هواتف الجنس ... حقائق مثيرة
من بين الظواهر في الولايات المتحدة التي ترتبت لاحقا بعد إختراع الهاتف ، هو ما يسمى بهواتف الجنس ..... ومثلها مثل كل منتج أمريكي إمتدت هذه "الصناعة" إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط . ووصلت بالكثير من روادها إلى حالات مريرة من الإدمان بل والإستغناء والنفور عن ممارسة الجنس الواقعي لدى البعض من الجنسين في حالة شبيهة بحالة الإدمان على ممارسة العادة السرية.
وفكرة هواتف الجنس بسيطة وجهنمية في آن واحد عبارة عن بدالة لرقم هاتف دولي أو محلي يتصل بها من يرغب في مجرد التحدث مع الرجال أو النساء أو الإيحاء بممارسة الجنس معهم عبر الهاتف وإطلاق المجال للخيال خلال ذلك .
وقد نشأت هذه الفكرة خلال حرب فيتنام حيث كان الجنود الأمريكان يتصلون هاتفيا بزوجاتهم أو صديقاتهم .. أو مثلييهم في الولايات المتحدة . ويتضمن الحديث التعبير عن الحب والأشواق والغربة والحرمان والرغبة في ممارسة علاقة حميمية وإنطلاق الخيال للتعبير عما سيتم فعله عند العودة واللقاء تحت سقف واحد وخلف باب مغلق ..... إلخ مما يدور من جملة أحاديثٍ كهذه خلال محادثاتٍ كهذه في ظروفٍ كهذه.
وتكون البداية للمستجدين بعد الإطلاع على إعلان في صحيفة أو مجلة ما للإتصال على رقم هاتف محدد للتحدث مع حسناوات أو مع شاب وسيم . وبالطبع لا تنسى الشركة التي تدير مثل هذه الأعمال أن تضع صور لموديلات شبه عاريات بلباس البحر البكيني في أوضاع مختلفة وهن يمسكن بسماعات الهاتف لغرس الإنطباع لدى البلهاء بأن التي تخاطبهم على الجانب الآخر هي هذه الموديل أو شبيهات لها .... وبالنسبة للفتيات والنساء يتم وضع صور لشباب رياضي من ذوي العضلات المفتولة وكمال الأجسام لإحداث نفس التأثير الإستلابي الذي تتركه الموديلات النسائية من ذوات القوام الغزالي الرشيق على المتصلين الذكور.
ومع تطور وسائل الاتصال تشعبت معها هواتف الجنس أيضا وباتت تعلن عن نفسها من خلال فضائيات خاصة بها أو من خلال وصلات إعلانية ببعض الفضائيات التجارية الخاصة ثم أخذت حظها أيضا من الشبكة العنكبوتية عبر خدمات الشات. وباتت في مجملها صناعة مربحة تدر على أصحابها المليارات من الدولارات وعلى المستخدمين في مجالها مداخيل يومية عالية وفق إفاداتهم الشخصية.
والأدهى وأمر من كل ذلك أن هذه الشركات التي تدير ما يسمى بهواتف الجنس تقوم بتوفير خدمات التصنت لآخرين لغرض إشباع حب الاستطلاع لدى البعض على المكالمات التي يجريها البلهاء مع النسوة وحيث يجد كثيرون متعة ولذة شاذة غريبة من نوعها لمجرد إنصاتهم لأصوات صادرة نتيجة ممارسة جنسية أو لمجرد الإنصات لتفاصيل حديث حميم بين ذكر وأنثى على الهاتف أو الشات ..... والدنيا كما يقولون واسعة وحب الناس مذاهب.
هناك مثل شعبي يقول : "رزق الهبل على المجانين" ... وهؤلاء الهبل من أصحاب شركات هواتف الجنس لاشك أنهم يصنفون ضمن القوادين ...... ولكن ماذا يقول هؤلاء المجانين والبلهاء والمغفلين في آن واحد من العزاب والمتزوجين الذين يدمنون الإتصال الهاتفي الدولي على الأرقام التي يعلن عنها ؟ وبماذا يفسرون إنفاقهم في سبيل ذلك مبالغ طائلة ظنا منهم أن التي تتحدث معهم على الخط في الجانب الآخر هي غادة الكاميليا أو حسناء صاروخ في عمر الزهور تلتوي لأجلها أعناق الرجال على أقل تقدير؟
أدناه بعص الصور لمحترفات يعملن في هذا المجال حيث يتلقين مكالمات هاتفية من الشباب والكبار على حد سواء يتمايعن في الحديث والدلع ويبالغن بوصف أنفسهن بما ليس فيهن وكذلك يمدحن الرجل أو المراهق المتصل بهن بأوصاف يطير لها صوابه ، ويتحول إلى طاؤوس مغشوش (خاصة إذا كان عربي أو شرقي) . فيواصل المكالمة لعدة ساعات وهو ما يعني مزيد من الإستنزاف لأموال العرب ومزيد الدخل للمرأة التي تتجاوب معه على الخط ومزيد من الأرباح لشركات هواتف الجنس وشركات الإتصال الرئيسية والأقمار الصناعية بوجه عام ....... وأما الخاسر الوحيد فهو بالطبع أخينا الأبله المنشود .
والعملية من الناحية التكنولوجية بسيطة جدا ..... فأرقام وخطوط هذه الهواتف تستأجرها شركات هواتف الجنس من الشركات المزودة للخدمة . وتعمل عادة على نظام البدالة الألكترونية أو اليدوية أحيانا . وحين يتصل أحد البلهاء بالرقم تقوم البدالة أتوماتيكيا بتحويله إلى إحدى النساء العاملات لديها (في منزلها) حيث تستقبل المتحدثة اللبقة مكالمة الأبله وتبدأ في الحديث والحوار والدلع بصوت مثير .... إلخ من مخجلات. .... تجعله لا يعرف رأسه من رجليه ويصدق أنه هو وحده المعني بهذا الكلام والمشاعر والأحاسيس وأن المرأة التي على الطرف الآخر آية من آيات الحسن والجمال .... وكذلك الحال إذا كانت المتصلة بلهاء ترغب في التحدث مع شاب تظن أنه شمسون الجبار وشبيه توم كروز في آن واحد.
هذه هي الهيئة الحقيقية لواحدة من العاملات الحقيقيات في مجال المكالمات الجنسية تقول عن نفسها "أن كل المطلوب لهذه الوظيفة هو صوت مثير جنسيا للرجل وليس الشكل . وتضيف بأنها لم تكن في يوم من الأيام تتوقع أن تعمل في مجال هاتف الجنس لكنها فوجئت بأنها مهنة وصناعة مربحة"........ وعن مشاعرها الخاصة تجاه هذا العمل تقول:"طوال السنوات التي مضت كنت أقوم بأداء خدمات زبائن . وزبائني يعلقون دائما على صوتي المثير .... أعتقد أنني أصبحت محترفة ولست مثيرة" .. ثم تعود فتكرر قولها : "هذا العمل بالنسبة لي هو عبارة عن خدمات زبائن إنه بالفعل كذلك ليس إلا".
هذه البلدوزر تقول أنها دخلت مجال هاتف الجنس لأنها تساءلت بينها وبين نفسها "لماذا لا أحصل على أجر بدلا من أداء ذلك مجانا؟ "
وتواصل قائلة: "منحني هذا العمل كثيرا من الاحترام لذاتي حين أعرف أن الرجال ينظرون إلى صوري ويرغبون في التحدث معي .. يريدونني أن آخذهم إلى كل الأماكن الأخرى التي تشبع خيالهم وتصبغ تلك الصور في مخيلتهم" .....
إلى هنا وإنتهى كلام هذه المرأة .. ولكن الذي يحير في حديثها هو قولها: (أن الرجال ينظرون إلى صورتها ويرغبون في التحدث معها) !!!!
لا نعترض كثيرا على كلامها هذا من واقع القناعة بالمثل المصري القائل :" كـل فولة ولها كـيال" ...... ولكن ربما كانت تقصد من قولها هذا أن الرجال ينظرون إلى صورة وجهها والذي هو مقبول إلى حد ما.
هذا يقول عن نفسه أنه " ذكر دوغري " في حديثه مع النساء ..... وييشرح ذلك بمواصلة قوله: "إنهن يرغبن فيني .. يرغبن في أن أتحدث معهن ، وأن آخذهن إلى عالم آخـر .. أنا أجيد فعل ذلك ... أنا رجل محترف في مجال التحدث مع النساء .. أتحدث مع فتيات ونساء شابات وكذلك كبيرات في السن باللغتين الإسبانية والإنجليزية ..... وخلال أدائي لمهنتي هذه أتلقى العروض النسائية من اليمين واليسار للإلتقاء بي والخروج معي وتكوين علاقات حميمية . ولكنني أرفض وأقتصر في علاقتي بهن على الهاتف وحده".
هذه العجوز تقول عن نفسها : " عمري 60 سنة وأحمل شهادة الليسانس في العلوم الإنسانية من جامعة كولومبيا . تزوجت من قبل ودام زواجي مدة 25 سنة ثم انفصلت عن زوجي . ولدي ولد يدرس الآن في السنة النهائية بالجامعة ويقيم معي في المنزل . ..... الرجال يتصلون بي لأسباب عديدة منها أنهم يرغبون في إزالة التوتر عن أنفسهم ..... إن ما يجري ليس ممارسة حقيقية للجنس ... إنه مزيج من الهرمونات المحفزة في الخصية تتقد بواسطة إدمان الإباحية والدعارة ، الوحدة ، والحاجة إلى سماع صوت إمرأة "
وتواصل هذه المرأة قولها: " أنا أكسب ضعف المال الذي أكسبه من خلال عملي في مؤسسة تجارية . كما أنني هنا في حالة هاتف الجنس أعمل من المنزل ويتم تحويل حصتي كنسبة مئوية من المال إلى حسابي المصرفي يوميا.
هذه المرأة الدميمة تعمل أيضا كمتحدثة لبقة وعاشقة متيمة في هاتف الجنس ... وهي في هذه الصورة تلاعب أحد أطفالها . وقد تحدثت بصراحة وبطريقة لا تخلو من الجلافة الإباحية المباشرة حين سمت بعض الأعضاء بأسمائها .. ولذلك لم أشأ أن أورد حديثها مترجما حسب النص مباشرة حفاظا على مشاعر القاريء .
ولكنها على أية حال تناولت بالحديث الطريقة التي تتحدث بها مع "الزبائن" وكيف تصف لهم كذبا تفاصيل جسدها الرشيق وعوراتها المخففة والمغلظة ؛ وتدعي العذرية والمسكنة والبراءة من كل عيب ، وتقول للزبون أنها في هذه اللحظة التي تتحدث فيها معه تفعل بأعضائها الحساسة كذا وكذا وتصدر الآهات والحنين والأنين وتدعي البكاء ، وأنها تكاد تصل معه إلى مرحلة النشوة . وتتمنى خلال ذلك لو كانت إلى جانبه حتى تفعل معه كذا وكذا ويبهجها وتبهجه .... إلخ حتى تكسر في النهاية إرادة الزبون المتصل على الجانب الآخر من خط الهاتف وتجعله يرغب في المزيد والمزيد من الحديث لوقت أطول وبالتالي جني مزيد الدخل لنفسها.
صدق أو لا تصدق أن هذه عمياء كفيفة البصر . ومع ذلك ومن خلال صوتها الناعم المثير وخيالها الواسع تستطيع إقناع الزبون الأبله المتصل على الجانب الآخر من خط الهاتف بأنها "زرقاء اليمامة" وآية من الجمال ومتدفقة النشاط والحيوية لتدفعه إلى ممارسة الجنس معها على الهاتف ، وتكسب من وراء ذلك أموالا طائلة وهي جالسة هكذا فوق سريرها داخل حجرتها وإلى حانبها عصاتها التي تتحرك بها وأمامها جهاز الهاتف ليس إلا.
وهذه أخالها مختلة عقليا بعض الشيء . وهي هنا تحكي تجربتها في أول ليلة (ليلة سبت) بدأت فيها عملها في مجال هواتف الجنس وكانت المكالمة مع رجل إسمه (بوب) حدثها عن أول تجاربه الجنسية ..... أنظر ماذا تضع خلف الأريكة التي تجلس عليها ... إنها شوكة ملائكة العذاب حسب ما يتخيله معظم أهل الغرب من خلال رسوماتهم الكارتونية .... الجنون فنون ... وعلى الشباب العربي ممن يمارس هذه الأوهام ، أن يتعظ مما يقرأ ويشاهد من خلال هذه التدوينة ؛ حتى يدرك على أي نفايات ورمال متحركة وحقائق مؤلمة يضع إحدى قدميه !!
......................
ترى وبعد كل هذه الحقائق .. هل يستمر البعض في إضاعة وقته وتبذير أمواله في ما لا طائل من ورائه ؟؟ سوى إصابة الفرد ذكرا كان أو أنثى بأمراض عصبية وخمول وشرود وإصابة الذكر خاصة بإرتخاء فيما بعد للعضو الذكري وسرعة في القذف بعد الزواج وحالات إدمان شاذة وتعلق بالوهم الكاذب لكلا الجنسين.
ويجدر بالذكر أن هناك العديد من الحوادث الغير سارة جرت لبعض الفتيات ممن أدمن على إستخدام هاتف الجنس حيث فقدن عذريتهن بأيديهن نتيجة الإستغراق والإنفعال خلال المحادثة الجنسية مع أمثال هؤلاء المحترفين من الرجال "الأشرار" الذين يتمتعون بأصوات دافئة واثقة ، وموهبة اللباقة في المخاطبة والقدرة على الإستمالة عبر كلام الغزل المعسول اللذيذ ، والحديث المتواصل المدغدغ للمشاعر مع النساء والفتيات ، لاسيما أولئك الفتيات في المجتمعات التقليدية المغلقة اللواتي تتمتع أسرهن بمداخيل عالية توفر لهن حجرات خاصة منفردة داخل المنزل ومصروف جيب محترم في غياب الأب والأم الطويل عن المنزل بداعي السفر ومشغوليات العمل وتلبية الدعوات وحضور سهرات الـبزنيس وعقد الصفقات التجارية .... وكما يقال فإن الشباب والمال والفراغ والدعة مفسدة للمرء أية مفسدة.
التعليقات (0)