مواضيع اليوم

هكذا ..نفهم الاشتراكيه

mohamed benamor

2010-06-06 14:54:58

0

 

 



الاشتراكيه تعني في مفهومنا لها ..هي السعي لبناء مجتمع جديد تتم فيه تصفية الاستغلال والاضطهاد ويتمتع الانسان فيه بثمار انجازات الانسانيه حيث تكون المساواة الحقيقيه والوفره والسعاده من نصيب كل عضو من اعضاء المجتمع ..ان هذا لا يتم الا عن طريق المسك بعصب الحياة الاجتماعيه ومحركها الاساسي وهو النظام والقاعده الاقتصاديه التي يقف عليها بناء المجتمع بصوره عامه دون التغاضي عن اوجهه نشاطات الانسان الاخرى التي تمثل نتائج غير مباشره لذلك النشاط ... بل تفسيرها والتعامل معها من هذا الجانب (جانب الانفصال والاتصال الواحد ) وباختصار فان الاشتراكيه والنظام الاشتراكي الذي نسعى الى اقامته هو مجموعة قوانيين وتوجيهات تستند في مجملها على مبدأ خلق سلطه اجتماعيه تضمن تحقيق مقولة ((من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله )) والتي تستدعي عدة شروط والتزامات ياتي في مقدمة اولوياتها تاسيس نظام سياسي اجتماعي يستند الى حكم الاغلبيه والتي لا بد وان تكون طليعتها هي القوى الممثله لمصالح وقدرات الطبقه الاكثر فعاليه وتنظيما من بين الاغلبيه وهي الطبقه العامله سواء كانت تمثل شغيلة اليد او الفكر وباشتراط ان طبيعة عمل هذه الفئات ذا خصيصه متفرده تجعل منها فئات منتجه لشروط الحياة دون ان تكون مالكه ومسيطره على وسائل الانتاج وليس لها القدره على التحكم في ثمار انتاجه ..وهذا يعني بالضروره الغاء الملكيه الخاصه لوسائل الانتاج وتحويلها الى ملكيه عامه ..الا ان هذه العمليه التاريخيه لا يمكن ان تتم في ظروفنا الراهنه كقفزه مفاجئه وبدفعه واحده ,بل تبدأ اولا بتوعية الجماهير والمجتمع بكل فئاته وطبقاته المسحوقه والمؤهله لان تكون كذلك بواقعية واحقية هذه الاطروحات وكشف حقيقة تناقض ليس فقط المصالح الاجتماعيه لها مع مفهوم الملكيه الخاصه بل التاكيد على التناقض الفاضح الخفي بين مفهوم انسانية الانسان وتطلعاته في تحقيق ارادة العدل والمساواة وحقه في التمتع بحياته واثبات ارادته التي تحقق له وجوده الذاتي لكن بحكم الضروره ضمن اطاره الاجتماعي ..فلكل انسان حق في ان يستعيد ما فقده كعضو في مجتمع تنازل له عن حقوقه الطبيعيه من اجل ان يحافظ على وجوده كفرد ونوع ..لذلك فان المجتمع الاشتراكي يوفر للانسان فرصه اكبر لتحقيق وجوده الذاتي الذي ذاب واذيب في مفهوم الانسان الاجتماعي الذي خضع بالكامل لاشتراطات السلطه الاجتماعيه ..وبهذا فنحن نؤكد بالاضافه الى ما تقدم التاكيد على كشف ذلك التناقض المعقد والشائك بين صفتي الانسان ..بين دوره كعضو في جماعه وبين وجوده ككائن مستقل له وجوده الذاتي وان كان ذلك الوجود هو نتيجه حتميه لدوره كعضو .. وبهذا فان الاشتراكيه التي تعني في جوهرها (اشراك العلاقات الاجتماعيه عن طريق اشراك النشاط الاقتصادي ) انما تعزز فهمها ونمطها الوجودي الخاص الذي يفسر النشاطات الاخرى للانسان وكيفية ممارسته لها وجذور هذه النشاطات والانجازات التي حققها على طول مسيرته التاريخيه التطوريه ((كالدين ..والثقافه ..والفن ...الخ )) ان نقطة التوازن بين مفهوم الانسان العضو والانسان الفرد الذي تنازل عن الكثير من صفات ارادته الطبيعيه وبين الانسان الذي يسعى بصور مختلفه لاسترداد تلك الصفات ...تكمن فقط في اعتناق مبدأ الاشتراكيه ((على عكس ما يروجه لها خصوما ومحرفيها ) لانها تجعل من الانسان هدفها وتحقيق وجوده هو غايتها ..وهذا ايضا لا يمكن ان يتم بصوره دقيقه الا من خلال الاستغلال الامثل لقدرة الانسان في التفكير الخلاق الذي يمتاز به عن بقية المخلوقات وتوجيه هذه القدره الى منابعها الاصليه التي انبعثت منها وهي الماده الحيه ذي الخاصيه المعقدة التركيب (الدماغ) وطاقة هذه الماده القادره على ادراك كل ما هو موضوعي خارج عن ذاتها بصوره نقديه تسبر ما وراء الظواهر الشكليه الثابته الى سر تغيرها المستمر والدائب الى ((الحركه )) التي تكتنف كل شيء ..وهنا فقط يمكننا ان نستنتج بان هذا الجهد لا يمكن ان يتم الا بانبثاق نوع خاص من الوعي المركز الذي ينبثق عن طريق تكثف هذا الوعي في صوره خاصه جدا تعبر عن نفسها في منظومه فكريه تحتويها ذهنيه بشريه معينه ومحدده ..فتظهر بذلك فئه من الافراد المهيئين لاحتواء تلك القدره ((الانتلجنسييا )) والتي يجب ان نؤكد هنا انها لم تنبع في جوهرها من ذات هذه الفئه بقدر ما ان ظروف خاصه جعلتها وعاءا من طراز خاص قادر على استيعاب تلك التراكمات الواعيه ((وبالتاكيد فأن الاسس الفكريه للاشتراكيه هي منها )) ..ان المسأله الاساسيه التي يواجهها الانسان هي كيفية اجابته على ذلك التناقض الخفي المبطن بين دوره كعضو وبين وجوده الاصيل ..على ان هذا الوجود وبالتخصيص ظاهره الشكلي ومتطلباته واراداته لم يكن ابدا وفي اية لحظه من اللحظات يمكن ان تصلها مداركنا بمعزل عن دور الانسان كعضو في جماعه وعن تطور جدلية علاقته تلك ,فهو يمثل بحق نموذجا فريدا (لوحدة صراع المتناقضات )) وصوره معقده الملامح لتداخلات نتائجها ..ويعود هذا في الاصل الى التناقض العام بين فعل الوجود الموضوعي الغير ثابت والمتطور والمتحرك دائما وبين انعكاس صورة هذا الوجود المجرد في ذهنية الانسان الذي كون لكل ما هو موضوعي اطار انساني لوجوده والذي ياخذ منحنى اللاثبوتيه استنادا الى تفسير الوجود في مرحله معينه ..في وقت معين ..في موضوعه معينه ..ان الوجود الذي يصاغ بشكل او باخر في ذهنية (اللبوه)) بالتاكيد يختلف عن الوجود الذي يدركه (القرد ) ..وهما غيرهما عند الانسان ..فبينما يمثل وجود موضوعي معين مدرك جزئيا اي ادراكا لموضوعه معينه وتعامل محدد معها كعلاقه مجرده ..فأن الوجود الانساني اي صورة الوجود الموضوعي المكون لدى الانسان يكون اكثر شمولا واكثر تعقيدا وينتج عن ذلك ظهور ((اطلاقيه علائقيه )) في المجتمع الحيواني ..بينما يتخذ منحنى النسبيه الادراكيه لدى الانسان التي تؤطرها العلاقات الشموليه بين مواضيع الوجود ..ان هذه الشموليه الادراكيه التي يتميز بها الانسان تعتريها نفس الصفه الادراكيه الحيوانيه بابسط صوره ((ردة فعل مجرد )) حينما يحدث شرخ في تناول العالم الموضوعي بصوره مجزئه ومبتسره ..وهذا لا يحدث اعتباطا بل يعود الى ان ادراك الانسان ووعيه للعلاقات يتحكم فيها طبيعة عمله الذي يختلف عن عمل الحيوان بصفه اساسيه وهي ان دافع عمل الانسان هو التغلب على الطبيعه ((كل ما هو موضوعي ) وبين دافع عمل الحيوان الذي يعتمد على معايشة الطبيعه ومجاراتها ... وهذا ايضا له ما يفسره فان البناء البايلوجي للانسان يختلف اختلافا تاما من حيث نظام الاستجابه عن بقية الحيونات وادراكه لكل ما هو موضوعي يعتمد على الطبيعه التبادليه بين ادراكاته الاحساسيه (البصر , الشم, السمع .التذوق,اللمس) والتي تعمل كمنظومه موحده متكامله ..وقد يكون هذا متوفر بقدر معين في الفقريات العليا الا انه لا يتخذ الشكل الخلاق لدى الانسان بسبب المركز الذي يتحكم يتلك العمليه وهي مادة (الدماغ) ,وبهذا فأن الوجود الذي ادركه الانسان فريدا ..كان وجودا ((خماسيا )) متجزء ومترابط في ان واحد .......




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !