مصر ….... انتبهوا أيها الساده
أنا مصري ولكن ليس لكون أبائي وأجدادي مصريون فأنا مصري بالميلاد فقط .... ولكن لأن حبي لمصر هو ما جعلني أشعر بأنني مصري .... وكذلك هناك الكثير من غير المصرين بالميلاد ويحملون جنسيات أخري أحبوا مصر أكثر كثيرا من كثير من المصرين بالميلاد ولا يحبون مصر ولا يشعرون بأي انتماء اليها بل ويتمنون أن يهجروها الي أي مكان في العالم ويحلموا بيوم الخروج من أرض مصر الي أي مكان في العالم ..... ولكن كيف ولماذا نري كثير من المصريين يكرهون مصر التي خرجوا من رحمها …..؟؟؟؟؟؟؟؟
أسباب هذه الكراهيه كثيره وأهمها علي الاطلاق مادي بحت ..
فالشعب المصري اليوم اما أثرياء أو فقراء ناهيك عن الطبقه الأكثر فقرا أي المعدمين ماديا .. ولا توجد بمصر اليوم طبقه متوسطه .. لأنها تأكلت بفعل السياسات الاقتصاديه الخاطئه والتي اتبعتها الحكومات المصريه المتعاقبه ...مما أوجد فجوه ونوع من الطبقيه البغيضه حيث يتمايز البعض من الاثرياء علي الفقراء ... ويقابل هذا التمايز حقد طبقي من الفقراء ..... والذين لديهم قناعه تامه بأن ثروات هؤلاء الأثرياء هي أموال الدوله وأموالهم التي نهبها هؤلاء الأثرياء بطرق غير مشروعه .... حيث تهبط الثروات بطريقه مفاجئه علي البعض بدون أي شواهد مسبقه ..... وكذلك الحكايات المتواتره بين أفراد الشعب عن ... سرقات المال العام ... وبيع وحدات القطاع العام بابخس الاثمان والتي كانت بالنسبه لهم صروحا لها كل تقدير ... وأيضا استغلال النفوذ ... وتفشي الرشاوي والمحسوبيه والفساد الاداري ... وتزاوج رأس المال مع السلطه ... بالاضافه الي تفشي البطاله بين أفراد الشعب وخاصه بين أفراد الطبقه المتعلمه ...وارتفاع معدلات التضخم ... وارتفاع معدلات الجرائم .... كل هذا بخلاف غياب "المشروع القومي" والذي كان لفترات طويله سبب في نسيان الناس لهمومها والامها ومشاكلها واندماجهم في "المشروع القومي" .... والذي كان غالبا ما يكون الحروب ولفترات طويله ... أو بناء السد العالي ... أو غيرها و كان هذا المشروع القومي لفترات طويله بوتقه ينصهر فيها كل المصريين علي اختلاف طبقاتهم وانتماءاتهم وتتجه كل طموحاتهم وأمالهم نحو هذا المشروع القومي
أما الأن لايوجد أي مشروع قومي يلتف حوله المصريون ....
أي ما يسمي "بالفراغ الاستراتيجي" الذي يوجد بيئه خصبه لانتشار الشائعات ..وتوغل الأفكار الهدامه ..والاتجاهات الفكريه والسياسيه المتباينه والتي تدفع في كثير من الاحيان الكثير من الافراد الي الرغبه في الانتقام من المجتمع ... الرغبه العارمه في تحطيم بل وتدمير كل شيئ .... وفي هذا الخضم يلوز الكثيرون بالدين للاحتماء به من قسوه الأيام مما يجعلهم فريسه سهله لتيارات فكريه وعقائديه وافده تعيد تثقيفهم فكريا ودينيا بمفاهيم جديده عليهم وأهمها اعاده احياء الدين وتغيير المنكر الذي استشري ليصبحوا هم الفئه الناجيه
كل هذا يؤدي الي انتشار العداء الشخصي للحكومه والسلطه ... والتي أصبحت في نظر الكثير من أفراد الشعب هي سبب كل معاناتهم وألامهم .... كل هذه تعمل معا لاحداث ما يسمي "بالتدمير الذاتي" للمجتمع
والذي يؤدي بدوره الي الانفجار والثوره وتحطيم كل شيئ .... أو في حاله انتظار لحدوث هذا الانفجار يؤدي الي افراز "المواطن السلبي" ..الرافض ..والكاره ..والحاقد ..والفاقد لأي "انتماء للوطن" ..والذي هو "معول هدم" لهذا الوطن .. هذا المواطن ينتظر بفارغ الصبر الشراره التي من خلالها يستطيع أن يدمر وينهب كل ما تطاله أياديه فهل ما نصبوا اليه هو تدمير "مصر" ... تدمير كل المنجزات التي تحققت ... هل ماعجز الأعداء عن تحقيقه بالمخططات ننفذه نحن بايدينا ... الف هل وهل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والحل
الحل هو العوده الي "المشروع القومي" لاجتزاب المصريين حوله مره ثانيه ...
ولكن ليس من خلال الحكومه أو السلطه ... ولكن من خلال"رجال الأعمال" الأثرياء والذين أثروا وكونوا ثروات كبيره في العقود الثلاث الماضيه .... وأنا لا أتهمهم في ثرواتهم .. ولا أحسدهم عليها .. ولا أطلب منهم أن يفعلوا كما فعل "بيل جيتس" أثري أثرياء العالم صاحب "مايكروسوفت" عندما تبرع بثلثي ملياراته للعمل الخيري
ولكن كل ما هو مطلوب منهم هم حق "الله" "زكاه المال" وأنا لا أتهم أي أحد بعدم اخراج زكاه المال ... ولكن مشروع قومي جماعي هو المطلوب ….كل منهم يعرف مقدار ثروته بالتحديد ويعرف مقدار "زكاه المال" عليها ... وهؤلاء معا يستطيعوا مجتمعين أن يشكلوا "المشروع القومي" والذي من خلاله يستطيعوا أن يكفلوا الملايين من الفقراء من دواء أو كساء ... ينشئوا المستشفيات المجانيه والمدارس .... ويتبنوا النابغين من أبناء الشعب ليصبحوا علماء ... ويساندوا البحث العلمي وغيرها الكثير الذي يستطيعونه وبدون أي تدخل حكومي ينشئوا "المشروع القومي الجماعي" ويتبنوا فكرته ويمول من زكاتهم .. وهناك الكثير من "الفتاوي" التي تجيز انفاق أموال الزكاه في هذه المصارف .... وأموال الزكاه هذه "ماعون" لاينضب أبدا ... وهو تحصين لهذه الثروات من كل الغدرات .. وفي نفس الوقت ازاله "المراره" من حلق الفقراء المطحونين وجعلهم يشعرون بأن لهم من يفكر بهم ويكفلهم ويمسح دموعهم ويزرع البسمه والتي نسوها منذ زمن علي شفاههم ويعيد اليهم الانتماء لهذا البلد الذي ننتمي اليه جميعنا حتي لايكون هناك قنبله موقوته اسمها المواطن السلبي
فهل من استجابه لهذه الدعوه ؟؟؟
مجدي المصري
التعليقات (0)