ملاحظة ما سوف تقرأونه ليس معلومات ولا تحليل سياسي بل كله من نسج الخيال الذي قد يكون افضل من الواقع السياسي والاجتماعي الذي نعيش . (فـ ما حدا يزعل او يتصل بـ فرع المعلومات)
في ذلك اليوم القريب وعند الثامنة صباحا ً حين يكون فلان الفلاني - وهو احد المفاتيح الانتخابية المحسوبة على حزب "القوات" في منطقة "حوش الامراء " في زحلة البقاع الاوسط - يغادر منزله الكائن على الطريق العام تمر سيارة رصاصية اللون رباعية الدفع من نوع تويوتا "لاند كروزر" تتوقف امامه ويترجل منها ثلاثة مسلحين ملثمين ويطلقون النار عليه مستعملين مسدسات رشاشة مزودة بكواتم للصوت فيردونه قتيلا ً ويفرون بالسيارة متجهين شمالاً ... شهود عيان قالوا ان السيارة كانت بلا لوحات ...
ينتشر الخبر بسرعة في زحلة والجوار وبعد حوالي نصف ساعة يُبث عبر وسائل الاعلام بيان صادر عن "القوات" يشجب ويستنكر ويتهم صراحة "حزب الله" بعملية الاغتيال .
"تيار المستقبل" يستنكر ايضا ً ويتضامن مع القوات في حين يقوم انصاره بالاحتجاج والتظاهر في المناطق المحيطة بزحلة وصولا ً الى المصنع ... بعد ذلك وعند مرور باص في الكحالة باتجاه البقاع - يحمل ركابا ً من الضاحية الجنوبية - توقفه مجموعة ملثمة ايضا ً وتبدأ ضرب الركاب بالعصي والحجارة والادوات الحادة الامر الذي يؤدي الى مقتل ستة ركاب وجرح اثني عشر اخرين بجروح بالغة.... في الوقت ذاته وفي احدى قرى عكار البعيدة تقوم مجموعة مسلحة بمهاجمة منزل احد مسؤولي الحزب القومي في البلدة فتقوم بذبحه امام عائلته المكونة من زوجته وبناته الاثنتين قبل الاجهاز عليهم ...
تنتشر الاستنكارات ومواقف الشجب والرفض وتستدعى الحكومة الى اجتماع طارىء كما يجتمع مجلس الامن المركزي الذي يدعو جميع الفرقاء الى ضبط النفس والابتعاد عن التحريض المذهبي والطائفي فيما تدعو رئاسة الجمهورية القيادات الى جلسة "طارئة للحوار" .
لكن الشارع يكون اقوى فسوف تستنفر الاحزاب في كل المناطق وتنزل المجموعات المسلحة الى الشارع لتبدأ عمليات الخطف والخطف المضاد في تلك الليلة يطل قائد القوات على الشاشة مخاطبا ً اللبنانيين ومتهما ً حزب الله بكل ما آلت اليه البلاد وبعد عرضه لكل الاحداث يعلن اطلاق الجناح العسكري للقوات لحماية ما أسماه " المجتمع المسيحي الحر " من المحور السوري الإيراني، وفي الليلة نفسها يظهر زعيم التيار الوطني ويدعو جميع قوى المعارضة للتصدي للمؤامرة الكبيرة التي تستهدف الجميع في كل لبنان ...كما يكون هناك تصريحات لافتة من بكركي والاميركيين والمسؤولين الغربيين تصب الزيت على النار ...
اسرائىل تكثف طلعاتها الجوية وتقوم بتحركات على الحدود مع لبنان...
حزب الله يحذر الاسرائيليين من ارتكاب اية حماقة في الجنوب ...
سوريا تستنفر جيشها على طول حدودها مع لبنان وتحشد قواتها الى الجولان .. كل ذلك يترافق مع زيارات مكوكية بين ايران وسوريا وتركيا ...
كل ذلك يحدث في ذلك اليوم القريب جدا"...
يتبع ...
ايلول ٢٠٤٠
تابع لما سبق....
هاقد مرت ثلاثون سنة والذي كتب ما سبق ودون يوميات الحرب كان أبي، وقد توفي قبل انتهائها او ايقافها.... وكما تعلمون ايضا ًفان معظم ابطال الحروب اللبنانية طوال السنوات الماضية قد ماتوا او استبدلوا او انتحروا او قتلوا او استشهدوا اذا اردتم وان الامور كلها السياسية وغيرها قد آلت الى ورثتهم ... الى اولادهم .. إنهم يتكلمون الآن كما في الأمس عن حوار، عن اتفاق جديد سوف ينبثق عنه دستور جديد ... قانون انتخاب جديد ... مرحلة جديدة من "التعايش " ل ١٠ او ١٥ سنة القادمة.... حتى يحين موعد الحروب الجديدة .
التعليقات (0)