مواضيع اليوم

هكذا أنتقم بطريقتي الخاصة من رداءة الجرائد المغربية

عزالدين أمزيان

2009-05-24 09:02:06

0

بما أنني مستهلك كبير للجرائد المغربية يوميا و منذ ما يفوق العشر سنوات، و بما أنني وصلت لقناعة مفادها أن جرائدنا المغربية تمتاز و بكل صدق بالرداءة إلا في حالات استثنائية، فإنني أقوم و منذ السنوات الأولى لهواية قراءة الجرائد المغربية بعملية انتقام خاصة من هذه الرداءة التي تستحوذ على كل ما أملك من مال.

طريقتي الخاصة في الانتقام من رداءة الجرائد المغربية، تتمحور أساسا باحتفاظي بكل ملحق يصدر مجانا بإحدى الصحف المغربية، أكان هذا الملحق رياضيا أم سياسيا أم فنيا أم بمناسبة خاصة، سواء كان باللغة العربية أو الفرنسية، دون المرور عبر بوابة شراء عدد تلك الجريدة التي أصدرت ذاك الملحق المجاني.

ما كان يساعدني على هذه السرقة التي تتم بطريقة لا تثير الشبهات أو الشكوك، هي تلك العلاقة التي كانت تربطني بالشخص المكلف ببيع الجرائد، حيث كانت عندي حرية كبيرة في أخذ العدد الذي أريد قراءته من الصحف المغربية، على أن أرد له من بعد تلك الأعداد، و التي أكون قد احتفظت بكل ملحق صدر في إحدى الجرائد المغربية.

الشيء الذي كان يحول دون أن ينتبه صديقي لفعلتي هاته، هي أنني كنت أعمد إلى إرجاع الجرائد اليومية يوما قبل تاريخ إرجاعه للمرجوعات التي لم تباع، فلا يكون له الوقت الكافي لتفصح تلك الأعداد الكثيرة، و هل هناك صفحات تنقصها أم لا، ليكون النجاح مصير جميع عملياتي إلى حدود كتابة هذه السطور.

و عندما هجر صديقي هذا إلى الديار الإيطالية، بقيت محروما لبعض الأيام من ممارسة هواية سرقة كل ملحق مجاني يصدر بجريدة مغربية، عمدت مرة أخرى إلى طريقة ذكية تجعلني قريبا يوميا من الإحتفاظ بتلك الملاحق، فربطت الاتصال بشخص آخر أعرفه و يعرفني جيدا أنني مهووس بقراءة الجرائد و شرائها أيضا، فاقترحت عليه أن يمدني ببعض الأعياد اليومية من الجرائد المغربية قصد بيعها بالمحل التجاري الذي أملكه، فوقع الإتفاق على أن أنال عشرون سنتيما عن كل جريدة قمت ببيعها.

لم يكن يهمني ذاك الهامش الصغير من الربح أو عدد الجرائد التي سأبيعها يوميا، لأنني كنت متيقنا منذ اليوم الأول أنني لن أبيع إلا أعدادا قليلة جدا في الأسبوع الواحد حتى لا أقول اليوم الواحد، بل إن ما كان يهمني هو القيام بالإحتفاظ بتلك الملاحق دون المرور عبر بوابة شراء الجرائد التي تصدر بها.

و حتى لا تنطلي الحيلة على صديقي الجديد، عملت لبعض الشهور على شراء عددين أو ثلاث أعداد كل يوم حتى أظهر له أن هناك بعض المبيعات، و بالتالي الإبقاء على عملية مدي بالجرائد بشكل يومي، ليكون الرابح في الأول و الأخير هو أنا، لأنني من جهة كنت أربح بعض السنتيمات من خلال الجرائد التي أشتريها لأنني كنت سأقتنيها بثمنها الأصلي، ثم ثانيا و هذا هو الأهم هو قراءة أكبر عدد من الجرائد كل يوم و الإحتفاظ بكل ملحق يصدر بجريدة مغربية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !