بقلم حسن لمريس,
عندما تسير مشيا في شوارع مدينة الدارالبيضاء،وخصوصا شارع الزرقطوني الذي يعد أكبر شارع في مدينة الدارالبيضاء عليك أولا أن تنتبه لنفسك وتضع عينك وسط رأسك، فسيارات الإسعاف التي تطلق صراخها من دون أن يكون بذاخلها مريضا أو شخصا في حالة خطيرة وكذلك سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة والشاحنات التي لن ترحم القليل من غفلتك,مجرد لحظة سهو قد تجد نفسك تحت إحدى عجلاتها،أو يدفعك سائقها للأمام إن كان صبورا..وإن لم يكن..أنت تعلم !
ذاخل سوق (القريعة) كما يسميه البيضاويون وهو سوق كبيروتباع فيه جميع أنواع الملابس للرجال والنساء وتوجد به محلات أنيقة إضافة إلى الباعة الذين يفترشون الأرض في غفلة من أنظار رجال (العنيكري)...وأنت تمشي ذاخل السوق الكبيريجب أن تتجاهل وتنتبه لكافة محاولات الوصول إلى جيبك، سواء من اللصوص..أو الشحاذين الذين يتوسدون جانبي أزقة السوق، عليك أيضا ألا تلتفت لسيدة تحمل طفلا صغيرا وتدعي أن زوجها بمستشفى الطواريء، وحينما تخبرك والأسى يملأ قسمات وجهها (الفلاحي) أنها لا تجد المال كي تعود لقريتها لتخبر أهله، عليك أن تتجاهلها و تهرول بكل ما أوتيت من قوة من أمامها، لأنها قد تطلب منك مالا-سوف يبصق عليك الطفل الصغير إن لم تدفع- أو تقترض منك هاتفك لتجري مكالمة، حينها ستغوص في الزحام ولن تعثر لها على أثر، وعندما تتصل برقمك سوف تجد الهاتف مغلقا أو مشغولا بالفعل، وربما يرد عليك رجل أجش الصوت ويخبرك ألا تتصل على هذا الرقم ثانيا يا أبن أل...ة !
وإن كنت تحب منظر البحر وأستهوتك زيارة شاطئ(عين الذياب) كورنيش الدار البيضاء الذي لا ينام ورأيت فتاة جالسة أو واقفة ولعب الشيطان برأسك، أعلم أنك في عداد الجرحى إن لم تدفع تعويضات مالية بسبب تحرشك عليهاأو ستجد نفسك في إحدى مخافر الشرطة القريبة,فصديقها أوأخيها-(غليظ الجسم طويل القامة)- يتابع الموقف من بعيد.
إن كنت مثقفا مثلي ولا تستطيع دفع ثمن فنجان قهوة في مقاهي (عين الذياب) الذي يساوي أجرة عامل في إحدى الضيعات الفلاحية, عليك أن تنتظر أمام مذخل الشاطئ أو قرب كشك الصحافة تتصفح بعض الجرائد حتى ينتهي الزحام، وإن طال انتظارك ومل منك البائع أشتر أي صحيفة حزبية ولو كنت تكره لمسها كي تستفيد من عدد صفحاتهاالكثيرة في تلميع زجاج نوافذ بيتك أو سيارتك.
الأن,أنت في (باب مراكش) ولا يمكن لأي زائر مغربي أو أجنبي أن يزور مدينة الدارالبيضاء من دون المرور عليه,محلات(الملابس والأكل السريع والأشرطة الصوتية والأجهزة الإلكترونية),زواره مغاربة وأجانب وعرب وأفارقة,وقد أصبح الأفارقة ينافسون المغاربة وقد أزداد الباعة الأفارقة المتجولين في الأونة الاخيرة بشكل كبيرحتى أنهم يتفوقون على المغاربة من حيث (الماركوتينغ),لكن بالرغم من ذلك فهناك فئات أخرى من الأفارقة يلجأون إلى النصب والإحتيال على المواطنين وكذلك سرقتهم,ولقد ألقت مصالح الأمن بالمدينة القبض على الكثير منهم بعدما تمت مداهمة المنازل والشقق التي يكتريها البعض منهم,ويعمد إلى تزوير الأوراق المالية,وكذلك بيع المخدرات القوية كالهروين والكوكايين,مما جعل الحكومة المغربية تنقل العديد منهم إلى بلدانهم الأصلية.
التعليقات (0)