هـل تتحول مخيمات تندوف إلى مخبأ لفلول كتائب القذافي؟
عبـد الفتـاح الفاتحـي
يرجح أن تتحول مخيمات تندوف إلى ملاذ آمن لفلول كتائب القذافي الهاربين من المعارك ضد ثوار 17 فيراير في ليبيا، على اعتبار أن مخيمات تندوف تعد الملجأ الوحيد في العالم الذي يستفيد من مساعدات المنظمات الدولية دون أن تخضع لمراقبتها.
إنه وبالنظر لتطور الأحداث في ليبيا وخاصة على الحدود الجزائرية الليبية، فإن السلطات الجزائرية التي تَحَـدَّتْ المنتظم الدولي والمجلس الانتقالي الليبي وأمَّنـت علنا لأفراد عائلة القدافي والمقربين منه لدخول ترابها، واستقبلتهم استقبالا يليق بتحالفها مع نظام القذافي المستبد، تحت مبرر "الاعتبارات الإنسانية" قد لا تجد غضاضة في السماح لأعداد هامة من فلول كتائب القدافي من اصطحاب مقاتلي جبهة البوليساريو الذين استأجرهم القدافي للقتال إلى جانبه نحو مخيمات تندوف.
وإن الجزائر والبوليساريو اللذين ظلا يرفضان إحصاء ساكنة مخيمات تندوف ضدا على الإرادة الدولية، كانا يعلمان بأهمية الاحتفاظ بجزء كبير من مساحات الظل في مخيمات تندوف، يستفيدان منها خلال الأيام العصيبة كالظروف الراهنة التي يمر بهما موقفهما السياسي والدبلوماسي دوليا وإقليميا، وخاصة بعد انهيار نظام حليفهما القوي في ليبيا الذي تَحَمَّلَ دعم البوليساريو بالسلاح والمال منذ تأسيسها على يديه.
كما أن رفض الجزائر وجبهة البوليساريو تنفيذ قرار الأمم المتحدة بشأن إحصاء لاجئي مخيمات تندوف قد يندرج في إطار التغطية على كثير من الخبايا في المخيمات، ومنه وجود مجهولي الهوية الذين يعيشون على المساعدات الدولية في انعدام أي مراقبة دولية لهذا الفضاء.
وعليه فإنه على المغرب أن يستوعب أن مخيمات تندوف بعد التطورات الإقليمية الأخيرة باتت تشكل خطرا على أمنه القومي، وأن دبلوماسيته مطلوب منها التحرك بقوة لدى الدول الصديق للتنبيه إلى هذه التطورات وللتسريع بتنفيذ توصية تقرير مجلس الأمن الدولي الأخير حول الصحراء المتعلقة بعملية إحصاء ساكنة مخيمات تندوف. لأن عدم حرص المنظمة الأممية لشؤون اللاجئين على إجراء إحصاء للاجئي مخيمات تندوف سيبقي هذا الأخير فضاء لاستقبال أعداد كبيرة من الهاربين من العدالة ينضاف إليهم اليوم فلول كتائب القدافي وشخصيات كانت نافذة في النظام الليبي البائد من دون أن تطالهم ملاحقة مذكرات الأنتربول الدولي والعدالة الليبية.
محلل سياسي متهم بقضايا الصحراء
elfathifattah@yahoo.fr
التعليقات (0)