هـي والمرآة .. !

ـ 1 ـ

عبقٌ هنا، وعوسجة هناك

ترتوي من خمر الأمنياتْ

تُمزّقُ الليل،

وتُشعل الأفق المنقوش

في عبيرِ الأمسياتْ

ـ 2 ـ

عبقٌ هنا، وهناك للصّوتِ رجّاتْ

تمتدّ يدٌ

تنشقّ رقصة الصّمت

في جوفِ مرآة .

تزدهي نجمة،

في هذيانِ القاتْ .

ـ 3 ـ

عبقٌ هنا، وأنتِ هناك

تعشقكِ المِرآة .

ويستجلي شعركِ المشط،

وتتراءى في هذا النّورِ

غمغماتْ .

ـ 4 ـ

عبقٌ هنا، وأنا هناكَ

يسرقني السّرُّ

في عبقِ المُفرداتْ .

وثمّة لحظة مُلتفّة

يشيعُ في جوفها الهواء

ولدى مُنعطف الكلام

ينفجرُ الوردُ بالتّمتماتْ .

تصوغُ النّشيد،

وتتخفّى أغنياتْ .

ـ 5 ـ

عبقٌ هنا، وكلامٌ هناك

ينفرج عن لغة تتشكّل

فانوسُ أمنياتْ .

عبقٌ هنا، تتركه هناك،

يعجن الليل،

بضوء يُبلّله النّدى

ويحلم بتقاطع الأشياء

فوق سرير التّمتماتْ،

ظلّه السّاري هنا

يشربه الصّمت هناك .

ـ 6 ـ

عبقٌ هنا، وليلٌ هناك

فلا تسترح لانفلاش اللغة

فالصّحوُ يخدش انسياب العسل،

ولا تستسلم لاجتياح المعنى

قرّب عينيك من شعلة السّواد،

واختر عبق الفواصل

والنّقاط .

جدّد بياضك،

حتى يسترخي اللّهاثُ في سِرّ المكان

المُهيّأ لكشفِ وجدك،

المُتبتّل في السّهاد .

ــــــــــــــــــــــــ

كورات الجيلالــي