمسي
مال قلبي كلما صبت صبا ... عادة عيد من الشوق جديد
جلب الهم له الوصا ... فهم الاشجان في جهد جهيد
قصيدة الشاعرلسان الدين بن الخطيب
وهي من اجمل القصائد المغناة ومن اشهر من غناها المطربة الكبيرة فيروز
وعن ابن زيدون:
ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي"
سنة (394هـ/1003م) بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه،
ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء.
برع "ابن زيدون" في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا،
وقد برز ابن زيدون فى شعر الوصف كما يظهر فى القصيدة التى معنا
ومما اشتهر به ايضا حبه لولادة بنت المستكفى وقوله الشعر فيها وكانت تبادله نفس الحب وكانت هى السبب فى تعاسته بعد انقلابها عليه فى القصة المشهورة عنهما.
كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي.
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله
كأنما رق لي فاعتل اشفاقا.
والروض عن مائه الفضي مبتسم
كما حللت عن اللبات أطواقا
نلهو بما يستميل العين من زهر
جال الندى فيه حتى مال أعناقا
كأن أعينه إذ عاينت أرقي
بكت لما بي فجال الدمع رقراقا
ورد تألق في ضاحي منابته
فازداد منه الضحى في العين اشراقا
سرى ينافحه نيلوفر عبق
وسنان نبه منه الصبح أحداقا
كل يهيج لنا ذكرى تشوقنا
إليك، لم يعد عنها الصدر أن ضاقا
لاسكن الله قلبا عق ذكركم
فلم يطر بجناح الشوق خفاقا
لو شاء حملي نسيم الريح حين سرى
وافاكمُ بفتى أضناه مالاقى
يوم كأيام لذات لنا انصرمت
بتنا لها حين نام الدهر سراقا
لو كان وفى المنى في جمعنا بكمُ
لكان من أكرم الأيام أخلاقا
ياعلقي الأخطر الأسنى الحبيب إلى
نفسي إذا مااقتنى الأحباب أعلاقا
كان التجاري بمحض الود مذ زمن
ميدان أنس جرينا فيه أطلاقا
فالآن أحمد ماكنا لعهدكمُ
سلوتمُ وبقينا نحن عشاقا
ولادة وابن زيدون
كانت ولادة تحب الشعر، وكانت مع ذلك مشهودة بالصيانة والعفاف، حيث كانت شاعرة وأديبة من شواعر الأندلس وكان في قولها حسنة وجزلة الألفاظ، أنها كانت تناضل الشعراء، وتساجل الأدباء وتفوق البرعاة، فكان مجلسها في قرطبة ملعبا بجياد النظم والنثر يعشو أهل الأدب إلى ضوء غرتها ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها وعلى سهولة حجابها وكثرة منتابها ،كانت تخلط ذلك بعلو نصاب وكرم انساب وطهارة أثواب على أنها وجدت للقول فيها السبيل بقلة مبالاتها ومجاهدتها
. تشتهر ببيتين شهيرين من الشعر قيل أنها كانت تكتب كل واحد منهما على جهة من ثوبها:
أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيهاً
وأمكن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها
وقالت ولادة مداعبة للوزير ابن زيدون وكان له غلام اسمه علي:
إن ابن زيدون على فضله يفتا بني ظلما ولا ذنب لي
يلحظني شـزرا إذا جـئته كأني جـئـت لأحـضـي علي
وكانت لولادة جارية سوداء بديعة الجمال فظهر لولادة أن ابن زيدون مال إليها فكتبت إليه:
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا لم تهـو جاريتي ولـم تتـخـير
وتركـت غـصنـا مثمرا بجـمالـه وجنحت للغصن الذي لم يثمر
ولقد عـلمـت بأنني بدر السـما لكن ولعت لـشوقي بالمشـتري
النونية لابن زيدون من غرر الشعر العربي، والتي نوردها في هذا المقام لأهميتها:
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا
ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا
مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا
أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا
فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا
ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا
كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا
بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا
وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية قطوفُها فجنينا منه ما شِينا
ليسقِ عهدكم عهد السرور فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا أن طالما غيَّر النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا
واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا
ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا
فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا
ربيب ملك كأن الله أنشأه مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا
إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا
كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا
كأنما أثبتت في صحن وجنته زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا
ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا وفي المودة كافٍ من تَكَافينا
يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا
ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا
ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا
إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا
يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا
كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا
سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا
إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا
أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا
لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه سالين عنه ولم نهجره قالينا
ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ لكن عدتنا على كره عوادينا
نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعةً فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا
فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا
ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا
أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا
وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا
عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفينا
وقال ابن زيدون يخاطب ابن عبدوس لاشتراكه معه في هواها:
أثرت هزبر الشرى إذ ربض ونبهته إذ هدا فأغتمض
ومازلت تبسط مسترسلا إليه يد البض لما اتفبص
حذار حذار، فأن الكريم إذا سيم خسفاً أبي فامتعض
وإن سكون الشجاع النهوس ليس بمانعه أن يعض
عمدت لشعري ولم تتئد تعارض جوهره بالعرض
أضاقت أساليب هذا القريض أم قد عفا رسمه فانقرض
لعمري فوقت سهم النضال وأرسله لو أصبت الغرض
وغرك من عهد ولادة سراب تراءى وبرق ومض
هي الما يعز على قابض ويمنع زبدته من مخض
•
وقالت ولادة تهجوا الأصبحي:
يا أصبحي اهنأ فكم نعمة جاءتك من ذي القرش رب المنن
لقد نلت ياست ابنك مال ينل بفرج بوران أبوها الحسن
"ومرت ولادة بالوزير أبي عامر بن عبدوس وأمام داره بركة تتولد عن كثير الأمطار وربما استمدت بشيء مما هنالك من الأقذار، وقد نشر أبو عامر كمية ونظر في عطفيه وحشر أعوانه إليه". فقالت له:
أنت الخصيب وهذه مصر فتدفقا فكلاكما بحر
احمد شوقي يعزف على وتر الاباء
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914، فرضت انجلترا حمايتها على مصر، وتمَّ نفي أحمد شوقي إلى الأندلس لاقترابه من الخديوي الذي تمَّ خلعه عام 1914 ، وقد أثَّرت فترة المنفى التي قضاها على أعماله الأدبيَّة من خلال اطلاعه على ثقافات الدول الأخرى بعمق، كذلك أدَّى ابتعاده عن الوطن إلى زيادة عاطفة الحنين والشوق إلى مصر، فكتب مجموعة من أفضل أعماله الشعريَّة والمسرحيَّة، ومنها هذه القصيدة " أندلسيَّة" والتي عدَّد فيها ما رآه في الأندلس من تاريخ عريق، ذكّره بأمجاد قومه الغابرين في هذه البلاد،
أندلسية
يا نائِحَ الطَلح نَشجى؟
لِواديكَ أَم نَأْسى لِوادينَا
أَشباهٌ عَوَادِينَا
ماذا تَقُصُّ عَلَينا غَيرَ أَنَّ يَدًا
قَصَّتْ جَناحَكَ جالَت في حَواشينَا؟
رَمى بِنا البَينُ أَيْكًا غَيرَ سامِرِنَا
أَخا الغَريبِ وَظِلاًّ غَيرَ نادينا
كُلٌّ رَمَتهُ النَوى: رِيشَ سَهْمًا
وَسُلَّ عَلَيْكَ البَينُ سِكِّينا
الفِرَاقُ لَنا
إِذا دَعا الشَّوْقُ لَم نَبْرَحْ بِمُنصَدِعٍ
مِنَ الجَناحَينِ عَيٍّ لا يُلَبِّينا
فَإِن يَكُ الجِنسُ يا ابنَ الطَّلْحِ فَرَّقَنَا
إِنَّ المَصائِبَ يَجْمَعْنَ المُصابينا
لَم تَألُ ماءَكَ تَحْنَانًا وَلا ظَمَأً
وَلا ادِّكارًا وَلا شَجوًا أَفانينا
تَجُرُّ مِن فَنَنٍ
وَتَسْحَبُ الذَّيْلَ تَرتادُ المُؤاسينا
ساقًا إِلى فَنَنٍ
أُساةُ فَمَن لِرُوحِكَ بِالنُّطْسِ المُداوينا
جِسْمِكَ شَتَّى حينَ تَطْلُبُهُم
آهًا وَإِن حَلَلْنَا رَفيقًا مِن رَوَابينا!
لَنا نازِحَيْ أَيكٍ بِأَندَلُسٍ
رَسْمٌ وَقَفنا عَلى رَسْمِ الوَفاءِ لَهُ
نَجيشُ بِالدَّمعِ وَالإِجلالُ يَثنينا
في الاندلس قال الشعر شوقي اجمل شعره وايضا رد على نونية ابن زيدون وقصيدة ودع الصبر محب ودعك
يقول فيها احمد شوقي:
شكوت البين
ردت الروح على المضني معك أحســــــــن الأيـــــــــــام يوم أرجعك
مر من بعـــــــــــدك ما روعني أترى يا حـــــــــــلو بعدي روعـــــــك؟
كم شكوت البين بالليــــــل إلى مطلع الفجر عســـــى أن يطلعـــك
وبعثت الشـــوق بي ريح الصبــا فشكا الحـــــرقة مما استودعــــــك
يا نعيمي وعذابي في الهـــــــوى بعـــــذولي في الهوى ما جمعك؟
أنت روحي، ظلم الواشـــي الذي زعم القلب ســــــلي أو ضيعـــــك
موقعي عنــــدك لا أعلمـــــــــــــه آه لو تعلم عندي موقعـــــــــــك!
أرجفوا أنك شــــــــــــاك موجع ليــــت لي فـــوق الضـــنا ما أوجعك
نامت الأعين إلا مقلـــــــــــــــة تسكب الدمــــع وترعى مضجعك
وهي ردعلى قصيدة الشاعر ابن زيدون التي يقول فيها..
ودّع الصبرَ محبّ ودّعك
ذائع مِن سرّه ما اِستودَعك
يقرع السنّ على أَن لم يكن
زادَ في تلك الخطى إذ شيّعك
يا أَخا البدرِ سناء وسنى
حفظ اللَه زماناً أطلَعك
إن يطُل بعدك ليلي فلكم
بتّ أشكو قصرَ الليل مَعك....
في الختام نورد أبيات للشاعر نزار قباني عندما زار قصر الحمراء ووقفت قربه حسناء اسبانية
(غرناطـــــــــة)
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في جحريهما
تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
هل أنت إسبانـية؟ ساءلـتها
قالت: وفي غـرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
في تينـك العينين.. بعد رقاد
وأمـية راياتـها مرفوعـة
وجيـادها موصـولة بجيـاد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيـدة سـمراء من أحفادي
وجه دمشـقي رأيت خـلاله
أجفان بلقيس وجيـد سعـاد
ورأيت منـزلنا القديم وحجرة
كانـت بها أمي تمد وسـادي
واليـاسمينة رصعـت بنجومها
والبركـة الذهبيـة الإنشـاد
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها
في شعـرك المنساب ..نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي
ما زال مختـزناً شمـوس بلادي
في طيب "جنات العريف" ومائها
في الفل، في الريحـان، في الكباد
سارت معي.. والشعر يلهث خلفها
كسنابـل تركـت بغيـر حصاد
يتألـق القـرط الطـويل بجيدها
مثـل الشموع بليلـة الميـلاد..
ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريـخ كـوم رمـاد
الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها
والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا
فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازفاً
ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي
يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت
أن الـذين عـنتـهم أجـدادي
عانـقت فيهـا عنـدما ودعتها
رجلاً يسمـى "طـارق بن زياد"
التعليقات (0)