مواضيع اليوم

هكذا تسترد الحقوق زمن حروب الطنطنة؟!

احمد النعيمي

2010-06-11 12:27:09

0

 

الصورة الأولى:
الرئيس الليبي "معمر القذافي" صاحب التعليقات الأكثر لذوعة في العالم، أو بعبارة اصح " الرجل الدون كيشيوتي الأكبر" في العالم، يقف يوم 23 من سبتمبر الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويطلقها حرباً ضروساً ضد مجلس الأمم المتحدة، ويعلن رفضه للدول دائمة العضوية فيه، ويطلق عليه مجلس الرعب، واصفاً حق "الفيتو" بأنه إرهاب، وطلب واقترح، وطبل وزمر، ومزق ميثاق الأمم المتحدة، وأعلن أن بوش وبلير هم الإرهابيين الأكبر في العالم باعتبار أنهم دخلوا العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل، وتبين كذب هذه التهمة فيما بعد، وندد بحكم الإعدام للرئيس العراقي صدام حسين، فيقول :" لا نعرف من نفذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي صدام حسين يوم العيد،لأن من نفذ الحكم كان ملثماً، ويقال أن هؤلاء الملثمين كانا بوش وبلير.." ورفض كذلك التعامل مع محكمة العدل الدولية إذا لم تحقق العدل على الجميع قائلاً:" نحن شعوب مستعدة للقتال والموت، كي لا نعيش في هذا الوضع، وجربونا" ومرت الأيام ولم يلق صراخ هذا "الدون كيشيوت" أي اهتمام ولم يلق لكلماته أي بال، ولعمري ما سمعت أن بمثل هذه المهازل والصرخات تسترد الحقوق، وهذا ما لم يفعله أحد من أجدادنا سابقاً، وما لن يفعله أحفادنا لاحقاً، إذ كانت السيوف والمدافع وساحات الوغى هي التي ترد لهم حقوقهم، وما كان لهم ليتسيدوا العالم بالصراخ والاستكانة والتضرع، والصراخ.

الصورة الثانية:
في تصريح لصحيفة "ديلي ميل" يعلن سيف الإسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي من أيام، إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، أصبح مستشاراً لوالده، مؤكداً أنه صديق شخصي للعائلة، وأنه زار ليبيا مراراً منذ خروجه من منصبه.
ودافع الابن عن حق بلير في أن يكون له علاقات مع ليبيا، قائلاً:" إن كثيراً من الناس انزعجوا منه بسبب العراق ومن الأسهل كثيراً التعامل مع المؤسسات الليبية للاستثمار، فمن حق توني بلير جني المال فهذا أمر جيد بالنسبة إلى رجل أعمال، والمؤسسة الليبية جاهزة للحديث مع أي شخص يرغب بإقامة أعمال مع ليبيا، وشدد على أن بين ليبيا وبريطانيا علاقة خاصة" وكأن كلام أبيه في الأمم المتحدة كله كذب في كذب وما قاله الابن هو الحقيقة البينة، ورغم نفي بلير لما نقله القذافي الابن إلا أن هناك عدة تساؤلات تظهر على الساحة:
1. إن هناك علاقة وثيقة ومؤكدة بين بلير والقذافي خاصة وبريطانيا عموماً، رغم نفي الأول لهذا، فلماذا إذا هذا الكذب، والتهجم فقط بالشعارات، وفي النهاية علاقات خاصة!؟ وهذا إن أكد على شيء فإنما يؤكد أن الحكومات لا تهتم لدماء المسلمين التي تسقط على أيدي هؤلاء المجرمين، وإنما هي مصرة على أن تجعل هؤلاء السفاحين يتحكمون برقابنا، إلى آخر رمق من حياتهم!!
2. ما هذه الغثائية والمرض القذر الذي يعانيه حكامنا وكثيرٌ من أناس زماننا، من ضعف للذاكرة، حتى نسو به جرائم هذا السفاح فعملوا على تقليده منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعميلة السلام في الشرق الأوسط!! ولاشيء في هذا سوى أنهم خونة وعملاء، ومتآمرون ضد شعوبهم. وليس بمستبعد ولا بغريب على هؤلاء الأقزام أن يولوا المجرم بوش الابن حمل راية سلام جديدة!؟


الصورة الثالثة:
الرئيس الإيراني نجاد يحضر مع الزعيم "الدون كيشيوتي" مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما دخل من قبلها في بداية عام 2007م المنطقة الخضراء، وتحت حماية المحتل الأمريكي، بالرغم من أنه صاحب شعارات الموت للأمريكان واليهود، وقد التقى وفد إيراني برئاسة وزير العلوم في حكومة نجاد وهو "محمد مهدي زاهدي" مع نظيره اليهودي في مؤتمر "سزامي" والذي أقيم عام 2008م حيث دخل الوزير الإيراني في نقاش مع وزير العلوم اليهودي السابق "راغب مجادلة" وذلك كما نقل موقع جيهان الذي أكد أن زاهدي اجتمع بالوزير اليهودي بعيداً عن أعين الكاميرات ووسائل الإعلام خلف الأبواب الموصدة. وكذلك اللقاء الذي جمع الإيرانيين واليهود في مؤتمر القاهرة في الشهر العاشر من السنة الماضية لمناقشة ضبط التسلح النووي، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام. ولذلك فإن الحديث عن تطبيق حصار بحقهم وان أقرت ما أقرت به الأمم المتحدة من أيام، فهي مجرد أكاذيب لا أكثر ولا اقل، فعشر سنوات من محاولة إنزال عقوبات بحقها لهي اكبر كذبة، ومثل هذه المدة كفيلة بأن تحقق لهم كل شيء؟! بخلاف الحصار الحقيقي الذي فرضته دول الصليب على العراق في التسعينات من القرن الماضي، حيث أكل فيه الشعب العراقي الأخضر واليابس، بعد أن كانوا أفضل حالاً من كل الشعوب وحتى الشعوب الخليجية، وخصوصاً بعد أن تحول العراق إلى مركز للعلماء والمبدعين من كل أنحاء العالم، مما جعل الغرب يقرر تدمير هذه العقيلة وهذه التكنولوجيا الإسلامية الجديدة، وهذا ما صرح به اليهودي "رامسفيلد": بأنهم سيعيدون العراق إلى عصر ما قبل الصناعة"، وبمجرد فرض هذا الحصار لم يخرج الرئيس العراقي صدام حسين – رحمه الله – من العراق مطلقاً، ولم يزره أي رئيس آخر، إلا الرئيس البطل "هوغو تشافيز" الذي تحدى الإدارة الأمريكية والغربية ودخل بغداد وتجول مع الرئيس العراقي في شوارعها، وبعد أن تمكن الصليبيون من دخول بلد الرشيد، أخذوا يغتالون العقول العربية المسلمة، وعلى رأسهم إعدام الرئيس العراقي الفذ، والذي وقف أمام المد الغربي والرافضي ومنعهم من الانتشار في البلاد الإسلامية، فتم إعدامه على أيدي الاحتلال الأمريكي وأذنابهم من عملاء إيران يوم عيد الأضحى المبارك.

الصورة الرابعة:
من أيام، أو إذا كنا أكثر دقة بذكر الحقيقة، منذ أربعين سنة، أي بظهور الحكومة النصيرية في سوريا، وحكومات الآيات في إيران، ما انفكت حروب الطنطنة بين الفريقين، مستمرة والتي كان آخرها، معركة إعلامية مخيفة على صواريخ سكود والتي ادعى فيها اليهود أنها نقلت إلى حزب الله في لبنان، الطبل الأجوف حارس الحدود؛ وكلما سمعنا الصراخ والتحليلات النارية ندرك جميعاً بأننا على أبواب حرب مريعة تأكل الأخضر واليابس، وإذ بهؤلاء المتصارعون يجتمعون جميعاً في اسطنبول، بعد سقوط ضحايا الحرية الأتراك الأبطال، مع السفير اليهودي، ويظهر من جديد أبطال المقاومة والممانعة وجهاً لوجه من جديد، وبكل جراءة وتحدي، وكأنهم ليسوا هم أنفسهم الرافعين شعارات الموت لهم!؟ وكأنهم ليسوا هم المطلوبين لهم؟! وكان حروب الطنطنة ما كان لها أبداً، أن ينطلق منها رصاصة؟! وإنما بقيت لتكون مجرد خطب وشعارات!! وأي شعارات تلك!! وهي التي تكذبها كل تلك الصور!! كما قال احمد مطر، في قصيدته التي حملت عنوان: " شطرنج"

منذ ثلاثين سنة
لم نر أي بيدقٍ
في رقعة الشطرنجِ
يفدي وطنه
ولم تطن طلقة واحدةٌ
وسط حروب الطنطنة
والكل خاض حربه بخطبة ذريةٍ
ولم يغادر مسكنه
وكلما حيَّ على جهادهِ
أحيا العدى مستوطنة!


القرار الشجاع الوحيد، وفي أقله، والذي ينبغي فعله الآن هو مقاطعة الدولة المسخ مقاطعة نهائية بدلاً من الحديث عن السلام المزعوم، وتعليق جميع المعاهدات التي أقمناها، وحصار الدولة المسخ وحصار الدول التي ترفض مقاطعتها، ولنترك للشعوب المسلمة لتقول كلمتها في أعداء الله وأعداء دينه، إلى أن نحشد جيوشنا ونشحذ أسلحتنا وبنادقنا لاسترداد ما أخذته من أراضينا، بدلاً من التسكع على أعتاب مؤتمرات لن تغني ولن تسمن من جوع، هذا إذا كنا حقيقة نريد أن نتقن حروباً غير حروب الطنطنة!؟ وبدل أن يكون الحديث عن حصار سيكون عندها حديث عن تطبيع للعلاقات، كما يطالب به اليهود، وعندها لن يكون الحال أكثر سوءاً مما قاله احمد مطر، في قصيدته "فوق العادة":

اكتب عن عاهرةٍ
.. عاهرة مصون!
خائنة مخلصة ٍ
قاسية .. حنون!
تشرع باب ليلها
وسابحات خيلها
لعاصف الجنون
وبعد أن تنخلع الرِّكاب والمتون
وتسقط الحصون
تبحث عن قرض لكي تدفع للزبون!
ادفع ُ عمري للذي
يعرف من تكون!

أظنكم قد عرفتم من تكون، مشاهدة ممتعة لكاس العالم وتصبحون على ليل

احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !