مواضيع اليوم

هكذا قتلت شهرزاد..!

مريم ناصر mn

2012-11-07 07:34:08

0

حين نقرأ شهرزاد مكتوبة في أي مكان, فنحن نتهيأ بشكل لا إرادي للحكايات, لليالي ألف ليلة وليلة, للأساطير, للشعر, للحب, للتضحيات, للجنس,للسحر, للجن, لغواية الكلمة من فم أنثى أسطورية روضت الرجل في الحكايات الكاملة و المنقحة و المتداولة فيما يعقل ولا يعقل مما سمعناه أو قرأناه هنا و هناك..


لفت إنتباهي العنوان, و اسم جمانا حداد, عرفت إني سأكون أمام شئ مختلف, و تذكرت اليوم الذي عرفتها فيه كشخص , جمعني بها أحد المجالس الأدبية الذي أستضاف كتّاب بوكر, و كانت هي هناك, بشعرها المتمرد تناقضاتها وهدؤها الذي لا يشبه جمانا التي تشرف على (الجسد) ولا التي تكتب عن الموت و الإنتحار و الشعر في تناقضات ساحرة,,

أذكر تماماً, كيف ردت بهدوء و بغضب في آن واحد عن إحداهن حين إستفسرت منها بإستفزاز عن فساد بوكر!
خرجت جمانا من ثوب المثقفة المتفهمة,و أخرجت مخالبها, لتقول لها بلسان طفلة غاضبة:هذه مجرد إشاعات.
لم يكن تركيزي في الحوار بنفس الدرجة التي كنت أراقب فيها بدون قصد تحولات جمانا, بعد غضبها القصير كانت تهز قدميها بتوتر, و أستمرت الجلسة بدون إستفسارات أخرى توجه لها.


قرأت الكتاب الذي طبع في 2012 من 190 صفحة في جلستي قراءة,وفي الحقيقة لا أعرف إن كنت أستطيع أن أقول أن الكتاب أعجبني أو لم يعجبني,فجمانا جمعت التناقضات التي لا تنكرها هي نفسها في الكتاب.
كتابها موجه في الأصل للغرب و كتب بالإنجليزي, و تمت ترجمته للعربية, و جمانا حين خاطبتهم, كانت تقول في أحيان كثيرة, أنا لا أختلف عنكم, أنا لا أشبه النساء العربيات, أو على الأقل الفكرة النمطية الغربية عنهن.
لا أستطيع أن أقول أيضاً أنها ملحدة,لأنها تتحدث عن الله كتنين و مخلوق مخيف,و تنكره في جمل هنا و هناك, هي مؤمنة..لكن مؤمنة بنفسها و بأحلامها و آمالها وأفكارها!


في كتابها هكذا قتلت شهرزاد,تتحدث جمانا حداد أيضاً عن الإسلام و المسيحية كمواضيع مثيرة للجدل خاصة في وقتنا الحالي أو منذ الأزل على وجه التحديد, فأن أردت أن تلفت أنظار المسلمين تحدث عن ديانات أخرى , و إن أردت أن تلفت أنظار الغرب كله تحدث عن الإسلام!
تتحدث عن بيروت بنفس التناقضات, تذكرها بحب و بحالات الحرب وعن وضع المرأة في عالمنا العربي و نظرة المجتمع إليها.
لا أعرف ماذا أقول عن كتاب جمانا حداد,فهو كتاب يشبهها كثيراً, ولا يشبهني كقارئة عربية مسلمة و أنثى تقرأ و تعيش و تتنفس و حتى في تمردي لا أشبهها,هناك جزء داخلي يجعلني أحترم كوني هكذا, ولا أبحث عن بديل ولا مبررات,لدي أصدقاء من جنسيات مختلفة و بديانات مختلفة أيضاً,لكن لم أشعر ولا مرة بأني أحتاج أن أبرر لهم أنوثتي,ولا ديني,ولا كوني عربية بل نجلس على طاولة حوار فكرية نناقش فيها ما يلتبس علينا و كل طرف في الطاولة يحترم الآخر ولا يقلل منه!
ولا أقول أن العالم كله يعرف عن النساء العربيات و يتفهمهن, فكثير منهم له نظرته العامة و الشاملة, مثلما كثيرين لدينا لا يرى في الغربيات سوى عاهرات شقراوات و سيقان عارية!
ولكن لأي درجة نحتاج أن نبرر لهم؟!أو يحتاجون هم للتبرير لنا؟
ربما قتلت جمانا شهرزاد التي تعرفها,أما شهرزاد ألف ليلة و ليلة التي نعرفها ستظل حية و جميلة و ذكية, ستجعلنا نتذكر دائماً كم أشغلت ثقافات العالم كله بحكاياتهاو أنوثتها.
@mariamnsr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !